الصحة تاج على رؤوس الأبناء، وغالبية الأسر العربية ترحب بهم موفوري الصحة، خدودهم وردية، تمتلئ أجسامهم باللحم، معتقدين أن هذه الصورة خير دليل على تمام العافية، وربما أشارت إلى يسر المعيشة التي ينعمون بها، وهم مخطئون في هذا الظن، حيث إن للسمنة مخاطر ولها أضرارها النفسية والصحية والاجتماعية على المراهق.. كما أجمع الأطباء والعلماء المتخصصون، لهذا كان لقاء "سيدتي نت" مع الدكتورة أيمان عبد الحميد ، مدرس التغذية بالمعهد القومي للتغذية للشرح والتوضيح.
اضطرابات الأكل تؤدي للسمنة
الابن السمين هو مَن يحمل زيادة في الوزن على الحد الطبيعي؛ نتيجة لتراكم الدهون في جسمه؛ وذلك بسبب عدم التوازن بين الطاقة المكتسبة من تناول الطعام ، وبين الطاقة المستهلكة
المتعارف عليه أن مرحلة المراهقة تشهد زيادة ملحوظة في الوزن؛ نتيجة للتقلبات الهرمونية، لا تلبث أن تخف تدريجياً مع بداية استقرار مستوى الهرمون في الجسم ولكن البعض لا ينتظر، فتنتابه المخاوف من اكتساب وزن زائد، أو قد يكون لديه هوس بالرشاقة، وربما كان مولعاً برياضة معينة ويسعى لنيل البطولة فيها، مما يتطلب وزناً أقل وهذا يسبب ما يعرف علمياً باسم "البوليميا" أو اضطرابات الأكل؛ حيث يعمل المراهق جاهداً على عدم اكتساب الكثير من الوزن، لدرجة الشعور بالذنب في حال تناوله طعاماً أكثر، فيسعى للتخلص منه؛ بالتقيؤ أو تناول الملينات.
أسباب سمنة المراهقين
- المتهم الأول هو.. أسلوب العصر وما يتضمنه من تناول الوجبات أمام التلفزيون أو الحاسوب، ويندرج معها الجلوس لساعات الطويلة دون حركة أمام ألعاب الفيديو، إضافة لإهمال الرياضة
- النمط الغذائي الذي يُكثر فيه المراهق من تناول المشروبات الغازية، أو تناول الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية، والمملوءة بالدهون بشكل مفرط، ما يؤدي للإصابة بالسمنة
- هناك علاقة قوية بين السمنة وحالات الاكتئاب التي تسبب ارتفاع هرمون الكورتيزون في الأولاد والبنات معاً، مما يؤثر في طريقة التهام كمية ونوعية الطعام
- أعراض كسل الغدة الدرقية تظهر ببطء، مما يصعّب اكتشاف أمرها، وهي تؤدي في كثير من الأحيان إلى زيادة في الوزن ومن أعراضها أيضاً.. التعب والشعور بالاكتئاب، تساقط الشعر، عدم انتظام الدورة، الحساسية للبرد، فرط النوم، جفاف الجلد والتشنج العضلي.
- الوراثة أيضاً تلعب دوراً كبيراً في السمنة، فإن كان أفراد العائلة الواحدة من ذوي الوزن الثقيل، فالأبناء يرثون هذا إن لم يحتاطوا
- كما أن التحصيل الدراسي في كثير من الأحيان يجلب للشباب توتراً وضغطاً كبيراً؛ مما يدفعهم إلى الشره في الأكل؛ كنوع من تخفيف الضغط المتزايد
- تناول السكاكر والحلويات، ومشروبات الطاقة وتناول المنبهات، وعدم التدقيق في نوعية الطعام التي تراعي حاجة الجسم في مرحلة النمو.. من أسباب السمنة
أنواع السمنة
البسيطة: وهي الأكثر انتشاراً والأقل خطورة، وتنتج عن قلة الحركة، مع اتباع نظام غذائي غير صحي وغير متوازن لا تسبب أي تشوهات ملحوظة بالجسم، ويمكن علاجها بأنظمة ريجيم وممارسة تمرينات رياضية؛ ليتم حرق الدهون المتراكمة
المتوسطة: وينتج عنها تشوهات بالمظهر الخارجي للجسم؛ بسبب الخلل في توزيع الدهون على مستوى الجسم وتتركز في الأجناب والبطن والفخذين ومحيطهما، وتعالج من خلال نظام غذائي، إضافة إلى تناول مشروبات الأعشاب المنقصة للوزن، مع تمرينات رياضية.
السمنة المفرطة: وهي السمنة الصريحة، وأقل ما تسببه إعاقة الحركة؛ بسبب امتلاء الخلايا بالدهون وتضاعف عددها، إلى جانب الإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط كما تزداد احتمالية تعرض المراهق السمين إلى نوبات قلبية، مع ضعف في الجهاز المناعي، فيصبح عرضة للعديد من العدوى الفيروسية وغيرها.
أضرار السمنة
- الزيادة المزمنة في وزن المراهق تؤدي إلى ارتفاع نسبة الشحوم السيئة، مما يزيد من احتمالات إصابته بأزمات قلبية في فترة مبكرة من الحياة
- السمنة تترك تأثيرات سلبية في الوظائف الإدراكية للمخ، تظهر لاحقاً في منتصف العمر، وهناك الخوف من الإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل
- إن كانت السمنة واضحة للعيان، فالمراهق هنا يعاني أزمة نفسية؛ بسبب الحساسية الفائضة في هذه السن من ناحية، وبسبب التعليقات الفظة ممن حوله
- العلاقة وطيدة بين السمنة وبين أمراض القلب والموت المفاجئ والإصابة بتصلب الشرايين، كما أن قلة الحركة تضر بالمراهق
- كل الخوف من إصابة الجسم بالخمول والكسل المزمن؛ مما يؤثر على الحالة النفسية للمراهق، فيصيبه الاكتئاب والحزن ومشاكل أخرى كثيرة
- المراهق أو المراهقة السمينة يجدان صعوبة في تكوين صداقات؛ لأن الطبيعيين في الوزن يفضلون استبعادهم من دائرة معارفهم
