عالمياً، يعتبر سرطان الثدي أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والوفيات بين النساء. وفيما يعد سرطان الثدي خامس سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض البلدان في جنوب آسيا أعلى معدلات للتشخيص السنوي على مستوى العالم، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى النمو السكاني وطول متوسط العمر المتوقع.
"سيدتي نت" يلتقي الدكتورة شريفة شمشك، الاختصاصية الشهيرة في أمراض وجراحة سرطان الثدي (الأورام الحميدة والخبيثة)، ويحاورها على النحو الآتي:
1. هل توجد إحصائيات محلية ودولية جديدة حول عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي؟
خلال عام 2020، تمَّ تشخيص 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي، وسُجّلت 685,000 حالة وفاة على مستوى العالم. وحتى نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة، وتمَّ تشخيص إصابتهن بالمرض خلال السنوات الخمسة الماضية؛ مما يجعل سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم.
ويعتبر سرطان الثدي من أبرز أنواع السرطان التي يتم تشخيصها بوتيرة متكررة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ففي عام 2020، تمَّ اكتشاف 1030 حالة جديدة (21.4%). بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، من الضروري تذكير جميع النساء بضرورة المسارعة وإجراء الفحص وعدم الاستخفاف بأهمية العناية بصحتهن.
2. هل هناك تطورات جديدة في العلاجات؟ هل يتم اتباع بروتوكولات محددة، أم أن كل حالة تختلف عن الأخرى؟
هناك الكثير من الأخبار الجيدة على صعيد علاجات سرطان الثدي. فقد أصبحت العلاجات أكثر ملاءمة لأنواع معينة من الأمراض، ويتم تصميمها بشكل يقلل الآثار الجانبية لكل مريضة.
ويوجد لدينا اليوم بدائل جراحية أقل تعقيداً للمريضات، خاصة المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة. وهي أخبار جيدة للنساء اللواتي يردن تجنّب استئصال الثدي بالكامل. فليس من الضروري أن تخسر المريضة ثديها. ستخضع لعملية جراحية أقل توغلاً مثل إزالة منطقة السرطان في الثدي بدلاً من فقدان الثدي بالكامل (استئصاله)، كعلاج جراحي لتحديد سرطان الثدي وإلى أي حدّ يكون قد وصل انتشاره. فإذا وصل إلى الغدد الليمفاوية عند المرأة، تتم إزالة الغدد للتقييم. واليوم لدينا فرصة للتحقق فقط من العقدة الليمفاوية الحارسة، (أولى العقد التي يرجح أن ينتشر فيها السرطان)، في الإبط وتجنّب إزالة جميع العقد الليمفاوية في منطقة الإبط، (تشريح غدد الإبط)، إذا لم تتعرض العقدة الليمفاوية الحارسة للهجوم السرطاني.
وبفضل الاختبارات التي تحدد أنواع الجينات المسؤولة عن سرطان الثدي أصبح بإمكان الأطباء تصميم علاجات تتناسب مع الاحتياجات الفردية المختلفة لكل مريضة. وتساعد التطورات المهمة في هذه الاختبارات على تحديد الخطر عند المريضة لتكرار أو انتشار المرض بناءً على أنواع الجينات المسؤولة عن السرطان، وتخطيط العلاج لتقليل هذا الخطر بشكل أكثر فعالية.
وبفضل تقدم العلاجات الهرمونية لسرطان الثدي اليوم، تتاح المزيد من الخيارات للمريضات. ومن خلال هذه التحسينات، يمكن أحياناً علاج سرطان الثدي بشكل فعّال فقط عبر العلاجات الهرمونية وبدون الحاجة للعلاج الكيميائي.
غالباً ما تخضع النساء المصابات بسرطان الثدي لما يتراوح بين 15 و20 علاجاً إشعاعياً على مدى ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد الجراحة، التي تمَّ فيها الحفاظ على الثدي. ويشير بحث جديد إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى عدد أقل من العلاجات خلال أسبوع واحد فقط. وعلاجات أقل تَعنِي تكلفةً أقلَّ ووقتاً أقل، وفي بعض الأحيان تكون هناك فرصة أقل للأعراض الجانبية أو التأثيرات الضارّة.
ويعدُّ العلاج الإشعاعي الموجه أثناء الجراحة تطوراً إضافياً في علاج سرطان الثدي. ويشمل العلاج الإشعاعي أثناء العملية جرعة واحدة عالية الدقة من الإشعاع تُعطَى مباشرة إلى المنطقة التي تمَّ فيها استئصال سرطان الثدي جراحياً في غرفة العمليات؛ وهو خيار مثالي للمريضات المصابات بسرطان الثدي الصغير واللواتي يخترن استئصال الكتلة الورمية كعلاج. وثبت أن العلاج أثناء العملية كان بنفس درجة فعالية العلاج المساعد التقليدي.
3. ما هي أنواع سرطان الثدي؟
معظم سرطانات الثدي هي عبارة عن أورام غازية، أي أن السرطان قد انتشر من الموقع الأصلي إلى مناطق أخرى، مثل أنسجة الثدي القريبة أو العقد الليمفاوية أو أي مكان آخر في الجسم. فتخترق خلايا سرطان الثدي الغازية (المتسللة)؛ حواجز أنسجة الثدي الطبيعية ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم والعقد الليمفاوية. والنوعان الأكثر شيوعاً من سرطان الثدي الغازي هما: سرطان القنوات الغازية والسرطان الفصيصي الغازي.
وتبقى خلايا سرطان الثدي غير الغازية (الموضعية) في مكان معين من الثدي، دون الانتشار إلى الأنسجة المحيطة أو الفصيصات أو القنوات. ويُعرَف سرطان الثدي الذي لا ينتشر خارج قنوات الحليب أو فصيصات الثدي بالسرطان الموضعي. ويوجد نوعان من السرطانات الموضعية هما: سرطان القنوات والسرطان الفصيصي.
4. هل يمكن للاكتشاف المبكر أن ينقذ حياة المصابات؟ وكيف يتم هذا الكشف؟
الاكتشاف المبكر للسرطان ينقذ الأرواح. فقد يُكتشف سرطان الثدي أحياناً بعد ظهور الأعراض، لكن العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي لا تظهر عليهنّ أية أعراض. لذلك، فإنّ الفحص المنتظم لسرطان الثدي مهم للغاية. فالاكتشاف المبكر لسرطان الثدي مهم؛ لأنه يتيح عدداً أكبر من خيارات العلاج، ويرفع فرص النجاة وتحسين جودة الحياة. على الرغم من عدم وجود طريقة محددة للوقاية من سرطان الثدي، فإنَّ الاكتشاف المبكر يوفر أفضل فرصة للعلاج الفعّال. وبحسب جمعية السرطان الأمريكية، عند اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر، وخلال المرحلة الموضعية (المرحلة المبكرة)، يكون معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات 99%. ويشمل الاكتشاف المبكر إجراء فحوص ذاتية شهرية للثدي، وتحديد مواعيد فحوص سريرية منتظمة للثدي وتصوير الثدي الإشعاعي (الماموغرام). يعد فحص التصوير الشعاعي للثدي أفضل طريقة للكشف المبكر لتقليل عدد الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي (كما هو موضح في الأدلة الحالية). لذلك تُنصَحُ النساء بإجراء فحص تصوير الثدي الإشعاعي (الماموغرام) كل عام بدءاً من سن الـ40.
تابعي المزيد: العلاج النفسي لمرضى السرطان ضروري جداً لإدارة وتنظيم عواطفهم
5. بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، ما هي توصياتكم ونصائحكم للنساء بشكل عام؟
لا تنسيْ أن التشخيص المبكر ينقذ حياتك. يجب أن تدركي مدى خطورة الإصابة لديك. لا تخافي، فسرطان الثدي يكاد يكون مرضاً قابلاً للشفاء عند التشخيص المبكر. قومي بزيارة جراح الثدي وتعرّفي على طريقة فحص ثدييك، واعرفي ما هو طبيعي أو غير طبيعي لديك. قومي بإجراء تصوير الثدي الإشعاعي بانتظام بدءاً من سن الـ40. ولتقليل المخاطر، ننصحك بالحفاظ على وزن صحي، واختيار الرضاعة الطبيعية إذا أمكن، وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على الحركة البدنية والنشاط، والحدّ من العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، وعوضاً عن ذلك حاولي إدارة أعراضك بالعلاجات والأدوية غير الهرمونية.
6. ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
تشمل العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي عند الإناث، ما يلي:
- يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في العمر.
- السجل الفردي للإصابة بأمراض الثدي، مثلاً لو أخذنا خزعة الثدي ووجدنا بعض النتائج المقلقة، فيكون لدينا خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي. إذا كان هناك إصابة سابقة بسرطان الثدي في أحد الثديين، فسيكون الخطر أكبر للإصابة بسرطان في الثدي الآخر.
- وإذا تمَّ تشخيص إصابة الوالدة أو الأخت أو الابنة بسرطان الثدي، وخصوصاً في سن مبكر، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي يزداد بطبيعة الحال. ومع ذلك، فإنَّ معظم المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- لدينا أيضاً الجينات الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. يُشار إلى الطفرات الجينية الأكثر شيوعاً باسم BRCA1 وBRCA2. ويمكن أن تزيد هذه الجينات بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأنواع السرطان الأخرى، لكنها لا تعني أن السرطان سيحدث ولا يمكن تجنبه.
- إذا تلقيت علاجاً إشعاعياً لصدرك في سن الطفولة أو الشباب، يزداد خطر إصابتك بسرطان الثدي.
- تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- إذا بدأت دورتك الشهرية قبل سن 12 عاماً، فذلك يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- إذا بدأ انقطاع الطمث في سن أكبر، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
- قد تكون النساء اللواتي يلدن الطفل الأول بعد الثلاثين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
- تتعرض النساء اللواتي لم يحملن مطلقاً لخطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر في المقارنة مع النساء اللواتي حملن مرة واحدة أو أكثر.
- تزداد مخاطر الإصابة عند النساء اللواتي يتناولن أدوية العلاج الهرموني التي تجمع بين الأستروجين والبروجسترون؛ للتخلص من علامات وأعراض انقطاع الطمث لديهن. وينخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي عندما تتوقف النساء عن تناول هذه الأدوية.
7. في الختام، هل يمكنك مشاركة ملخص لأبرز أعراض سرطان الثدي؟
إذا كانت لديك أي علامات أو أعراض تقلقك، فاحرصي على مراجعة طبيبك فوراً.
هناك بعض الأعراض قد تكون مقلقة. ضعي في اعتبارك أن هذه الأعراض يمكن أن تحدث مع حالات أخرى غير السرطان:
- إذا شعرت بوجود كتلة جديدة في الثدي أو منطقة الإبط.
- سماكة أو تورم جزء من الثدي أو الثدي بالكامل.
- تهيج أو تنقير في بشرة الثدي.
- احمرار أو تقشر الجلد في منطقة الحلمة أو الثدي.
- شدّ في الحلمة أو ألم في منطقة الحلمة.
- إفرازات الحلمة سواء كانت صافية أو مع دماء.
- أي تغيير في حجم أو شكل الثدي.
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: اكتشفي فوائد الشوكولاتة في اليوم العالمي للشوكولاتة بالإنفوجرافيك