هناك تقريباً امرأة واحدة من بين كل 3 نساء تعاني من الإمساك. وما نسبته 44 في المائة منهم تعاني بشكل منتظم من هذه المشكلة، على الأقل مرة واحدة في الشهر، وتزداد هذه النسبة بين النساء الحوامل، واللاتي وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث، وكبار السن (بسبب أسلوب الحياة المستقر والخامل وتناول الأدوية والعلاجات). ولم تتغير هذه الأرقام منذ سنوات.
يتم تعريف الإصابة بالإمساك بشكل رسمي في حال التبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، فالعبور المعوي البطيء سوف يؤدي كذلك إلى تعزيز الإصابة بالتهاب المثانة، وظهور الفطريات، والإصابة بالبواسير وغير ذلك.. غير أن تحسين هذا الأمر ليس بهذه البساطة: فلا يكفي تدليك البطن والمعدة في اتجاه عقارب الساعة، أو أكل الخوخ والمشمش كل صباح، على الرغم من أن هذا جزء من الإجراءات الجيدة التي يجب تبنيها، بحسب "توب سانتيه".
ليس إمساكاً لمرة واحدة فقط وإنما بشكل مستمر
في كثير من الأحيان يحصل الإمساك منذ الطفولة. وعلى الأرجح أن كثيراً من النساء سمعن بذلك من أمهاتهن. ورغم ذلك لم يفت الأوان بعد للبدء بالعلاج. وبتغيير نمط الحياة بشكل دائم، فمن الممكن أن يصبح الإمساك أقل إزعاجاً.
يظهر الإمساك لدى البعض من حين إلى آخر أثناء السفر ربما، أو بتغيير بعض العادات اليومية أو بتغيير النظام الغذائي، ثم يختفي من تلقاء ذاته بعد بضعة أيام. ولكن لدى البعض الآخر؛ يحدث الإمساك بشكل منتظم أو حتى بشكل مزمن. وعندما لا يكون لتبني نمط الحياة الصحي أي تأثير على التخلص من الإمساك، ولا تصبح العلاجات التقليدية فعّالة، فسوف ينتهي الأمر إلى الإخلال بنوعية الحياة كلياً.
يمكن للأدوية أن تحدث فارقاً في الحالات التالية:
- في حالة الإمساك العابر المرتبط بضعف حركة القولون ويكون البراز صلباً وجافاً.
- في حالة الإمساك المرتبط بأمراض خطيرة، والذي يتميز بصعوبة التخلص من البراز.
- الإمساك الوظيفي، والذي يصيب الأشخاص الذين لا يعانون من سبب جسدي واضح، حيث يمكن أن يكون الإمساك من أصل نفسي.
ولحسن الحظ توجد أدوية وعلاجات للتغلب على مشكلة الإمساك في أغلب الأوقات. ولكن قبل أن نقفز إلى أخذ أول علاج ملين متوفر، فيما يلي بعض الإجراءات المبدئية التي يجب اتباعها من أجل أن تعيش أمعاؤك بسلام.
1- فكري بتناول الألياف كل يوم
من أجل تحفيز التخلص من البراز، يجب استهلاك ما يكفي من الألياف، والكمية المثالية هي نحو 20 إلى 25 غراماً في اليوم. ضعي على قائمة طعامك في كل وجبة الفاكهة والخضروات الموسمية الطازجة، ويفضّل أن تكون عضوية؛ فقد تؤدي المبيدات الحشرية إلى الإصابة بالإمساك. وتناولي كذلك الفاكهة والخضروات المجففة والأطعمة النشوية شبه الكاملة. فعلى سبيل المثال، يحتوي كل 100 غرام من كل من العدس المطهو على حوالي 7.8 غرام من الألياف، والتين المجفف 11 غراماً، والخبز الكامل 7 غرامات، والسبانخ المطهوة 3 غرامات، والتفاح مع قشره على 2.1 غرام. وإذا كان الشخص أكثر عرضة إلى الإصابة بالانتفاخات؛ فيجب أن يزيد الكمية التي يأخذها من هذه الأطعمة بشكل تدريجي.
2- الأكل بشكل كافٍ
يلعب الطعام دوراً أساسياً في وظائف العبور المعوي. ولكن قبل أن نسأل ماذا نأكل؛ يجب التأكد من أنك تأكلين بشكل كافٍ: من الطبيعي أن يكون هناك القليل من الفضلات للتخلص منها إذا كنتِ تتناولين كمية قليلة من الطعام. كما يجب أخذ الوقت الكافي أثناء تناول الطعام والمضغ بالشكل الصحيح: من شأن "تكسير الطعام" أن يسهل انتقاله إلى الجهاز الهضمي وإفراغه.
3- اختاري أطعمتك بشكل جيد
على النقيض مما كان يعتقد منذ فترة طويلة، ليس هناك حقيقة أي طعام ممنوع أو محظور. فالموز والشوكولاتة والأرز أطعمة لا تسبب الإمساك بالضرورة؛ إذ تتباين آثار تناولها من شخص إلى آخر. والأفضل هو أن تستمعين إلى ما يقوله جسمك وأخذ الوقت الكافي للتعرف على الأطعمة التي تناسبه بشكل أفضل. التحذيرات الوحيدة التي نقولها هي أن تتجنبي أكل المنتجات المصنّعة، أو المكررة، ولا تتناولي اللحوم الحمراء أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، ولا تختمي وجبتك بتناول الحلويات.
4- جرّبي تناول بودرة الأعشاب
مسحوق عشبة القمح أو الشعير، أو السبيرولينا، تحتوي على الكثير من المعادن وتسهل العبور المعوي. يمكن أخذ أي من هذه البودرة في الماء أو العصير أو السموذي. ولكن ابدئي بتناول كميات صغيرة قبل زيادتها تدريجياً إلى أن تصبح الكمية ملعقة واحدة كبيرة في اليوم.
5- اشربي لتراً ونصف من الماء على الأقل يومياً
من أجل أن تنتقل بقايا الطعام بالشكل الصحيح إلى الأمعاء، يجب أن تكون رطبة بشكل جيدة. وبناء على ذلك؛ من المهم جداً شرب ما لا يقل عن لتر ونصف من الماء في اليوم. إنَّ شرب الماء من مصدر جيد يعطي نتائج جيدة، الماء الغني بالمغنيسيوم والكبريت له تأثير ملين طبيعي. ويمكن إضافة النكهة إلى الماء؛ بوضع بعض أوراق النعناع أو شرائح الليمون أو الخيار. ويمكن كذلك شرب أنواع شاي الأعشاب؛ مثل شاي الخبيزة أو الخطمي. ودللي نفسك أيضاً بشرب عصير التوت الطبيعي المصنوع منزلياً مائة بالمائة، اشربي كوباً واحداً في اليوم ولمدة أسبوعين.
6- المشي نصف ساعة يومياً على الأقل
لتعزيز حركة الأمعاء بشكل جيد؛ من الضروري الحركة دائماً. امشي بخطى سريعة، ويفضل بعد تناول الوجبات، وانسي استخدام المصعد والأدراج المتحركة. وفي موازاة ذلك؛ يجب استكمال ذلك بنشاط رياضي من اختيارك أسبوعياً . الأمر الأساسي هنا هو الحركة، وأن تحصلي على المتعة؛ لكي يكون لديك الحافز من أجل الحركة.
7- تبني بعض تمارين اليوغا
التمارين الأكثر فعالية للتخلص من الإمساك هي تلك التي تنضغط بلطف أو تعمل حول منطقة الآبانا ( تحت السرة ) مع أخذ نفس طويل وعميق يبدأ من قاع الحوض. ومن شأن التمارين الملتوية أن تحفز الأحشاء بعمق وتحسين مرونة العمود الفقري، وخصوصاً عند منطقة أسفل الظهر، والتي يمكن الاستعانة بها في حالات انتفاخ البطن الشديد. ولكن إذا كانت خبرتك بممارسة اليوغا قليلة؛ فإن تمارين الاستلقاء على الظهر ستكون أكثر سهولة من تلك التي في طريقة الجلوس أو الوقوف، وبذلك يمكن أن يستريح الظهر على الأرض.
8- تخلصي من التوتر والجهد
بالنسبة إلى البعض الآخر، فسيكون من المستحيل التبرز خلال السفر. وهذا ليس مفاجئاً؛ لأنَّ الأمعاء حساسة جداً للتوتر والإجهاد. فالأمعاء تستضيف العديد من الخلايا العصبية مثل الدماغ، والتفاعل بين الجهتين يحدث بشكل دائم. ولهذا السبب يشجع العديد من أطباء الجهاز الهضمي مرضاهم بشكل متزايد على ممارسة السوفرولوجيا واليوغا والوخز بالإبر والتشي غونغ والتياشي وتمارين تماسك القلب والتأمل وغير ذلك.
متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أنّ الإمساك مزعج تماماً، إلا أنه من النادر أن يكون عارضاً لمرض خطير. ولكن إذا لم تستطيعي التبرز، على الرغم من أنك لم تصابي قبلاً بالإمساك، ولم ترتبط حالة الإمساك هذه بأي تغيير في العادات؛ فيجب عندها استشارة الطبيب. ويجب الانتباه كذلك إلى الإمساك القديم الذي قاوم أي علاج بسيط وفعّال حتى الآن، وإذا كان الإمساك يترافق مع الشعور بالألم في الشرج وفقدان كبير في الوزن أو ظهور دم في البراز، فيجب عندها استشارة الطبيب على الفور.
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.