تتعرض المرأة في الريف لظلم كبير، حيث أن الكثير من حقوقها مهدورة، كما أن المجتمع الريفي يساهم بشكل كبير في ذلك، والسبب الجهل وغياب الثقافة وأسباب أخرى رسّخت هذا الظلم المجتمعى على المرأة.
يقول الدكتور مصطفى حجازي المفكر المصري. والخبير الدولي في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي في مؤلفه (التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجيا الإنسان المقهور)رغم إن المرأة في الريف تساهم بشكل كبير وفعال في التنمية المجتمعية، الا انها تعاني من ظلم العادات والتقاليد في كثير من الاتجاهات.
*مشاكل المرأة الريفية:
-إن مساهمة المرأة الريفية في الحياة تأتي في الدرجة الثانية بعد الرجل في الريف، وهذا يعود إلى الظروف الاجتماعية التي تؤثر على هذه المساهمة ومنها: انخفاض مستوى تعليم النساء الريفيات و تفشي ظاهرة الأمية، التسرب من المدارس و الزواج المبكر والانغماس بالأعباء الزراعية و المنزلية ووضع المرأة في مرتبة دونية في عدد كبير من المجتمعات الريفية.
-المستوى التعليمي للمرأة:
إن المرأة الريفية كانت و لا تزال حارسة للقيم الاجتماعية كما تعتبر عامل تثبيت في القرية و عامل صلة قوية للمهاجرين الذكور في الريف عندما قاومت الهجرة إلى المدينة في مراحلها الأولى و لها التأثير الأول و التنشئة الاجتماعية لأبنائها، رغم نقص تعليمها واعتمادها على الموروث في أساليب التنشئة ولم تكن لتنقطع عن العمل الإنتاجي رغم جميع الظروف"
- مشاركة المرأة الريفية في سوق العمل:
ظلت المرأة الريفية تمارس أعمالاً يدوية قاسية لإدامة نشاط أسرتها الذي يعد نشاطاً زراعياً صرفاً، مما يعني اضطرارها لممارسة العمل في الحقل لساعات طويلة /قد تبلغ 18 ساعة يومياً/، فضلاً عن أعمال المنزل و تربية الأطفال التي تنجزها في ساعات الليل الأولى، وهذا ينعكس على أداء هذه المرأة في تربية أطفالها الذين يظلون مهملين طوال النهار، وفضلاً عن ذبول عالمها النفسي، فلم يعد أمامها و الحالة هذه متسع من الوقت و المناخ النفسي لممارسة طقوسها كامرأة لها عالمها الخاص و بناؤها النفسي.
*السلطة الذكورية
-تشير البيانات المتاحة وحسب ما ذكر في الكتاب إلى أن المرأة لا تساهم في مسئوليات المنزل علي الرغم من مساهمتها الفعلية في الميزانية، حيث يسود الفكر الذكوري بأن الرجل مسؤول عن كل حاجة و حتى لو كانت المرأة تساهم بدخل ينسب إلى الرجل ؛فالسلطة الذكورية هي التراث الواضح للعيان ضمن سياق المنظومة الاجتماعية في المجتمع الريفي و يشير إلى ذلك التبخيس بوضعية المرأة في المجتمع المتخلف