إن لوجود وارتياد المساحات الخضراء دوراً لا يقتصر على كونها مرفقاً للترويح والتمتع بمباهج الطبيعة، ووسيلة لتحسين نوعية الهواء وضخ مزيد من الأكسجين، وخفض درجة حرارة الجو، بل إن أثرها الإيجابي غير محدود على الصحة العامة والمناعة، والصحة العقلية للأفراد الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة مسبقاً، وأن نشر هذه المساحات لم يعد فقط لأسباب جمالية أو لرفع الذوق العام وتهذيب السلوك أو لأسباب اقتصادية أو صحية بل لمكافحة الجريمة ولزيادة الانتباه والتقليل من أعراض الأمراض.
وبحسب موقع (.femina.in ) أن نشر المساحات الخضراء لم يعد ضرباً من الرفاهية أو نوعاً من الكماليات، بل إنه بات ضرورة ملحة للوقاية من الكثير من الأمراض الإكلينيكية والنفسية والاجتماعية، ومضاعفات أمراض العصر بما فيها من أمراض نقص المناعة والحساسية، والأمراض العقلية، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكر من النوع 2 والسرطان، وزيادة النشاط البدني وتساعد على إعادة ضبط للجسم إلى جانب دورها في تعزيز رياضة المشي.
*مخاطر العيش في الحضر
تشير التقارير الصادرة عن Urban Design and Mental Health (UD / MH) إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية لديهم ما يقرب من 40 في المائة من مخاطر الإصابة بالاكتئاب، ومضاعفة خطر الإصابة بالفصام، وأكثر من 20 في المائة من مخاطر القلق بالإضافة إلى العزلة، الشعور بالوحدة والتوتر. على الرغم من الزحف العمراني والمزيد من المساكن، إلا أن هذا الضغط لا ينبغي أن يتجاهل فوائد المساحات الخضراء؛ ليس فقط من أجل التنوع الجمالي أو البيولوجي ولكن أيضاً من أجل صحة أفضل. تعد الحدائق والمساحات الخضراء والممرات المائية أماكن عامة مهمة في معظم المدن. إنها تقدم حلولاً لتأثيرات التحضر السريع غير المستدام على الصحة والرفاهية.
*المساحات الخضراء والصحة النفسية
لقد غير الوباء المستمر وجهة نظرنا تجاه الطبيعة وأهميتها لرفاهيتنا. أمضى الدكتور سكوت سي براون، عالم البيئة في جامعة ميامي، فلوريدا، سنوات في دراسة التصميم الحضري والضواحي وصحة السكان ورفاههم. وبحسب قوله، فإن "الخضرة تقلل من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم واحتمالات الإصابة بالاكتئاب وحتى الزهايمر،وقد وجد أن الأشخاص الذين يعيشون ونشأوا في مساحة أقل خضرة لديهم خطر متزايد بنسبة 55 في المائة للإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات حيث تستعيد البيئات الخضراء القدرة على التركيز وتساعد على الإبداع. تثبت الأدلة أن الوصول إلى الطبيعة يحسن النوم أيضًا، ويقلل من المشاعر السلبية، ويزيد من السعادة،
كما تلعب المساحات الخضراء دورًا مهمًا أيضًا بالنسبة للبالغين وكبار السن. حيث توفر المزيد من المساحات الخضراء فرصاً للشباب ليكونوا في الخارج، بعيداً عن التعرض المستمر لأجهزة الكمبيوتر وشاشات LED والهواتف الذكية وأن يكونوا نشيطين بدنياً. كما أنه يعزز فضولهم ويحفز رغبتهم في اكتشاف المناطق المحيطة بهم، وينشط حواسهم، ويعزز ثقتهم، ويجعلهم أقل قلقاً وأكثر تركيزاً ومفيداً للغاية لصحتهم البدنية والعقلية بشكل عام. مما لا شك فيه أن الجيل الأكبر سناً يؤمن بالتواصل الاجتماعي أكثر من جيل الشباب. الذهاب في الصباح، والمشي في المساء هو عادة روتينية بالنسبة لهم. وبالتالي، فإن الروابط الاجتماعية التي يتم إجراؤها عندما يكونون في الخارج يمشون أو يركبون الدراجات أو يمارسون الرياضة، تساعد في تحسين صحتهم.