تشكو غالبية الأمهات من أن أطفالهن يستطيعون ترديد أغاني المسلسلات، ويحفظون كلمات الإعلانات، بينما يجدون صعوبة كبيرة في حفظ معلومة واحدة من دروسهم؛ كلمات لغة جديدة كانت أو آيات قرآنية قصيرة أو قصائد، أو جدول الضرب، رغم أن الاختصاصيين في مجال التربية والإرشاد النفسي يؤكدون، إن الطفل يستطيع الحفظ من سن 5- 15 عاماً. عن أسباب هذه المشكلة ومظاهرها وطرح بعض الطرق لعلاجها يتحدث الدكتور عمر عبد الباسط أستاذ علم النفس التربوي وتعديل السلوك إلى "سيدتي وطفلك".
تابعي المزيد:العلاقة بين الأجداد والأحفاد لا تتوقف على مجالستهم فقط
مهارة الحفظ
- الحفظ مهارة تتفاوت فيما بين الأطفال، فمنهم من يكون سريع الحفظ، وبعضهم يواجه صعوبة فيه.
- يفضل الحفظ في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، وأن يكون الطفل في حالة من التوسط بين الجوع والامتلاء، مما يساعد الذاكرة على التحصيل والاستيعاب.
- سرعة حفظ الطفل لبعض الأغاني والأناشيد، يعود إلى كون الكلمات خفيفة وبسيطة، ومن طبيعة الحياة، إضافة إلى أنها تتردد كثيرا وفي أماكن مختلفة.
علامات عدم القدرة على الحفظ
- تتمثل في عدم حفظ الإعداد وحروف الهجاء وجدول الضرب.
- عدم القدرة على حفظ القرآن ولا شيء منه.
- لا يستطيع حفظ الأناشيد الخفيفة.
- عدم التفريق بين الألوان.
- لا يستطيع حفظ الأرقام الخاصة به، كرقم التليفون أو الموبايل، أو المنزل.
- إذا حفظ شيئا فسريعا ما ينساه، ولكنه ينسى الأمور الاعتيادية، لا يذكر الأيام، أو ماذا فعل بالأمس وهل حل واجبه أم لا.
أسباب عدم قدرة الطفل على الحفظ
- شعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في النفس، والإحباط واليأس والسلبية.
- كثرة مقارنة الابن بأقرانه، أو مطالبته بأعباء دراسية اكبر من قدرته.
- عدم مساعدة الابن في الاستذكار والحفظ، وتركه بمفرده يواجه مصيره.
- وقد يكون سبب عدم القدرة على الحفظ راجع لأسباب عضوية أو نفسية.
طرق لعلاج الطفل ومساعدته على الحفظ
- دعم ثقة الابن في نفسه، وعدم الانتقاص منه بسخرية أو لوم أو تأنيب.
- تجنب مقارنة ابنك مع احد، ولا تطلب منه ان يكون مثل أخيه أو زميله.
- لابد من تشجيع الطفل على الحفظ بدون ضغط أو شدة معه، ولا تطلب منه ان يكون مثاليا في حفظه.
- استخدام أسلوب التدرج معه في الحفظ؛ من الأسهل إلى الأصعب، مع مكافأته عند الحفظ.
- ولتبدأ في تحفيظه من الأهم..كحفظ الأعداد وجدول الضرب وحروف الهجاء، وبعض الأناشيد، ثم تدريبه على حفظ أرقام الهواتف الخاصة .
- من الأفضل استخدام الوسائل الجذابة والمشوقة للحفظ؛ كالألوان والصور واشرطة الفيديو والحاسب
- التواصل مع المدرسة للتعاون في حل هذه المشكلة، والصبر عليه والتدرج معه حتى يصل إلى الحفظ.
- التركيز على الجوانب الإيجابية في ابنك، فإذا حصل مثلا على تسعين بالمائة في الاختبار، فلا تلومه عن العشرة الباقية، ولكن اشكره وكافئه على تميزه.
- من الممكن الذهاب إلى طبيب مختص، فربما يكون هناك سب عضوي أو نفسي لعدم القدرة على الحفظ.
الفهم هو مفتاح الحفظ للطفل
- الحفظ عن طريق التكرار، يجعل التلميذ ببغاء لا يعرف معنى ما يقوله، وبالتالي ينسى ما حفظه بمجرد أن يسمّع الدرس أو يكتبه للمعلّمة.
- على كل أم وقبل أن يفتح الطفل دفاتره وكتبه في المنزل، أن تسأله عن موضوع الدرس وماذا يعرف عنه، قبل أن تطلب منه حفظ الدرس، أو إنهاء الواجب.
- المعروف علميا أن الذاكرة هي رأسمال الطالب صغيرا كان أو كبيرا، كما يمكن الأم أن تطلب منه إعادة صياغة الدرس على طريقته.
- ولا مانع إذا لجأ الطفل إلى الرسم بالورقة والقلم لفهم قاعدة من القواعد، أو مطالعتها بالكلمات التي يجدها سهلة حتى يحفظ..
- تؤكد الأبحاث التربوية أن التلميذ يحفظ ما يفهمه، وضرورة أن يقرأ التلميذ الدرس بتأن، ويفهم التفاصيل، ويطرح الأسئلة حول معاني الكلمات.
استعمال المعلومات أحد طرق الحفظ
- من الضروري أن يعيد التلميذ قراءة الدرس، وان تكون لديه القدرة على استخراج المعلومات عندما يحتاج إليها.
- ذاكرة المدى القصيرة هي التي تساعد الطفل- الطالب-، إذ إنها تستطيع أن تحفظ بسبعة أمور في آن واحد، منها المفردات المتداولة والجمل البسيطة.
- لذا من الأفضل للتلميذ تقسيم الدرس، وتلخيصه، وحفظ العناوين الرئيسة والفرعية، واستخلاص الأفكار الأساسية لأقسام الفصل.
- بعيدًا عن فكرة الواجب المدرسي، تعتبر القراءة حلقة وصل بين المدرسة والبيت، وطريقة لبناء علاقة مميزة بين الطفل وأمه.
- على كل أم أن تأخذ الوقت الكافي في قراءة صفحة المطالعة اليومية مع طفلها لتتحول إلى نشاط للطفل، ما يدفعه لحب العلم وحفظ المطلوب وثبات المعلومات أيضا.
الالتزام في القراءة والحفظ بالمطلوب
- من غير المفيد أن تطلب الأم من طفلها قراءة أو حفظ الفقرة التالية غير المطلوب منه الاطلاع عليها، ظناً منهن أنهن بذلك يساعدن أطفالهن في استباق الدروس.
- يساهم اختيار القصص القصيرة، في تحفيز الطفل على القراءة، كما تساعده على حل رموز الكلمات بطريقة سلسة، ومن ثمة اكتشاف القراءة في كتب أخرى.
- لا يجوز نعت الطفل بأنه لا يفهم أو كسول إذا لم يحفظ الكلمة بالشكل الصحيح، لأن ذلك يفقده ثقته بنفسه، ويجعله يكره القراءة، بل يجب تشجيعه، وتصحيح خطئه.
تابعي المزيد: أسباب التأتأة المفاجئة عند الأطفال