توصلت دراسة جديدة إلى أن اختبار السمع المتعمق، يمكن أن يساعد الأطباء والآباء على معرفة ما إذا كان الطفل معرضاً بشكل أكبر للإصابة بالتوحد.
من المعروف أن اضطراب طيف التوحد (ASD) يصعب تشخيصه، وغالباً ما يتسبب في قلق الوالدين لسنوات قبل أن يحصلوا في النهاية على إجابة؛ ولكن ماذا لو كان هناك اختبار لمعرفة احتمالية إصابة طفلك بالتوحد عند الولادة؟ وجد بحث جديد نُشر في مجلة الجمعية الأميركية لتقويم العظام أن هذا قد يكون ممكناً من خلال اختبار السمع.
تغيرات هيكلية
إن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد حساسون للصوت، ويمكن أن تكون الضوضاء الصاخبة مزعجة. هذا لأنهم غالباً ما يعانون من مشاكل سمعية تجعل آذانهم وعقولهم تستجيب لأصوات وترددات معينة. لذلك من المنطقي أن تشخيص هذه الاختلالات السمعية، يمكن أن يساعد أيضاً في اكتشاف ASD - وهذا بالضبط ما اكتشفته الدراسة الأخيرة، حيث وجدت أن الأفراد المصابين بالتوحد لديهم تغيرات هيكلية ووظيفية في الأجزاء السمعية من دماغهم؛ والتي يمكن اكتشافها باستخدام اختبارات فحص بسيطة وغير جراحية.
هل يخضع الأطفال لاختبار السمع؟
يخضع حديثو الولادة لاختبار سمعهم عند الولادة، ولكنه عادةً ما يتأكد من أن الطفل يسمع أم لا؟ فيما الفحوصات التي تحدد مرض التوحد تحتاج إلى دقة لتحديد أي تغييرات، حيث لا بد من استخدام ما يسمّى اختبار الانعكاس الصوتي (المعروف أيضاً باسم الركاب)، والذي يمكن أن يوفر معلومات محددة عن طريق قياس تغيرات الضغط في الأذن الوسطى استجابة للترددات المختلفة. وبرأي الأطباء أن الاختبار السمعي المبكر، في الأسبوع الأول الذي يولد فيه الطفل، يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف مبكر للإصابة بالتوحد.
ما فائدة التشخيص عن طريق السمع؟
إن تحديد مشاكل السمع هذه عند الأطفال حديثي الولادة سيسمح لهم بالحصول على المساعدة في أسرع وقت ممكن، والتي يمكن أن تفيدهم على المدى الطويل، فكلما تم التشخيص مبكراً، يمكن تقديم علاجات أو تدخلات أسرع لتحسين النتائج، ذلك لأن أدمغة الأطفال قابلة للتكيف بشكل كبير، فتكون قادرة على تحسين وظائف الطفل في وقت لاحق من الحياة.
في الوقت الحالي، لا يتم تشخيص الأطفال عادةً بالتوحد حتى يصبحوا في مرحلة ما قبل المدرسة أو أكبر، ويفقدون مدة زمنية ليست قليلة لتعلم اللغة والكلام والتنمية الاجتماعية. وغالباً ما يتم الشك في اضطراب طيف التوحد من قبل الوالدين بناءً على ملاحظة سلوك طفلهم، عندما يكون عمره بضع سنوات على الأقل، وبحلول ذلك الوقت، قد لا يتقبل الدماغ العلاجات المطلوبة.
هل اختبارات السمع قادرة على تشخيص التوحد تماماً؟
اختبار السمع هذا ليس تشخيصاً نهائياً لمرض التوحد. لسوء الحظ، لا يزال يتعين على الآباء انتظار تحديد المشكلة، لأنه على الرغم من أن معظم الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشاكل في السمع، إلا أنه ليس جميع الأطفال الذين يعانون من مشاكل في السمع يعانون من اضطراب طيف التوحد، والذي يصعب تأكيده قبل أن يصل الطفل إلى سن يتمكن فيه من التواصل مع من حوله. وبرأي الأطباء أن التوحد هو اضطراب طيفي، لذلك من المتوقع أن يكون هناك بعض الأطفال المصابين الذين يسمعون بشكل طبيعي.
يأمل الأطباء أن يتم وضع برنامج لفحص السمع بشكل دقيق، ولكن حتى ذلك الحين يجب على الآباء مراقبة أطفالهم إذا اشتبهوا في أن طفلهم يعاني من مشاكل في السمع أو اضطراب طيف التوحد، فهم الأولى بمعرفة سلوكهم، بشكل أفضل وعادة ما يكونون أول من يتعرف على السلوكيات الغريبة.