لا شك أن الحالة النفسية تأثيراً على قرار الحمل وصحّة الإنسان عموماً؛ حيث إنّ الصحة الجسديّة والنفسية مرتبطتان بشكل وثيق، فالشعور بالفرح ينعكس على الصحة ويمنح الجسم طاقة ونشاطاً وحيوية، تجعله قادراً على أداء المهام المطلوبة منه، ويحدُث العكس في حال تعرُّض الإنسان لانتكاسة نفسية تجعله حزيناً وكئيباً، وطبياً أجمع الأطباء وأكدت الدراسات أنّ التوتر والقلق والحزن من الممكن أن يكون لهم دورٌ في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي التأثير على النفسية. ما يؤخر الحمل والإنجاب؛ حيث تحتاج السيّدة إلى انتظام هرموناتها حتى تتمكّن من الحمل، وهذا يتطلّب منها الحفاظ على جسدها سليماً معافى من الإجهاد والإرهاق النفسي لتهيئته لمرحلة الحمل. معنا الدكتور عبد الحميد ألسبيلي أستاذ أمراض النساء والولادة للشرح والتوضيح.
الحالة النفسيّة وتأثيرها على تأخر الحمل
من الصعب ألا يمر الإنسان بفترات من الضغط النفسي التي تُسبب التوتر والقلق، ولكن من المهم ألا تستمر هذه الحالة لفترة طويلة
وكل زوجة لا تستطيع أن تمنع نفسها من التفكير في تأخر إنجابها، مما يزيد من حالتها النفسية السيئة ويُؤثر على انتظام الدورة الشهرية وبالتالي الإخصاب
وهناك ما يُسمى بفضل الإباضة الناتج عن التوتر، وهذه حالة تُصيب السيدات اللاتي يعانين من الحالة النفسية السيئة، ممّا يَمنع حدوث الإباضة وبالتالي لا يحدُث حمل
وإن كان هناك سيدات يحملن وهُنّ يعانين من الاكتئاب؛ بل يخضعن لجلسات لدى الطبيب ويتناولن الأدوية للمعالجة، ومن هنا لا نستطيع الجزم بتأثير الحالة النفسيّة في حدوث الحمل من عدمه
تأثر الصحة الجسدسة بالعامل النفسي
لهذا يُنصح بأن تتابع السيدة مع طبيبها هذا الأمر لمعرفة سبب تأخّر الحمل، من خلال الخضوع للتحاليل والصور التي تُؤكّد إن كانت هناك مُشكلةٌ حقيقيّة وراء ذلك
يُفاجأ الزوجان بتأخّر حدوث الحمل بعد الزواج لفتراتٍ طويلة، على الرّغم من القيام بمختلف أنواع الفحوصات الطبّية والتأكّد من عدم وجود أيّ مشاكل صحّية قد تُعيق الحمل والإنجاب. تحليل العلاقة بين الحزن وتأخّر الحمل
من الطّبيعي أن تتأثّر الصحة الجسديّة بالعامِل النفسي؛ فالشّعور بالفرح والحفاظ على الإيجابيّة ينعكس على صحّة الجسم ويمنحه طاقةً تجعله قادراً على أداء المهام المطلوبة منه، ويحدث العكس في حال الشّعور الدائم بالحزن والتوتر
والتوتر والقلق والحزن من المُمكن أن يكون لها دورٌ في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي التأثير على النفسيّة والحمل والإنجاب
من المعروف أنّ جسم المرأة يحتاج إلى انتظامٍ في الهرمونات حتّى يحدث الحمل بنجاح، وهذا يتطلّب منها تجنّب الإجهاد والإرهاق لتهيئة الجسم إلى مرحلة الحمل.
وذلك لأنّ الحالة النفسيّة السيّئة ينتج عنها انخفاضٌ في مستوى العديد من الهرمونات مثل الدوبامين وهو هرمون السعادة، وهذا الخلل الهرموني قد يحول دون حدوث الحمل ويؤدّي إلى تأخّره
دراسة عن تأثير الضغوط النفسية
أظهرت دراسة علمية أن ارتفاع مستوى الضغوط النفسية عند المرأة السليمة بدنياً قد يؤدي إلى تأخر الحمل، حيث قام العلماء في جامعة أكسفورد بقياس هرمونات التوتر عند النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب، فوجدوا أن أكثرهن تعرضاً للضغوط النفسية والتوتر تقل فرصتهن في الحمل
والاسترخاء قد يساعد... وقام المشرفون على البحث بفحص حالات 274 امرأة سليمة تتراوح أعمارهن بين 18 و40 سنة تخططن للحمل، فوجدوا أن عوامل مثل السن والتدخين والسمنة والكحول، لها تأثيرها أيضاً على نجاح الحمل، بجانب تأثير التوتر النفسي
وثبت أن النساء اللاتي لديهن نسبة عالية من الأدرينالين -إنزيم في اللعاب يدلّ على التوتّر، ينبغي ألا يكون مرتفعاً لتعزيز الخصوبة ومنع من تأخّر الحمل- تقل فرصهن في الحمل بنسبة 12 في المائة خلال أيام الخصوبة في شهر معين
اقتراحات لعلاج الحالة النفسية المتوترة
يُقترح للتقليل من التوتر والاضطرابات النفسية وتعزيز فرص الإنجاب، ممارسة بعض تمارين الاسترخاء البسيطة مثل التأمل واليوغا والمشي لمدّة 20 دقيقة يومياً؛ ما قد يزيد من فرص الحمل
وقد تتلخّص العلاقة بين معدّلات التوتر والحزن وقلة فرص الإنجاب بأنّ الإجهاد النفسي والعقلي يُمكنه أن يسبّب العقم في بعض الحالات، وهذا ما يتمّ تعريفه طبّياً بعدم حدوث حملٍ خلال 12 شهراً من المحاولة
والدليل أن هناك 12% من كل المتزوجين ليست لديهم القدرة على الإنجاب، أي واحد من كل 8 أشخاص متزوجين تقريباً
وتشير الأرقام إلى أن 30% إلى 40% منهن لديهن أسباب نفسية أو قلق أو ضغوط عصبية. السبب في عدم قدرتهن على الإنجاب
التأثير السيء لعدم القدرة على الإنجاب
ينصح بالهدوء والانسجام والتصالح بين الزوجين، مما يعكس راحة واستقراراً نفسياً يمنع وجود اضطرابات تؤثر على الحمل
ومن ثمة القدرة على الإنجاب، حيث إن الشعور بعدم الإنجاب يشبه عند البعض إبلاغهن بإصابتهن بالسرطان
الضغط النفسي يؤثر منذ البداية على العادة الشهرية عند المرأة؛ حيث إن الدماغ لا يفرز الهرمون الذي يجعل المبايض تنتج بويضة كل شهر
ولا ننسى التأثير السيئ لضغط المجتمع والأسرة على الزوجة -تحديداً- بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، فالتوتر هنا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب، وحالات نفسية سيئة
ما رأيك عزيزتي في القيام بما يسمى بالرياضة النفسية والتي تتمثل في فترات من التأمل والهدوء وطرد الكآبة، وممارسة المشي لبعض الوقت بشكل يومي
ا