البشر هم النوع الوحيد الذي يبكي من العواطف، لكن العلماء مازالوا لا يعرفون بالضبط كيف يرتبط فعل البكاء الجسدي بمشاعرنا، لماذا نبكي عندما نكون محزونين (وأحياناً سعداء)؟ قد تكون إحدى فوائد البكاء أنه يساعد في تخفيف التوتر الجسدي الناتج عن الشعور بالضيق.
ووفقاً لموقع (thehealthy) تقول لورين بيلسما، دكتوراه، أستاذ مساعد في الطب النفسي في جامعة بيتسبرغ: "يبدو أن البكاء يبدأ بعد ذروة الاستثارة الفسيولوجية مباشرةً؛ حيث يبدأ النشاط الودي في الانخفاض ويزداد النشاط السمبتاوي؛ مما يساعد على إعادة الجسم إلى التوازن.. بعبارة أخرى، يحدث البكاء عندما يعود جسمنا من حالة الاستيقاظ، إلى حالة "الراحة والهضم).
* فوائد البكاء على أجسادنا
يحسّن المزاج
يعتقد الناس أن البكاء يجعلك تشعرين بتحسن؛ وفقاً لخبير البكاء المشهور عالمياً فينجرويتس، مؤلف كتاب Why Only Humans Weep، يقول الدكتور: "إذا تفاعلوا مع التفاهم والعون؛ فمن الأرجح أنك ستشعرين بتحسن أكثر مما لو سخروا منك وتشعرين بالإحراج"، "في كثير من الحالات، يكون المزاج الأفضل بعد البكاء نتيجة لتلقي الدعم العاطفي والراحة".
يحسّن التواصل
الدموع البالغة، مثل البكاء الصوتي، تنقل الرسالة بشكل أساسي، "أنا بحاجة إليك، ساعدني!"، "إنه، على وجه الخصوص، رد فعل على حالة من العجز، والتي هي عكس القتال أو الهروب".
يصنع المساندات
عندما نتواصل مع الآخرين من خلال البكاء؛ فإننا نكشف عن ضعفنا مع الأشخاص الداعمين، يمكن أن يخلق شعوراً متزايداً بالارتباط والتواصل، "أنت تثقين في الشخص بما يكفي للبكاء من حوله"؛ لذلك فإن البكاء هو إشارة إلى أننا نشعر بأننا قريبون من شخص ما، وهذا يمكن أن يعزز استجابة عاطفية واتصالاً عاطفياً.
يساعدنا في الحصول على ما نريد
يعرف أي شخص بكى بعد أن تم إيقافه بسبب السرعة، أن الدموع يمكن أن تكون وسيلة لإثارة رد فعل محدد يعمل لصالحنا؛ حتى إذا كنا لا نعني التلاعب بوعي؛ فقد يكون لبكائنا نتيجة لتحييد الغضب وجعل الآخرين يشعرون بالذنب أو يميلون أكثر للانحناء لإرادتنا، قد يساعد البكاء في الحصول على فوائد اجتماعية مهمة؛ للحد من عدوان الآخرين في حالات الصراع.
* ماذا يفعل البكاء العاطفي على الإنسان؟
البكاء هو إطلاق سراح خاص
إذا كان البكاء أداة اتصال مهمة؛ فلماذا نبكي عندما نكون بمفردنا؟ إن البكاء وحيدةً قد يظل وسيلة للوصول إلى الكون؛ ففي كثير من الأحيان عندما يبكي الناس على انفراد؛ فإنهم في الواقع لايزالون يطلبون المساعدة، مثل طلب المساعدة من الله.
يخلصك البكاء من السموم وهو معقمٌ طبيعيٌ
أجرى عالم الكيمياء الحيوية ويليام فراي، بعض أبحاث البكاء الرائدة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، والتي تشير إلى أن الدموع تساعد في تخليص الجسم من السموم غير المرغوب فيها.
من الفوائد الأخرى للبكاء، أنه يساعد على قتل البكتيريا؛ لما تحتويه الدموع على الليزوزيم، وهو بروتين يمكنه تدمير الجزيئات الضارة.
الدموع تساعد عينيك
تعمل الدموع على ترطيب العيون والحفاظ عليها بصحة جيدة، وهذه هي الوظيفة البيولوجية للدموع، هي الحفاظ على رطوبة العين أو حمايتها من الأبخرة أو الحطام الذي يدخل العين.
للبكاء آثار جسدية كبيرة
البكاء ليس مجرد فعل عاطفي - إنه عمل جسدي، البكاء الصادم، والصداع، والبقع الجلدية، وسيلان الأنف، وهزات الجسم، كلها ليست سوى عدد قليل من الآثار التي يمكن أن يتركها البكاء على جسمك. لماذا يحدث هذا؟ فإن الأمر يتعلق بحالة الاستثارة العالية للاستجابة
على الرغم من أن البكاء يمكن أن يكون الجسر الذي يؤدي إلى حالة أكثر راحة، "على المدى القصير من الدقائق، هناك دليل واضح على أن فعل البكاء مثير للغاية"، كما يقول الأشخاص الذين يبكون، يظهرون ارتفاعاً في معدل ضربات القلب وزيادة التعرق، بهذا المعنى، البكاء هو "تمرين" للجسم.
البكاء السعيد يساعد أيضاً على استرخاء الجسم
تماماً كما هو الحال مع المشاعر السلبية، يمكن أن يؤدي مستوى الإثارة المتزايدة بسبب المشاعر الإيجابية إلى البكاء، "البكاء من المشاعر السلبية مثل الحزن، والإحباط، والغضبن هو أكثر شيوعاً، لكن البكاء يحدث أيضاً أثناء المشاعر الإيجابية الشديدة، مثل: السعادة والتعجب والرهبة"؛ فالبكاء مرتبط بإثارة فسيولوجية شديدة يمكن ربطها بالعواطف الإيجابية والسلبية، ويحدث مباشرة بعد ذروة التجربة العاطفية؛ حيث يبدأ الفرد في تجربة إطلاق تلك المشاعر.. هذا هو السبب في أننا قد نبكي في الأعراس، عندما نرى مولوداً جديداً، أو حتى عند غروب الشمس الرائع، هذا هو السبب في أنك قد تصابين بغُصة في حلقك عندما تبكين.
