عندما تريدين تغيير سلوك غير مرغوب فيه عند طفلك، فمن المفيد أن تفهمي أولاً سبب قيامه بذلك، غالباً ما تكون العادات السيئة مجرد استراتيجية للتكيف. وقد يلجأ إليها طفلك عندما يشعر بالتوتر أو الملل أو الإحباط أو التعاسة أو عدم الأمان أو التعب. فالعديد من هذه العادات "السيئة" تهدئه. خبراء في علم النفس، يشرحون لقارئات "سيدتي وطفلك"، عن سر هذه العادات السيئة عند الأطفال.
في معظم الأحيان ، تكون هذه السلوكيات مجرد "مراحل" أو عادات - وليست مشكلات طبية خطيرة - وعادة ما يتخطى الطفل هذه السلوكيات. ومع ذلك، قد يكون التخلص منها صعباً في الكثير من الأحيان، وقد يمارسها الطفل للفت الانتباه، والملفت أن العقاب لإيقاف السلوك، قد يزيده تمسكاً به، لكن الثناء والمكافآت الإيجابية، والصبر قد تساعد طفلك على التخلص من هذه العادات.
1 - مص الإبهام والأصابع واللهايات
عادة ما يبدأ مص الإبهام والأصابع في الأشهر القليلة الأولى من العمر، ويتخلص الكثير من الأطفال منه قبل بلوغهم عامهم الأول، لكن قد يتوقف معظمهم عن هذه العادة عند بلوغ سن الخامسة بسبب ضغط من حولهم.
المص له تأثير مهدئ، وغالباً ما يساعد الأطفال على النوم. ومع ذلك، قد يصبح الأمر مقلقاً عندما تبدأ الأسنان الدائمة في الظهور (حوالي 5 سنوات) إذا كان المص يغير شكل أسنان الطفل أو حلقه أو عضته، هنا من الأفضل السماح له باستخدام اللهاية بدلاً من جعله يبدأ بمص إبهامه، حاولي التخلص من اللهاية قبل سن 4 سنوات، فيما يلي بعض الأفكار للمساعدة في التخلص منها:
1 – اعملي شقوقاً في لسان اللهاية، فهذا يجعلها أقل فعالية فيفقد الأطفال الاهتمام بها.
2 - اطلبي من طفلك المساعدة في وضع كل اللهايات الخاصة به في مرطبان واتركيها طوال الليل من أجل جنية اللهاية. ثم اجعلي "الجنية" تترك مكافأة خاصة للصغير الكبير، الذي يتخلى عن اللهاية.
3 - اجعلي طفلك يترك المصاصة في غرفة النوم كل صباح حتى يتمكن من استخدامها فقط في وقت النوم أو وقت القيلولة.
2 - عادة ضرب الرأس، ودحرجته وهز الجسم
قد تتكرر عادة ضرب الرأس بأداة صلبة مثل سرير الأطفال، يمكن أن يكون هذا مؤلماً للوالدين بسبب قلقهم من الإصابة، وفي كثير من الأحيان لا يبدو أن الطفل يشعر بالألم، بل يشعر بالهدوء والرضا، وغالباً ما تبدأ العادة في سن 9 أشهر تقريباً وتزول في سن الثانية تقريباً.
أما دحرجة الرأس، فهي عندما يقوم الرضيع بتدوير رأسه من جانب إلى آخر عند الاستلقاء على ظهره، يرافقه شد للشعر من مؤخرة الرأس.
فيما يحدث هز الجسم عندما يهز الطفل نفسه بشكل إيقاعي أثناء الجلوس أو الاستلقاء على ركبتيه أو مرفقيه. يبدأ هذا السلوك عادة في عمر 6 أشهر، ويختفي في سن الثانية، ويهتز معظم الأطفال لمدة 15 دقيقة أو أقل. مثل ضرب الرأس، الذي غالباً ما يحدث أثناء الاستماع إلى الموسيقى أو النوم.
يعد ضرب الرأس ودحرجته وهز الجسم من العادات الشائعة في مرحلة الطفولة لتحقيق الراحة الذاتية، وغالباً ما تكون هذه السلوكيات غير ضارة، ولكنها قد تكون مقلقة إذا كان طفلك يعاني أيضاً من تأخر في النمو. تحدثي عن هذه العادة مع طبيب الأطفال الخاص بك، والذي يمكنه مساعدتك في تحديد ما إذا كان هناك أي سبب يدعو للقلق.
صرير الأسنان
هي عادة تظهر في أكثر من نصف الأطفال ذوي النمو الطبيعي. تبدأ عادة في سن 6 أشهر عندما تظهر الأسنان اللبنية ومرة أخرى في حوالي سن 5 عندما تظهر الأسنان الدائمة، ويحدث صرير الأسنان بشكل رئيسي أثناء النوم، عادة ما يتخلص منها الأطفال، ولكن صرير الأسنان قد يستمر حتى مرحلة البلوغ. يمكن أن يكون الأمر مقلقاً عندما تكون أسنان البالغين في الداخل، حيث يمكن أن تسبب مشاكل في الأسنان أو اضطراباً في مفصل الفك، إذا كان طفلك يطحن أسنانه البالغة، فقد يحتاج إلى تقويم من قبل طبيب أسنان.
عض الأظافر والبشرة أو نتفها
يعد قضم الأظافر أو قضمها وخدشها مصدر قلق إذا نتج عن ذلك نزيف متكرر أو عدوى تحت الظفر. مثل العادات الأخرى، يكون أسلوب المكافأة فيها الحل الأمثل للتخلص منها، حاولي الإمساك بطفلك ما أن يبدأ بقضم أظافره، واشرحي له ببساطة الضرر الذي يلحقه بنفسه، قولي له: "أنت تستخدم أظافرك في خدش نفسك، القطة لا تفعل ذلك"!
هناك أيضاً ملمعات أظافر ذات مذاق حامض، يمكن أن تساعد في إيقاف قضم الأظافر، يمكن تغطيس الأصابع بالخل، لجعل طعمه سيئاً.
إدخال الأصابع في الأنف
يعتبر إدخال الأصابع في الأنف من أكثر السلوكيات إزعاجاً للوالدين، لأنها مقرفة، وغير مقبولة اجتماعياً، ومع ذلك، فهي من أكثر العادات شيوعاً بين الأطفال والبالغين.
قد تتسبب هذه العادة بعدوى أو حساسية وتهيج في الأنف، وربما تؤدي إلى نزيف الأنف المتكرر.
أخبري طفلك أن إدخال أصابعه في أنفه، أمر غير مقبول في الأماكن العامة، ولكن يمكنه استخدام المناديل بدلاً من ذلك، واشرحي له أنه ينقل جراثيمه للآخرين وأصري على غسل يديه بعد أن يمسك أنفه، وغالباً ما يساعد القليل من الفازلين عدة مرات كل يوم داخل الأنف على إيقاف تهيج الأنف، فلا يشعر الطفل بالحاجة لممارسة هذه العادة، كما أن الحفاظ على رطوبة الأنف بقليل من المحلول الملحي قبل النوم، قد ينفع في إبعاد هذه العادة، تحدثي إلى الطبيب لمعرفة ما يوصي به لتقليل تهيج أنف طفلك.
لف الشعر ونتف الشعر
إن تدوير الشعر أو نتفه، قد يؤدي إلى تساقطه، وهو مجرد سلوك آخر للتهدئة الذاتية يظهر عند الرضع والأطفال. مثل مص الإبهام، ويحدث غالباً عندما يكون الطفل مسترخياً أو يشعر بالملل أو بالتعب، وعادة ما يتخلص الأطفال من هذه العادة بمفردهم.
هناك شكل أكثر خطورة من نتف الشعر، يسمى هوس نتف الشعر، والذي يتضمن سحب الشعر من فروة الرأس والرموش والحواجب، هذا اضطراب نادر يشير غالباً إلى مشكلة نفسية كامنة ويجب تقييمه من قبل الفيزيائيين.
كيف يمكنني التخلص من عادة طفلي السيئة؟
أولاً - تجاهلي السلوك المزعج. من المحتمل أن يتخلص طفلك من هذه العادة بمرور الوقت، وقد يؤدي إعطاء الكثير من الاهتمام، إلى تشجيع السلوك.
ثانياً - امدحي طفلك على حسن السلوك، وأخبريه أنك لاحظت أنهم لا يقضم أظافره إذا توقف عن ذلك.
ثالثاً - إذا كان هناك العديد من السلوكيات التي تريدين تغييرها، فابدأي بالتركيز على واحد أو اثنين من أكثرها إزعاجاً أو خطورة. لا تحاولي إجراء الكثير من التغييرات دفعة واحدة.
رابعاً - حاولي معرفة ما قد يجعل طفلك متوتراً، وساعديه على معالجته، وامنحيه فرصاً للتحدث معك حول الأشياء التي قد تقلقه، وتواصلي معه بالعين واستمعي إليه.
خامساً - دعي طفلك يتخذ القرارات كلما أمكن ذلك، من خلال منحه خيارات مقبولة. على سبيل المثال، "هل تفضل تناول الخبز المحمص أو الحبوب على الإفطار؟" سيساعده ذلك على الشعور بأهمية الاختيار، مما يقلل من التوتر والإحباط.
سادساً - أعيدي توجيه طفلك وساعديه في العثور على مكان أفضل للقيام بما يحاول القيام به. على سبيل المثال، إذا كانت أنفه متهيجة، اطلبي منه تنظيفها بمنديل ورذاذ محلول ملحي للأنف أو الفازلين.ثم اغسل أيديهم. ضعي بعض القواعد الإيجابية. وتأكدي من أن طفلك يفهم نتائج خرق القواعد.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.