يسبق الإرتباط فترة مميزة ومصيرية تُعرف بفترة التعارف والتي تكون فرصة لفهم كل الطرف الآخر، معرفة الأشياء الهامة عنه، اكتشاف جوانب شخصيته وطباعه وفهم حياته أكثر. ويكون أمامك حينها متسع من الوقت لمصارحة نفسك بإمكانية خوض علاقة ناجحة معه وتفادي الندم المتأخر والنهاية التعيسة. وفي هذا المقال سنستعرض أهم النقاط الواجب الوقوف عندها، التفكير بها والسؤال عنها قبل الدخول في أي علاقة حسب ما ذكر في موقع "Oprah Daily". لكن في البداية لابد أن تعلمي أن معرفة ذاتك وفهم ما تريديه هو الجزء الأكثر أهمية في تنظيم حياتك وتحديد إن كنتِ قادرة على القيام بعلاقة عاطفية مع الآخر أم لا. وهنا يجب عليكِ إعطاء إجابات صريحة لبعض الأسئلة حتى لا يكون أساس الخطأ في العلاقة بسببك، ومن هذه الأسئلة هي:
1- ما سر سعادتي وهل تكمن في إرتباطي؟
يجب عليكِ أن تحددي ما يفرحكِ ويجعلكِ في حالة نفسية أفضل. فالعلاقات خُلقت لتجعلنا سعداء وتريحنا. وبالتالي، هل وجودك مع هذا الشخص سيضيف الشعور المبهج على أيامك؟ وعلى الرغم من أن مصدر السعادة هي أنفسنا ذاتها والطرف الآخر غير مسئول عنها كليًا، إلا أنه يكون وبشكلٍ غير مباشر قادر على تحديد مود يومك. شعورك بالراحة أو حتى يمكن أن يسبب لكِ التعصيب الدائم.
2- الخطوط الحمر والقيم
من الضروري رسم حدودٍ لتعامل الطرف الآخر معكِ ولمعرفة تلك الحدود يجب تحديد قيمك وخطوطك الواجب عليه عدم تجاوزها. حددي مبائكِ المعبرة عن جوهرك والتي ترسم لكِ مسار حياتك. تحدثي بها مع الطرف الآخر بلغيه بأهمية إعتناقك لها وعدم تقبلكِ الحياد عنها أو تجاوز أحد لها.
3- هل تخطيت الماضي وتعلمت من عثراتي؟
يجب التأكد من خروجك ونسيانك العلاقات الماضية الفاشلة التي مررتي بها. كما يجب عليكِ ألا تتجاهلي أخطائك حتى لا تدخلي في دوامة تكرارها والعودة لنقطة الصفر مجددًا. اعرفي أخطائك، حلليها وتجنبي ارتكابها لتصلي إلى قرارات عقلانية حيال حياتك الجديدة. والآن حان دور الطرف الآخر واكتشاف شخصيته وإن كان فعلًا جدي في علاقته وجدير بالثقة وهل هو أهلٌ لإحتوائك في عالمه، من خلال مجموعة الأسئلة التي سنسردها يمكنكِ ذلك. وبذلك تضمني علاقة ناجحة معه منذ البداية.
أسئلة للتعارف قبل الخطوبة
1- هل كنت في علاقة سابقة وهل فعلًا تجاوزتها؟
يجب أن تُبنى علاقاتكما على الصدق منذ البداية. فمن الطبيعي أن يكون الشريك الجديد قد خاض قصة عاطفية قبل لقائك به، ولكن ليس من الطبيعي أن يستمر بالتفكير في تلك العلاقة ويشغل عقله بها أثناء تواجده معكِ. لذا كوني متأكدة من إنهائه من كل ما عاشه قبلك وأن تكون مشاعره الحالية ملكك فقط.
2- ما هو هدفك من علاقتنا وكيف تنظر إليها؟
الكثير من الناس يدخلون في علاقة عاطفية دون ارتكازهم على مشاعر حقيقية تنبع من داخلهم، فهم يريدون إمضاء وقتهم فقط في علاقة عابرة وغير جدية دون أن يشعروا بالذنب حيال ذلك. أنتِ غير مضطرة لتضعي حياتك لعبة بين أيدي الآخرين ولا أن تؤذي عاطفتك وتهددي مشاعرك. احرصي على أخذ إجابة صريحة منذ البداية واعرفي المبدأ الذي قامت عليه علاقاتكما.
3- هل أنت بالفعل مصر على علاقتنا أم أنك استسلمت لإلحاح أهلك أو نظرة المجتمع؟
أصعب ما قد تعيشيه هو تورطك في إرتباط يكون فيه الطرف الثاني مجبر على وجوده معكِ. لذا، وقبل الإنخراط في علاقتك معه، كوني متأكدة أن وجوده إلى جانبك نابعٌ من رضًا داخلي حقيقي وإستعدادٍ كامل للعيش معكِ.
4- ما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟
الشخص الذي يحدد أهدافه ويسعى إلى الوصول إليها، بلا شك هو إنسان ناجح. يُمضي حياته التي ستكونين أنتِ جزءًا منها لتحقيق طموحاته. لذا، لابد أن يكون لديكِ علمُ مسبق حول خططه المستقبلية وأن ينشأ بينكما توازن حيال أساسيات المستقبل حتى لا تطغى الرغبة الشخصية بأنانية بشيءٍ ما يخصك مما يسبب نفور الطرف الآخر.
5- ماذا عن تفاعلك مع محيطك وحياتك الاجتماعية؟
من الضروري أن تتعرفي على استجابة الطرف الثاني لمحيطه واختلاطه وتألفه معهم. وهذا جانب مهم من الجوانب التي تكشف شخصيته ووضعه في المجتمع الخاص به. إضافة إلى ذلك، تستطيعين التنبؤ بمدى التوافق بينكما عند تشابهك معه في شخصيته الاجتماعية أو الانطوائية.
6- ما هي أولوياتك في الحياة؟
من الممكن أن تكون أولوياتك أنتِ تتمحور حول تكوين الأسرة، وربما يكون الشريك مقدمة أولوياته العمل. لذلك، لابد من معرفة ما يشغل تفكير الطرف الآخر. تحدثي عن اهتماماتك وحاولي تحديد الأولويات معه بشكلٍ مرن لضمان سير حياتكما بشكلٍ منظم من دون إهمال طرفٍ وتأثر الآخر.
7- هل تستطيع أن تخصص وقتًا ما لعلاقتي معك؟
في ظل متاعب الحياة ومشاغلها ممكن أن يضيع الحب وتنطفأ المشاعر. لذلك، وفي سبيل عدم وصولك لتلك المرحلة، اطرحي عليه إستفسارات حيال ذلك الأمر وكوني مطمئنة من امتلاكه الوقت الكافي لتطوير علاقتكما وتقوية مشاعر الحب تجاهك.
8- ما هي افكارك عن الزواج وتكوين أسرة وإنجاب أطفال؟
لا تبدأي علاقتك بآمالك قبل معرفة كافة التفاصيل عن مفهوم الطرف الآخر للزواج. هل يعتبره فعلًا علاقة تكاملية مبنية على الحب والتفاهم والاحترام أم أنه فقط يعتبره واجب وتقليد اجتماعي يهدف من خلاله إلى تكبير الأسرة وإنجاب الأطفال الذين سيحملون اسمه.
9- كيف تتعامل مع المسائل المادية في حياتك؟
من الأمور التي تعكر صفو حياة الشريكين هي كيفية التعامل مع الدخل والأموال، فمن الممكن أن يكون أحدكما مبذر بشكلٍ مفرط والآخر حريص بشكلٍ مفرط. هذا ما سيُحدث مشاكل كثيرة من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى الانفصال. لذا حاولي التعرف على نظرة الطرف الآخر في المال ومدى أهميته في حياته. كانت هذه مجموعة من الأسئلة التي يجب أن تطرحيها على نفسك ثم على شريكك عند الدخول في ارتباط جديد. لا تبني آمالًا في الهواء، إنما ادرسي علاقاتك وخياراتك جيدًا.