أن تكون وحيداً يختلف عن الشعور بالوحدة، قد تكون محاطاً بالعديد من الأشخاص، أو متصلاً بمئات الأصدقاء عبر الوسائط التكنولوجية، أو قد تكون في وسط عائلة كبيرة ولا تزال تشعر بالوحدة، فلا أحد يهتم بك بشكل حقيقي، أو يكترث لوجودك، أو ينتبه لعدم وجودك..
تقول د. دنيا أنور السماطي، استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك، لـ"سيدتي": الشعور بالوحدة شعور شاق على الكثيرين، وعامة تأتي الوحدة من الشعور بالقلق من عدم وجود اتصال حقيقي مع الآخرين، أو حتى إذا كان لدى شخص ما علاقة حقيقية بالآخرين.
مخاطر الشعور بالوحدة
الشعور بأنه لا أحد يهتم به يمكن أن يتطور إلى مشاعر تدني احترام الذات أو حتى كراهية الذات، والتي يمكن أن تكون لها آثار مدمرة على الحياة، فالوحدة قد تكون ضارة جسدياً ونفسياً، فهي تزيد من مخاطر القلق والاكتئاب وأمراض القلب والسكري وتعاطي المخدرات وارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة.
تقول د. دنيا: تشير الدراسات الحديثة إلى أنه في المتوسط يشعر حوالي 35٪ من الناس بالوحدة، كما أنه وعلى الرغم من انتشار الوسائط التكنولوجية كوسيط تفاعلي، فإن 40٪ من الشباب أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة.
خصائص تميز شخصية الإنسان الوحيد
تقول د. دينا: الشعور بأن لا أحد يفهمك .
شعور غامر بالعزلة، بغض النظر عما إذا كان حولك الناس أم لا.
الشعور بعدم الرغبة وعدم القدرة على الاتصال والتواصل مع الآخرين.
المشاعر السلبية التي تحدث كالشعور بالضعف (هذا هو السبب في أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون ضارة للغاية، حيث يقارن الناس أنفسهم بما يفترض أن تكون صورتهم المثالية أمام الآخرين).
الإرهاق عند محاولة الانخراط اجتماعياً.
خطوات استباقية لمكافحة الوحدة
تقول د. دينا: إذا اكتنفتك هذه المشاعر كلها أو بعض منها، فإليك بعض الخطوات الاستباقية التي يمكنك اتخاذها لمكافحة الوحدة:
شاركي اللحظات السعيدة: تؤدي مشاركة اللحظات السعيدة في الحياة مع زملاء العمل أو الأصدقاء أو حتى دفتر يوميات إلى إنشاء روابط إيجابية مع الأشخاص أو تقوية الإيجابية داخل عقلك.
ركزي على اتصالات الحياة الواقعية: قد تبدو الرسائل النصية أو مشاركة مقاطع فيديوأو المنشورات المضحكة على Instagram أسهل كثيراً من التحدث مع شخص ما وجهاً لوجه، قد يكون الوقت قد حان لتسجيل الخروج من وسائل التواصل الاجتماعي وتسجيل الدخول إلى اتصال حقيقي. يمكنك تقليل الشعور بالوحدة إذا قمت ببناء علاقات شخصية حقيقية أقوى، يمكن أن يساعدك التواصل البصري والاستماع أكثر والتحدث أقل والاهتمام على تحقيق ذلك.
انخرطي في العالم الحقيقي: اخرجي من منطقة الراحة الخاصة بك، تحدثي إلى العامل بالمتجر، إلى الشخص الذي بجانبك على متن الطائرة، إلى الشخص الذي ينتظر في طابور معك، انضمي لنادٍ وحاولي تكوين علاقات اجتماعية "محسوبة" مع الآخرين.
استثمري في التجارب الإيجابية: مشاركة عدد من التجارب الجديدة، مثل مشاركة لعبة جديدة أو الذهاب إلى المسرح، يمكن أن يكون ذلك أمراً رائعاً لتقديرك لذاتك وصحتك العقلية، شاركي هذه التجارب مع أحبائك أو استخدميها كفرصة لبناء علاقات أعمق مع أصدقائك وعائلتك.
تذكري دائماً أن الوحدة لا تدوم إلى الأبد: يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مستهلكاً بالكامل، ويمكن أن يجعلك تشعرين وكأنه سيستمر إلى الأبد. ولكن الحقيقة أن شعور الوحدة لن تنتهي إلا إذا أنهيته بنفسك. لذا اخرجي وافعلي بعضاً من هذه الأشياء، وقابلي أشخاصاً جدداً واشعري بالتواصل.
وبالنهاية، تؤكد د. دينا: إذا شعرت أن كل هذه النصائح لم تفيدك، وما زال يتملكك شعور الوحدة؛ يمكنك طلب المساعدة من أحد الأخصائيين النفسيين.
تابعوا المزيد: يابانية اختارت طريقة جميلة لمواجهة الوحدة في قريتها النائية.. ماهي؟