تتشابه تصاميم الأزياء النسائية الشعبية في السعودية إلى حدٍّ كبير، ومع ذلك تنفرد كل منطقةٍ في البلاد بأزياء خاصة بها، تميِّزها عن غيرها.
وتستوحى هذه الأزياء من التراث التقليدي للمنطقة، فالملابس النسائية القديمة في المنطقة الجنوبية مثلاً تعدُّ من المكونات الثقافية للنساء اللاتي يعشن في المنطقة، وتعبِّر عن المكان والتاريخ والعادات والتقاليد السائدة فيها، وتعتبر جزءاً من شخصية أهلها، وتتوارثها البنات عن الأمهات والجدات.
فيما يلي تعرفوا من خلال مصممة الأزياء التراثية أميمة كنداسة على أهم القطع النسائية التراثية المنتشرة في منطقة عسير.
الثوب العسيري
يتم تصميم الثوب العسيري كي يتماشى مع الظروف المناخية، ويتميز بالنقوش والألوان الزاهية، وقديماً كان يستغرق تفصيله أربعة أشهر أو خمسة، إذ يعتمد على العمل اليدوي، ويقوم به رجال متمرسون في هذه الصنعة، ويستخدم في صناعته أجود أنواع الحرير والقصب، وأفضل أنواع القطيفة.
المنجب
يصمَّم بقصَّة عند الفخذ، ينزل منها عددٌ من القطع الجانبية التي تسهم في اتساع الثوب، وهذه القطع الجانبية سبب تسميته بالمنجب.ولكل قبيلة عدد معين من القطع الجانبية ويُصنع هذا الثوب من القطن، والساتان، والقطيفة، أو المخمل، ويتم تطريزه من الأمام والصدر بخيوطٍ من الحرير ذات ألوان متعددة.
المقبل
يطرَّز هذا الثوب بخيوطٍ من الحرير الملوَّن، ويتم تزيينه من الصدر والظهر بكُلفَة من القيطان الأسود.
الدقلة
يتميز هذا الثوب بعددٍ من الفتحات، فهناك فتحتان من الجانبين، إضافةٍ إلى أنه مفتوحٌ من الأمام، ويُصنع من القماش الزري، ويتم تثبيته بـ "عراوي" من القماش نفسه، بينما يترك الجزء السفلي من هذا الزي مفتوحاً.
المخنق
عبارة عن غطاءٍ للرأس مصنوعٍ من الحرير الأسود، ويطرَّز بأسلاكٍ فضية وذهبية، وترتديه الفتيات صغيرات السن، وعادةً ما يكتفين بارتداء المنديل قبل الزواج فقط.وترتدي الفتيات فوقه "المصون"، وأحياناً عصابة لتثبيته، ومن أنواعه المطرزة المقلَّمة، والحظية، وتُعرف الشريشة، والمسفع أبو طرفين للمناسبات.
قبعة الرأس
وقد ترتدي النساء اللاتي يعملن في الزراعة بعسير على رؤوسهن قبعات كبيرة من خوص الدوم، تُعرف بالهطفة،أو الطفشة. وهي عبارة قطعةٌ دائرية الشكل، يتراوح قطرها بين نصف متر ومتر، وبها بروز مكوَّر يشبه شكل الرأس، وتُصنع من السعف، أو الخوص يدوياً بإدخال قطع الخوص بين بعضها حتى يتم تشكيل الطفشة بشكلها النهائي.
وتعدُّ الطفشة من الألبسة العسيرية القديمة التي توضع فوق الرأس لاتقاء حرارة الشمس، وتستخدم بشكل واسع على مستوى السعودية والخليج العربي، وحتى عالمياً لكن بأشكالٍ مختلفة، والهدف منها واحد.
حلي الفضة
ولا تكتمل زينة المرأة العسيرية إلا بلبس قطع حلي من الفضة المتعددة الأشكال والأحجام . منها القلائد والأساور المصنوعة من الفضة والخرز .
مواكبة الموضة
وترى مصممة الأزياء أميمة أن الزي التراثي السعودي خضع لبعض التعديلات، والإضافات، والحذف لمواكِبة الموضة، مع مراعاة عدم العبث بأساساته وأصالته التي تعبِّر عن تراث الوطن، ومهما طرأ عليه من تغييرٍ ومسايرةٍ لأحداث الموضة، يظل ذا مكانةٍ وحضورٍ مميَّزين.
وتسعى المصممات السعوديات إلى إحياء التراث، وجذب جيل اليوم للأشياء التقليدية، مع إضافة بعض اللمسات التي لا تُخرِج الثوب عن شكله الأصلي.