عادة ما يكون الانفصال مؤلمًا، إن لم يكن سحقًا للروح. يمكن أن يثير مشاعر الرفض، ويؤثر على روتينك اليومي ويجعلك تشعرين بالاكتئاب، وعدم الرغبة في فعل أي شيء سوى استرجاع الذكريات. إنه صراع كبير للتغلب على علاقتك السابقة. ومع ذلك، فإن الأمر متروك لكٍ تمامًا للتحكم في ما تريدي أن تشعري به. البكاء والتنفيس والشعور بالغضب والارتباك والوحدة، كلها مشاعر نمر بها ويجب أن نختبرها لأنها تساعد في الحداد والمضي قدمًا. ولكن بمجرد أن يتم ذلك، خذ انفصالك كفرصة للعمل على نفسك.
وبحسب موقع (femina.in) تعافي من خسارتك وابدئي في العمل، فالانفصال يترك وراءه فراغًا ومشاعر عاطفية وذكريات تحتاج إلى أساليب علمية واستراتيجيات نفسية محددة للتخلص من تداعيات فشله، وفق ما ذهبت إليه دراسة نشرتها دورية جورنال أوف إكسبيرمينتال سيكولوجي للخبيرين "ميشيل إيه سانشيز" و"ساندرا جي لانجسلاج"، من جامعة ميسوري بولاية سانت لويس الأمريكية.
* استراتيجيات للتخلص من تداعيات الانفصال
تقول الدراسة إن البعض قد يظن أن الوقت وحده كفيل بالتغلب على المشاعر السلبية التي تحدث بعد أي انفصال عاطفي أو طلاق، وأن مَن ينخرطون في تلك التجربة لا يملكون الكثير ليفعلوه في مواجهة ما يشعرون به من حزن وألم وضياع، لكن العلم يرى أن القدرة على التعامل مع المشاعر العاطفية السلبية بعد الانفصال هي مهارة يمكن تعلُّمها، وأن هناك استراتيجيات فعالة في مواجهة مشاعر الحب المتبقية لشركاء الحياة العاطفية والأزواج السابقين.
قامت الدراسة بتقييم ثلاث من استراتيجيات التنظيم السلوكية أو المعرفية، التي عادةً ما يستخدمها البشر عقب المرور بتجربة الانفصال العاطفي أو انتهاء العلاقات الرومانسية أو الطلاق للتغلب على مشاعر الحب الباقية تجاه شريك سابق، والتحكم في الألم الناتج عن انتهاء تلك العلاقات.
أُولى تلك الاستراتيجيات تتمثل في "إعادة التقييم السلبي للشريك السابق" من خلال التركيز على الصفات السلبية له (عصبي/ عصبية للغاية، ذو مطالب لا تقف عند سقف محدد، وغيرها من الصفات السلبية الأخرى).
ووجدت الدراسة أن هذه الاستراتيجية تعمل بفاعلية على تقليل الحب والشعور بالتحسُّن بعد الانفصال في كثير من الأحيان، لكن تأثيرها يستمر على المدى القصير فقط، كما أنها تنطوي في الوقت ذاته على التفكير في الأفكار السلبية التي يمكن أن تجعل الفرد يشعر على المدى الطويل بأنه "أسوأ وغير سعيد" من جرّاء الانفصال.
وتمثلت الاستراتيجية الثانية في "إعادة تقييم مشاعر الحب بعد الانفصال"، وهي استراتيجية تدرب الشخص على تقبُّل العواطف التي يثيرها الانفصال. ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجية السلوكية الاعتراف بأن "الكآبة التي تصيب الفرد في مرحلة ما بعد الانفصال هي جزء لا مفر منه من التجربة، كما يمكن أن تغني الفرد عن الاعتراف بأنه لا تزال لديه مشاعر تجاه شريكه السابق، وتساعده على قبول هذه المشاعر دون إصدار أحكام مسبقة على نفسه".
أما الاستراتيجية الثالثة فتتمثل في "الإلهاء"، وهي أبسط وأسهل طريقة للتعامل مع الانفصال بالنسبة لكثيرين، وتعتمد على تغلُّب الشخص على مشاعره بعد الانفصال من خلال الانخراط في بعض النشاطات التي تملأ وقته، مثل العمل بجدية أكبر ووقت أطول من المعتاد، أو بدء ممارسة هواية جديدة، أو مشاهدة أفلام قديمة؛ إذ يساعد "الإلهاء" على الحد من الإجهاد الفكري، على الأقل في المدى القصير.
وتُعد استراتيجية "الإلهاء" أمرًا ناجحًا على المدى القصير فقط، كما أن بإمكانها المساعدة في السيطرة على الأحزان والصدمة والإحساس بمشاعر سلبية.
*طرق استعادة قوتك بعد تفككك
التحدث يساعدك على تحديد مصائد التفكير الخاصة بك
كل شخص في علاقة لديه قصة يرويها. قد ترويها بطريقة معينة وقد يرويها شريكك السابق بطريقة معينة. اجلس واكتب عن سبب اعتقادك بالانفصال كما تخبر صديقك. ثم ألق نظرة عليها بعناية. حلل ما إذا كنت تنظر إلى الأشياء بشكل سلبي وقم بوضع دائرة حولها. وبالمثل، ضع دائرة حول النقاط الأخرى التي تعتقد أنك بحاجة إلى العمل عليها. في النهاية، أعد كتابة القصة بالحقائق. لن يساعدك ذلك فقط في رؤية تفككك على حقيقته، بل يساعدك أيضًا على قبول تفككك.
اكتشف توقعاتك
قد يكون تحديد توقعاتك بعد الانفصال مباشرة أمرًا صعبًا. خذ وقتك في فهم موقفك وما تتوقعه من علاقاتك المستقبلية، خاصة الأشياء أو السلوكيات التي لا تريد تجربتها. سيساعدك وضوح ما تريده (وما لا تريده) على الانتقال من مرحلة ما بعد الانفصال بسهولة، إن لم يكن تمامًا.
امنح نفسك بعض الوقت
يبدو الدخول في علاقة عاطفية على الفور أمرًا مغريًا حقًا، لكنه يضر أكثر مما ينفع رفاهيتك العاطفية. افهم أنك بحاجة إلى تسجيل الانفصال وأنت - مثل أي شخص آخر - تحتاج إلى وقت لنفسك. يكون المضي قدمًا أسهل عندما تقبله بنفسك وتعمل عليه بشكل فردي. امنح نفسك الوقت، بغض النظر عن المدة، يمكنك فقط تقديم كل ما لديك في علاقتك التالية إذا كنت قد انتهيت من ذلك.