مفهوم الحياة الزوجية هو عبارة عن تجربة حياتيّة تضم الزوجين الذين يعيشان كشريكين في كلّ شيء، فهو اتّحاد رجل وامرأة في إطارٍ من الحقوق والواجبات يتضمّن تشابههما في أشياء واختلافهما كذلك في أشياء أخرى تتغيّر بحسب تغير الظروف والبيئة وغيرهما.
الداعية الإسلامي عمرو خالد يقول لـ"سيدتي": "لكلا الزوجين شيء مختلف يقدّمه للآخر، فالزوج غالباً ما يقدّم الحماية ويوفّر ما تحتاجه العلاقة الزوجية من مادّيّات، بينما توفّر الزوجة الأمان والاستقرار للبيت وللزوج، وهي علاقة فريدة تستمرّ طوال الحياة، وتعني الحياة الزوجية أيضاً أن يقوم كلا الطرفين الذين يريدان قضاء بقيّة حياتهما مع بعضهما بترتيب أمورهما معاً بحيث يصبح أسلوبهما في الحياة الذي اعتادا عليه أسلوباً موحّداً يجمعهما تحت مظلّة واحدة يتشاركان في كلّ أمر من أمور الحياة، وتعني كذلك أن يدوم كلّ منهما التفاهم والتناغم في العلاقة بحيث يعيشا في سلام وراحة مع بعضهما، من خلال العشرة التي تواجدت بينهما يتواجد الحب والاحترام بينهما".
العشرة الزوجية
فأن العشرة الزوجية التي أرادها الله – تبارك وتعالى – هي ما ذكره في كتابه العظيم بقوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) سورة النساء.
هذه هي القاعدة الشرعية في العشرة، وهذا هو المفهوم الصحيح لمعنى للعشرة، وهي المعاشرة بالمعروف، والنظر إلى المحاسن، والتغاضي عن المساوئ في كثير من الأحيان، فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
ولقد رسم لنا رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – منهجاً قويماً في كل شيء، ومن ذلك العشرة الزوجية، فهي علاقة قائمة على المحبة والصدق والأمانة، تبدأ منذ بداية الطريق حيث اختيار الزوجة واختيار الزوج، عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه قال : "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" . وقال عليه الصلاة والسلام : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله".
الحب في الزواج
اذاً فان العشرة هي معنى مشتبك بالحب غير المشروط، ويتولد ويتفرع منهما أسمى معاني الحب، غير القائم على شرط بعينه، فهو مشاعر متبادلة بين الرجل والمرأة قد تنتهي بالزواج، ويعد من أقوى انواع الحُب وأكثرها استمراراً، لأنه غير قائم على سبب محدد إذا انتهى انتهى معه الحُب، ولكنه قائم على المشاعر الصادقة، التي تتغلب على المشكلات وسوء التفاهم وهو الحب الموجود في العلاقات الأسرية، القائمة على العشرة والتعود، والمودة، وبالطبع الاحترام، وغالبًا ما يأتي هذا الحب من خلال زواج الصالونات، التي تبدأ بالتعارف لتنتهي بالعشرة والتعود، وعلى الأغلب يبقى وجود الأطفال هو السبب الرئيسي لاستمرار هذا النوع من الحب. وهو الحُب الذي يأتي بعد الزواج فهو ثمرة العشرة والمودة، ثمرة التقرب من انسان يعيش معك في منزل واحد، بمرور الوقت تجد نفسك تحزن لحزنه وتفرح لفرحه وتشاركه المشاكل وتجده حين تمرض او تبكي او تحزن بجوارك يكفف دمعك ويطيب خاطرك ويزيل همك.
الحقيقة أن الحب هو عطاء صفاء نقاء عاطفة عاصفة خاطفة تدخل قلوب البشر وتحتلها فلا يتبقى في القلب سوى كل المشاعر النبيلة الجميلة الهادفة لأسعاد الطرف الآخر بلا مقابل مادي أو معنوي.