الرواية فن أدبي مذهل، تحتوي الرواية على العديد من الأحداث والحوادث والشخصيات، لكل منها اختلاجاتها وتداخلاتها وانفعالاتها الخاصة، قد يبدو فن كتابة الرواية غامضاً للمبتدئين، لأولئك الذين لم يحاولوا أبداً طرق هذا العالم السحري المشبع بالغموض والمتعة والحياة، فيسعون لخوض غمار تلك التجربة الثرية والإبحار عبر روافدها؛ بحثاً عن أكوان متراكبة وحيوات متخفية بالماضي أو متدثرة المستقبل.
"سيدتي" التقت د. عبد الرحيم الجمّال، أستاذ مساعد اللغة العربية بكلية الآداب، ليحدثنا حول القواعد العشر لكتابة الرواية الجيدة.
ما هي الرواية؟
الرواية هي نوع من أنواع السرد القصصي، تحتوي على العديد من الشخصيات، لكل منها اختلاجاتها وتداخلاتها وانفعالاتها الخاصة، وتعتبر الروايات من أجمل أنواع الأدب النثري، وتستند كتابة الروايات إلى مبدأين رئيسيين: الإبداع والانضباط.
القواعد العشر لكتابة الرواية الجيدة
القراءة بنهم
يتم تشكيل الكتّاب من قبل كتّاب آخرين. تؤثر الكتب التي نقرأها على أذواقنا، ويمكن أن يكون لها غالباً تأثير على أسلوب كتابتنا كبالغين. من خلال القراءة على نطاق واسع وعن كثب، يمكن للكتاب الشباب أن يتعلموا من الأجيال السابقة ومن إبداعاتهم.
عمل قوائم مرجعية لقراءاتك
قومي بعمل قائمة بالملاحظات والتفاصيل والأفكار التي تريدين تضمينها في روايتك. تذكري أن آخر شيء يريده المؤلف هو إنهاء روايته دون أن يوصل المضمون الثري الذى يسعى وراءه للقراء.
اجعلي الكتابة روتيناً يومياً
قومي بتخصيص فترات متسقة من الوقت للكتابة. يمكن أن يكون وقت الكتابة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل، لكن حافظي على اتساق هذا الوقت وانتظامه، وأصري على إعطاء الأولوية لذلك الوقت.
استخدمي وقتك المحدود بحكمة
قبل أن تجلسي للكتابة، ذكّري نفسك بنقطة توقفك بالمرة السابقة، ضعي خطة ذهنية لما تريدين تحقيقه. من الجيد أن تحددي لنفسك أهدافاً يومية. سيمنعك هذا من قضاء وقت الكتابة الثمين في التحديق في صفحة فارغة.
تعلمي قواعد الكتابة الصحيحة
لا بد من تعلم قواعد الكتابة الصحيحة، ويكون لديك القدر الكافي من المهارة اللغوية والبلاغة اللفظية، كذلك لا بد من معرفة عناصر الرواية الأساسية وتحديدها، من شخصيات رئيسية وفرعية وحوار يدور بينها سياق زماني ومكاني وأحداث مشوقة تدور حول فكرة مثيرة، ولا بد أن تكون للرواية حبكة أو عقدة تتصاعد من خلالها الأحداث عبر بداية ووسط ونهاية، يمكنك تغيير طريقة إدراك القراء لروايتك بشكل جذري من خلال تغيير طريقة بناء قصتك.
بناء علاقة جيدة مع مدقق لغوي
دور المدقق اللغوى مهم جداً، فإذا كنت محظوظة ولديك دار للنشر؛ لا بد أن تقدمي لهم روايتك في أفضل صورة لغوياً وأدبياً، المحقق السيئ يمكن أن يضر برؤيتك الفنية. تحققي من محققك اللغوي، وابحثي حول أعماله السابقة العلاقة الجيدة بين الكاتب والمحقق والناشر تحدث فرقاً كبيراً في إخراج الرواية بشكل ناجح.
المسودة الأولى
اعلمي أن المسودة الأولى ليست النهاية. هناك دائماً وقت لإعادة التقييم ومراجعة ما قمت بكتابته. قاومي الرغبة في البحث بقاموس المرادفات. لا تبدئي بالمراجعة والتصحيح الذاتي إلا بعد أن يكون لديك قصة رائعة ترويها في المقام الأول.
البحث عن مفاجآت في المسودة الثانية
المسودة الثانية تدور حول العثور على المفاجآت والبدء في استخلاص الشكل النهائي لروايتك، ما هي الإثارة والحبكة والزخارف اللغوية التي تتضمنها روايتك؟ والتي ستجذب انتباه القارئ، تقمصي دور الناقد وابحثي عن نقاط القوة والضعف في روايتك..
حبكة مقنعة مثيرة
اعلمي أن القراء لا يختارون كتّاباً، بل يبحثون عن موضوع. يأتي الخيال الجيد من حبكة مقنعة، وشخوص يتم حياكتهم وتشبيكهم بطريقة مثيرة وسط أحداث مليئة بالمخاطر والتحديات والإثارة، فالصراع هو ما يقود الرواية، وهذا يعني أنك ستحتاجين إلى شخصية رئيسية تحافظ على زخم الأحداث وشخصيات داعمة يمكنها تحفيز الحبكات الفرعية خارج هيكل القصة الرئيسي.
الكتابة من أجل الفن
بالنهاية، لا تفكري في العائد المادي وإحصاءات ما يتطلبه السوق، مهمتك هي جعل روايتك أفضل أدبياً وفنياً، اتركي إحصاءات السوق التجارية وما يطلبه القراء وراء ظهرك، وركزي فقط في الحالة الإبداعية الأدبية وإحكام رؤيتك الفنية لعملك الروائي.
تابعوا المزيد: الفرق بين القصة والحكاية والرواية