يوما بعد يوم تثبت لنا مدينة المستقبل السعودية العملاقة "نيوم" أنها ستصبح مركزًا عالميًا عصريًا، لما تمتلكه من أنظمة فريدة من نوعها، مزايا جغرافية تتوسط العالم، وبنية تحتية مستقبلة ستدعم التصنيع والخدمات اللوجستية، والتي تمثل تجسيدًا لرؤية المملكة الطموحة 2030.
واكمالاً لرحلة نيوم، المدينة الخالية من التلوث والضوضاء، تعتزم اليوم شركة "لوسيد" للسيارات الكهربائية في بدء تصنيع سياراتها في السعودية في عام 2024.
وتعد شركة لوسيد المنافس الأميركي لتسلا، وقد استفاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الاستثمار مبكراً فيها، إذ يمتلك نحو 62% من أسهمها.
من جهته، أكد صندوق الاستثمارات العامة أن استثماره قبل أعوام في شركة "لوسيد" يعكس استراتيجيته في الاستثمار في الفرص المستقبلية التي توفر نموا بالعوائد. وأشار PIF إلى أن استثمار لوسيد يعد خطوة نحو تنويع العائدات للصندوق السيادي السعودي، وللمملكة ككل.
وتخطت مكاسب صندوق الاستثمارات العامة السعودي 22 مليار دولار من استثماره في "لوسيد" بعد إدراجها في يوليو الماضي.
ويُعد مشروع "نيوم" المستقبلي والسياحي أحد المشاريع العملاقة ضمن المحفظة الاستثمارية المتنوعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والهادفة إلى تنويع موارد المملكة المعتمدة بشكل كبير على الصادرات النفطية.
نيوم المستقبل الجديد
وتعني كلمة "نيوم" المستقبل الجديد، وقد وُصف المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 500 مليار دولار أميركي بأنه "الأكثر طموحاً في العالم". وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن عن هذا المشروع في يوم 24 أكتوبر 2017، وذلك خلال جلسة مؤتمر مبادرات مستقبل الاستثمار الذي استضافته الرياض، وعد جزءاً من «رؤية 2030» التي تهدف بشكل رئيسي إلى تقليل اعتماد المملكة العربية السعودية على النفط، وتنويع مواردها الاقتصادية.
ولعل من أهم مزايا مشروع نيوم أن المدينة ستعتمد الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وستعمل على أن تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها المدينة (صفر)، عن طريق استخدام وسائل النقل الكهربائية، وإنتاج غاز الهيدروجين الأخضر.
وتقع نيوم في الجزء الشمالي الغربي من المملكة، بالقرب من حدودها مع الأردن ومصر. ونظراً لأهمية المدينة، كان من الضروري معرفة مستوى جودة الهواء، والأحوال الجوية، في المنطقة التي ستُقام على أرضها، لرصد نسب التلوث، والسيطرة عليها بفاعلية.