نفسك أولاً اهتم بذاتك، فكر بنفسك، استمتع بحياتك، عش يومك، قدّر ذاتك، أنت أولا، كلها كلمات أصبحنا نسمعها كثيراً في البرامج التدريبية والمقالات والكتب، وعاش البعض من الناس هذه العبارات بحروف الكلمات لا بمعانيها، حتى تخلوا عن كل التزاماتهم الحياتية والاجتماعية من أجل أن يستمتعوا بحياتهم ويهتموا بأنفسهم ويقدّروا ذواتهم، متجاهلين الأذى الذي سوف يسببونه لغيرهم من الناس، فإلى أي مدى ينبغي أن يحب الفرد ذاته، وكيف عليه أن يحبها دون أن يضر بالآخرين:
الهدف من دورات تطوير الذات
أكد المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الاسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي، بأن برامج ودورات تطوير الذات ومحبتها تعتمد على مقدم ومتلقي الخدمة، أما مقدم الخدمة فقد يبالغ أحياناً في طرحه الغير عقلاني والغير واقي وبالتالي فإن المتلقي يتأثر بهذه المبالغات ويؤمن بمعتقدات ليس لها أساس من الصحة ويخرج عن المفهوم الأساسي للأطروحة من قبل مقدم الخدمة.
يقول: "إذن فلابد من قياس الأثر لمعرفة إذا ما كان مقدم الخدمة قد أجاد تقديم البرامج للمتلقي أم أنه قدم برنامج دون تحقيق الهدف المنشود منه، فالهدف من دورات تطوير الذات أن يكون الشخص أفضل مما هو عليه، وذلك بتحسين قدراته ومؤهلاته، ومعرفة نقاط القوة في شخصيته وتطويرها، مثل مهارات التواصل مع الآخرين، وتحسين القدرة على السيطرة على النفس وردود الأفعال، وإكسابها سلوكاً إيجابياً.
كيف تحب ذاتك
بيّنت المدربة واللايڤ كوتش سحر فيدة، بأن حب الذات ينبع من الداخل إلى الخارج، أي أن الإنسان يحب نفسه من أجل قيمة الحب نفسها وليس من إرضاء الأنا أو ال Ego ، وحذرت من إعطاء الإجو حجمه والسماح له أن يظهر، فما إن ظهر فسوف يسير الفرد عكس التيار. تقول: "أن تحب ذاتك أي أنك تقدرها وتعطيها ما تستحق من الخير لك وللآخرين وذلك من خلال عدم تعريض النفس للإيذاء سواء الفكري أو البدني أو على مستوى المشاعر، إضافة لعدم السماح للآخرين باستغلال واستهلاك الطاقة وهدرها، وكذلك عدم تحقير الذات والتقليل من حجمها أو هضم حقوقها، فمتى ما عرف الفرد ماله من حقوق وما عليه من واجبات فهو يحب ذاته".
ما معنى أحبي ذاتك
تقول فيدة "كثرت مؤخراً الدورات التي يطلق عليها "تطوير الذات " وذكر عبارات مثل (أحبي ذاتك أو أحبي نفسك)، وأصبحت تلك العبارات التنظيرية تدعو للأنانية دون توضيح المعنى الحقيقي لمحبة الذات، وانساقت ورائها السيدات مجاراة للموضة، لذلك ينبغي على كل من يروج لتلك الدورات أن يدرك أهمية وقع كلامه على غيره من الناس ومدى تأثرهم الأعمى بهذا الكلام الغير حقيقي والذي قد يصل بالشخص أن يخسر حبه لذاته وللأخرين بدلاً من أن يحبها".