لـ"اليوم العالمي للعمل الإنساني" 2021، نكهة تختلف عن الأعوام السابقة، فهو يأتي بعد مرور أكثر من عام على تفشي جائحة كورونا كوفيد 19، كما أنه العام الذي شهد حرائق اجتاحت عدة مناطق حول العالم بسبب الاحتباس الحراري، وهي أسباب ذكرّت المجتمعات في كل مكان بوحدة مصير البشرية وبضرورة تكاتف الجهود لتحسين الأوضاع الراهنة، وعليه، خصصت الأمم المتحدة اليوم العالمي للعمل الإنساني، 19 أغسطس، للتذكير بالحملة العالمية "السباق من أجل الإنسانية"، والتي دعت من خلالها الجميع للمشاركة في التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على أن يتم إيصال أصواتهم إلى قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر القادم، وفي هذا المقال سنتعرف إلى التعريف الأحدث للعمل الإنساني، الفئات التي يخدمها هذا القطاع، ودور التقنيات الحديثة في تحسينه، حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
العمل الإنساني
هو التقييم الشمولي للاحتياجات الانسانية في العالم. ووضع خطط الاستجابة والتي تركز على الفئات الأشد احتياجًا، فإنها تهدف للتصدي للمجاعات، الأمراض المُميتة، مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مسألة النزوح، ويضاف إليها المتأثرين بالأوبئة كجائحة كوفيد 19.
ومن الفئات الأهم التي يخدمها العمل الإنساني:
- كبار السن، فقد كان يعاني كل 1 من 6 من كبار السن إلى سوء المعاملة، وقد ارتفعت هذه النسبة بشكل متسارع نتيجة مباشرة إجراءات الجائحة والإغلاق.
- ذوي الإعاقة، يعاني 15% من سكان العالم من الإعاقة، ويعيش 80% منهم في البلدان النامية، وهي الفئة الأكثر هشاشة التي تتعرض إلى الإهمال وسوء المعاملة وحظوظ أقل في التعليم.
- أصحاب الاضطرابات العقلية والنفسية، فحتى قبل جائحة كوفيد-19، كانت إحصاءات الصحة النفسية صارخة، تبدأ حوالي نصف حالاتها في سن 14 عامًا، والانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا. كما أنه يوجد على الصعيد العالمي أقل من اختصاصي صحة نفسية واحد لكل 10 آلاف شخص.
- عدا عن العنف ضد النساء والفتيات والتي ارتفعت نسبته مع الحجر المنزلي.
أهمية العمل الإنساني
يعود العمل الإنساني بالنفع والخير على الشخص الذي يقدم المساعدة والمتلقي في الوقت ذاته، فالعمل الإنساني يذكر الفرد بإمكاناته وقدراته، ليس المادية فقط، كما أنها توسع آفاق التفكير، كونه يتطلب البحث عن حلول، والجميل في العمل الإنساني خاصة التطوع، أنه كالموسيقى، فهو يهذب النفس، حيث تتوسع المدارك أكثر وأكثر مع التعرف إلى مشاكل الآخرين، وسيشعر الفرد بالنعم التي تحيطه والتي لم تكن في حسبانه.
كما أنه مجال لا يتوقف على فرد دون غيره، فأبوابه مفتوحة أمام الذكور والإناث، كما أنه لا يكترث بالأعمار، فمن منا لا يذكر قصة طبيب الغلابة المصري الراحل محمد مشالي، الذي وصل عامه الـ76 وهو يعالج الفقراء لعقود بأجر زهيد، كان لا يتخطى الـ10 جنيهات.
وهو خير مثال على أن كل فرد قادر على تقديم المساعدة من مكانه، فالأم قادرة على التبرع بقصص أطفالها الهادفة للعائلات المحتاجة بهدف نشر المعرفة، طلاب الصف الواحد قادرين على التكاتف لمساعدة من يعاني من مشاكل دراسية، توعية الأطفال بعدم هدر الماء هو عمل إنساني لو شرحنا لهم هدفه الأسمى، مساعدة قريب من ذوي الاحتياجات الخاصة هو عمل إنساني، توعية الأهالي بأساليب التربية الخالية من العنف اللفظي والجسدي هو عمل إنساني، وصولاً إلى المستويات الأعلى والتي يتطوع من خلالها الأفراد لإنجاز مشاريع أكبر، خاصة مع توافر التقنيات الحديثة اليوم والتي تسهل التواصل.
استخدام التقنيات الحديثة في العمل الإنساني
تُسجل حاليًا زيادة كبيرة في اشتراكات الهاتف الخليوي، ولا يمكننا تجاهل الأنشطة العالمية التي أصبحت تُدار باستخدام الإنترنت، حيث فتحت هذه التكنولوجيا الأبواب أمام ممارسات جديدة في العمل الإنساني على مستوى الأفراد أو الجماعات، مثل:
- إجراء استطلاعات الرأي في الوقت الفعلي.
- تقييم الاحتياجات بالهواتف المحمولة.
- استخدام القسائم الإلكترونية لتقديم المساعدة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لوضع خرائط التفشي والإنذار المبكر والفحص والتشخيص والعلاج. فلو تحدثنا عن جائحة كورونا، دعمت الطابعات ثلاثية الأبعاد إنتاج أقنعة الوجه وأغطية الوجه وأجهزة التهوية، كما تقوم الطائرات دون طيار بتسليم الإمدادات الطبية وعينات الاختبار. لأن العديد من الأنشطة العالمية أصبحت بالإنترنت بين عشية وضحاها تقريبًا؛ فقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على حالة التأهب التكنولوجي، وعدم المساواة في إتاحة الخدمات الرقمية، واستمرار الأعمال.
- محو الأمية الرقمية.
وفي النهاية، فإن العمل الإنساني ينهض بالمجتمعات ويرتقي بالفرد نفسه.