:«طفلي سيذهب للمدرسة بالصفوف الأولى ، وليس له صديق حتى الآن، يفتقد مهارة التواصل الاجتماعي مع المحيطين، ولا يمتلك الجرأة على المبادرة بسؤال أحد أو القدرة على الاقتراب منه، وأعرف أن هناك أموراً وقواعد لتكوين العلاقات والصداقات بين الأطفال، وأدرك أيضاً الأهمية النفسية للصداقة والصحبة على الطفل والإنسان عموماً» بهذه الشكوى تقدمت إحدى الأمهات، بحثاً عن العلاج..«سيدتي. نت» استضافت الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية للتعرف على الخجل وأسبابه وشرح لأهمية الصداقة
علامات الخجل
- يحمر وجهه وأذناه في الكثير من المواقف الاجتماعية، ويشعر بهروب الكلام منه، ويبدأ التأتأة أو التهتهة أو التلعثم، وقد يحس بقرب الإغماء
- يصمت في المواقف التي تتطلب الكلام، وربما يكلم نفسه فيما بعد، ويكثر من لوم نفسه على عدم الكلام،ولا يشترك في الألعاب الجماعية
- يخاف من النقد أو جرح الكبرياء، لا يطلب من أستاذه إعادة الشرح، ولا يجيب عن الأسئلة التي يعرف إجابتها، ويفشل في الاختبارات الشفوية
أسباب خجل الطفل
- التدليل الزائد، الحماية الزائدة، الخلط بين مفهوم الخجل المذموم والحياء الممدوح، كثرة النقد والتعليق على تصرفات الابن وكلماته فيفضل الصمت
- أحياناً يكون الخجل بسبب عزل الأسرة للابن عن الاختلاط بالناس؛ خوفا عليه أو من الحسد أو إزعاجه لهم
- ومرات يكون السبب، وجود مشاكل جسدية أو عقلية لدى الابن، أو وجود نقص في تغذية الحامل أو إصابتها بالإرهاق الجسماني
- وهذا يترك أثره على الجهاز العصبي للجنين الذي يبدأ في التكون والنمو خلال الأسبوع السادس من الحمل
طرق لعلاج الطفل الخجول
- تحاوري مع ابنك للوصول إلى مشاعره السلبية نحو ذاته، والتي تمنعه من الإقدام والثقة في النفس ومن الحديث إلى الآخرين
- أكثري الحديث مع الابن في مواضيع مختلفة واجعليه أكثر حديثاً، وكوني منتبهة وأظهري ذلك بتعبيرات وجهك وهزّ رأسك
- تجنبي مقارنة ابنك بالآخرين واحترمي شخصيته وطابعه الخاص، وإياك والسخرية منه أو توبيخه إذا أخطأ في الكلام خاصة في مرحلة العلاج
- لا تتركي ابنك بمفرده لفترات طويلة واجعليه يختلط معك واختلطي معه،شجعيه على الصداقة وتابعيه، واسأليه دائماً عن أخباره مع أصدقائه
- ادفعي ابنك للمشاركة في الأنشطة المدرسية وفي الإذاعة خاصة، وكافئيه إن أنجز شيئاً وتواصلي مع معلمته لمساعدتك في ذلك
- لا تشعري ابنك بالنقص لوجود إعاقة دائمة أو وجود بعض التشوهات كطول الأنف، أو السمنة، أو انتشار الحبوب والبثور في وجهه
- أوكلي له بعض المهام التي في حدود قدراته والتي تتوقعين نجاحه فيها، وشجعيه على حسن أدائها... ولتكن هذه المهام اجتماعية
- تواصلي مع المدرسة، وتعاوني مع المعلم المخلص ليشجع الابن على الكلام والجرأة المحمودة، والسؤال إن غمض عليه شيء، والإجابة إن كان يعلم
- اعدلي بين أبنائك ولا تفضلي الأخ المتفوق البارع اجتماعياً، واصحبي ابنك الخجول معك في مجالسك ودعيه يتعرف على عدد كبير من الناس
- ولا تأمريه بالحديث أو الرد ولكن استدرجيه..وراجعي الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود مشكلة نفسية أو جسدية
قواعد الصداقة الصحيحة
- الأشخاص يميلون إلى التعرف إلى الناس الذين يبادلونهم الهوايات نفسها، فمثلاً إذا كان الشخص يُحب هواية الرسم؛ فالمشاركة في صفوف الرسم فكرة جميلة جداً للتعرف إلى من يشاركونه تلك الهواية.
- الصداقة الناجحة تحتاج لأن يكون هُناك تواصل مُستمر بين الصديقين؛ لذلك وجود بعض الهوايات والاهتمامات المشتركة يُساعد في قضاء المزيد من الوقت الممتع وتعزيز العلاقة والتواصل.
- قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص المُراد تكوين صداقة معهم خطوة مهمة للعلاقة؛ حيث إن تقديم الدعم والنصح والاحترام أمرٌ مهم للصداقة خاصةً إذا كانت هذه المشاعر والأخلاقيات مُتبادلة بينهم.
وجود الصديق يملأ القلب مرحاً وحُباً وسعادةً
- ويُعزز الشعور بالراحة والأمان، ويُساعد في اتخاذ القرارات المُناسبة والصحيحة، والصديق الجيد يكون يد صديقه في كل عمل خير، والدرع التي تحمي صديقه من الزلّات.
- يحتاج تكوين العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المُحيطين بالمدرسة، إلى شخصٍ يتحدث ويتعامل مع الآخرين بطريقة لبقة ولطيفة، ومعرفة أُصول الحديث الصحيح.
- التعرف إلى المُقربين من الشخص المراد مُصادقته فكرة جميلة لتوسيع دائرة الصداقة، وتكوين علاقاتٍ كثيرة، من خلال التعرف إلى المجموعات المُختلفة ومحاولة التودد لهم.
- يُحب الناس التواجد حول الأشخاص المرحين واللبقين بالكلام والمُجاملين بالحديث، حيث إن أُسلوب المجاملة بين الأشخاص يزيد من قوة العلاقة والمعرفة فيما بينهم حتى تصل لتكوين الصداقة القوية.
الصداقة فرصة للطفل لتوسيع نطاق الحديث
- بطرح الأسئلة ومواضيع للنقاش بطريقةٍ بسيطةٍ وسهلة؛ فالحديث الطويل غالباً ما يترك انطباعاً عن لطافة وتواضع واجتماعية الطالب أو الشخص نفسه، ما يفتح مجالاً للتعارف بشكلٍ أكبر.
- مدح النفس والثقة أمامهم بتقديم نفسك بكل ثقةٍ، مع ضرورة التعريف ومدح الشخص لذاته وتسليط الضوء على الصفات الإيجابية بالشخصية؛ ما يُعطي انطباعاً للصديق الآخر، فيسعى بكل طاقته للوصول إليه.
- إنّ البحث عن أصدقاء لهم طريقة التفكير نفسه والتشابه بكل شيءٍ يُقلل من عدد الأصدقاء، لكن إذا وضعنا بعين الاعتبار الانفتاح وتقبّل الآخرين؛ فهذا ما يُفيد باكتساب تجارب حياتية مُختلفة والتعلّم وأخذ الخبرات.
- الابتسامة غالباً هي الطريق إلى قُلوب الآخرين، إشارة للحصول على محبة الناس، كما أنها تُعطي الشخص المُقابل انطباعاً بأن من يحملها هو شخصٌ جيد وحنون.
- الصداقة الحقيقة تحتاج إلى أن يبقى الصديق بجانب صديقه في السراء والضراء والفرح والحزن والسعة والضيق، وهذا ما ينتج عنه علاقة صداقة مترابطة وقوية.
- الصداقة عامل إيجابي ينعكس على صحة الشخص وعلى حالته النفسية، خاصةً إذا كانت مصحوبةً بأخلاقياتٍ جميلةٍ ورائعة، ومُتجردة من المصالح الشخصية، بالإضافة إلى أنّها تمنع الأشخاص من التعرّض للوحدة والانطوائية.