تتألف الشخصية من مجموعة ثابتة من التفضيلات والميول التي نتعامل من خلالها مع العالم.. تتشكل سمات الشخصية في سن مبكر، ويتم تعديلها في مرحلة البلوغ المبكر، تتغير أشياء كثيرة فيكِ خلال حياتك، لكن شخصيتك ليست واحدة منها.
تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: أصحاب الشخصيات المتكافئة، هم الأشخاص الذين يوازنون بين الانطوائية والانفتاح، ويجدِّدون نشاطهم بارتياد الحفلات وقضاء وقت هادئ، وقد يبدو أنَّ العيش في العالم كشخص ذي شخصية متكافئة مفيدٌ للغاية؛ فمن ذا الذي لا يفضل الشعور بالراحة في كلٍّ من العزلة والرفقة؟
إحدى أعظم مزايا الشخصية المتكافئة، وهي قدرة المرء على إظهار مَواطن القوة التي يتمتع بها الانطوائي والمنفتح، كلٌّ في وقته المناسب، وصحيح أنَّ هذه نقطة لمصلحتهم؛ لكنَّ لها جانباً سلبياً أيضاً.. أحد أكبر الفخاخ التي يقع فيها أصحاب الشخصية المتكافئة هو اعتقادهم بأنَّهم لن يختبروا الاحتراق الوظيفي، وإن لم يأخذوا حذرهم؛ فسينهكون بسرعة أكبر؛ حيث إنَّ التوازن هو مفتاح عيش حياة صحية، وهذه الشخصية ليست استثناءً، وتشمل الجوانب السلبية للاختلاط الاجتماعي: سرعة تعكر المزاج، والتوتر، والعلاقات المشحونة، ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت بمفردك إلى الشعور بالعزلة والإحباط والوحدة.
مُتكافئو الشخصية هم الأشخاص الذين يقعون بين الانطوائيين والاجتماعيين، ويتميزون عن الفئتين؛ نظراً لأن شخصيتهم لا تميل بشدة لأيٍّ من الاتجاهين، وذلك يجعل تعديل طريقة تعاملهم مع الأشخاص استناداً إلى الموقف.. وذلك يمكّنهم من الاتصال بشكل أسهل وأعمق مع مجموعات متنوعة من الأشخاص.
* كيف تعرفين إذا كنتِ متكافئة الشخصية؟
من المهم معرفة شخصيتك وتحديدها وفقاً للمقياس المتعلق بالانطوائية والاجتماعية؛ فمن خلال زيادة وعيك بنفسك، يمكنك فهم نفسك أفضل، وتحسين معاملاتك مع الآخرين.
إذا كنت تعتقدين أنك متكافئة الشخصية، راجعي عدد العبارات التالية التي تنطبق على هذه الفئة من الأشخاص.. إذا انطبق معظمها عليكِ؛ فمن المرجح أنك متكافئة الشخصية.
1- يمكنني أداء المهام بمفردي أو في مجموعة، ليس لديّ تفضيل في هذا الموضوع.
2- المجموعات والفعاليات الاجتماعية لا تجعلني منزعجة، ولكنني أتعب من التواجد حول الناس أكثر من اللازم.
3- كَوْني في مركز الاهتمام، أمرٌ ممتع بالنسبة لي، لكنني لا أحب أن أكون فيه دائماً.
4- يعتقد بعض الناس أنني هادئة، بينما يعتقد البعض الآخر أنني اجتماعية للغاية.
5 - لا أحتاج دائماً إلى التحرك، لكن الكثير من الوقت الذي أبقى فيه بلا حراك، يجعلني أشعر بالملل.
6- يمكنني أن أغرق في أفكاري الخاصة، بنفس السهولة التي يمكنني بها أن أغرق في محادثة ما.
7- المحادثات السطحية لا تزعجني، لكنها مملة.
8- عندما يتعلق الأمر بالثقة بالآخرين، أحياناً أكون متشككةً، وأحياناً أخرى، أثق بهم مباشرةً.
9- حين أقضي الكثير من الوقت وحدي، أشعر بالملل، ولكن قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين يرهقني.
* دور ذوي الشخصيات المتكافئة في الحياة
إذن ما الذي يتعين على الأشخاص ذوي الشخصية المتكافئة القيام به ليكونوا عاملين فاعلين؟ إليك بعضَ النصائح لمساعدتهم على تعزيز مَواطن قوتهم، والسيطرة على ضعفهم:
- تحكَّمي ببيئتك:
أسهل شيء تفعلينه للتحقق من إنتاجيتك هو أن تضعي نفسك في بيئة مناسبة؛ فإذا كنت بحاجة إلى استراحة من العلاقات الاجتماعية؛ فجربي إغلاق باب مكتبك، أو ضعي سماعات لإلغاء الضوضاء لمدة نصف ساعة، وإن لم تكوني قد تحدثت إلى أيّ شخص طوال اليوم، يمكن لشرب القهوة أو الاتصال بصديق ضمن فترة الاستراحة، أن يُمدك بالحيوية، وبناءً عليه تكون المرونة هي المفتاح.
- خطِّطي للمستقبل:
ستُشعرك العطلة التي تقضينها في الاختلاط الاجتماعي الكثير، بالإرهاق في أول يوم عمل من الأسبوع؛ لذا قومي بالإجراءات اللازمة للتأكد من تخصيص وقت لنفسك، كأن تقضين يوم العطلة بمعزل عن الآخرين؛ كي تكوني مستعدة لمقابلة الأشخاص في بداية الأسبوع، وينطبق الأمر نفسه على التواصل الاجتماعي المحدود؛ حيث إنَّ قضاء الكثير من الوقت بمفردك سيصعِّب عليك الاختلاط بالآخرين، ومن خلال التخطيط المسبق، يمكنك التخفيف من آثار الاختلاط الكبير بالآخرين أو العزلة التامة.
- لا تخشَي الرفض:
كثيراً ما ننجر إلى التزامات لا يجدر بنا الموافقة عليها إن كنا راغبين في صحبة الآخرين؛ لذا إن أقدمتِ على التزامات كبيرة، سيسطر عليك الإرهاق والقلق، وينعكس ذلك سلباً على عملك، وفي عالم الشركات الذي أصبح يركز تركيزاً متزايداً على الانفتاح والتواصل والجهود الجماعية، أصبح لا بد من أخذ الوقت الكافي للتفكير باستقلالية، ومن خلال تعلُّم كيفية الرفض، ستدركين حاجتك لوقت هادئ، وتتيحين المجال لنفسك لتقدمي أفضل أداء لديك في العمل.