الخجل حقيقة ظاهرة واسعة الانتشار بين الأطفال، شكل من أشكال القلق الاجتماعي، بينما يعتبره اختصاصيو التربية أحد العوامل الطبيعية لتكوين شخصية الطفل، مثله مثل الشعور العادي بالخوف، أو الإجهاد أو الحزن، ولكنه يشكّل عقبة أمام الطفل إذا زاد عن الحدّ المعقول، ما يؤثر على حياة الطفل الاجتماعية والنفسية والدراسية أيضاً. حول أنواع الخجل عند الأطفال وأسبابه النفسية والعضوية والأسرية التقت "سيدتي وطفلك" مع الدكتورة فؤاده هدية أستاذة طب نفس الطفل.
الفرق بين الخجل والحياء
تابعّي المزيد: أهمية تحفيز خيال الطفل: الأسباب والفوائد
- يجب أن نميز بين الخجل والحياء؛ الخجل هو تقوقع الطفل وانطوائه على نفسه، وإحجامه عن ملاقاة الآخرين، بينما الحياء يشير إلى التزام الطفل بمنهاج الفضيلة والآداب الحميدة.
- الخجل هو الانطواء على النفس، ورفض مشاركة الطفل من في نفس عمره في اللعب، وعدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المحيط الذي يعيش فيه.
- ومرات يرجع الخجل إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص، مع توقّع الخطر والنقد الدائم له، ويستمر مع الطفل لسنوات، عكس الحياء فهو يظهر لفترة ويرتبط بموقف ثم يختفي.
أسباب الخجل:
وتتمثل الأسباب العضوية في ضعف بنية جسم الطفل أو زيادة وزنه، وبالتالي حب الانعزال خاصة وسط مجتمع الأطفال، وهو أمر قد يؤدي بالطفل إلى الخجل من نفسه وكره الحياة.
كما أن وجود عاهة لدى الطفل تدفعه للخجل من مواجهة الآخرين، وهو أمر يؤدي إلى انفعال الطفل وتردده وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وبسبب ذلك يعتزل الآخرين.
أسباب نفسية تتمثل في:
- تبدو في حالة من الحساسية الزائدة؛ بمعنى أن يبالغ الطفل في تفسيره للأمور؛ فهو يفرط في تفسير ردود فعل الآخرين تخوفاً من أن يجرحوا مشاعره، والحقيقة أنهم لا يفكرون فيه.
- بسبب خيال الطفل الواسع فإنه يتأثر بما حدث له من تجارب وكلمات وجمل سلبية قيلت عنه وسمعها أو شاهدها من قبل، فيجترها ويتذكرها مرارًا وتكراراً.
أساليب التنشئة الخاطئة
- الطفل المدلل يتوقع من الآخرين ان يعاملوه بنفس المعاملة المميزة التي يتمتع بها داخل منزله، وإذا لم يحدث فإنه يهرب منهم وينكفئ على نفسه.
- كما أن الإكثار من التوبيخ والتأنيب القاسي للطفل على أتفه الأسباب، يؤدي إلى شعور الطفل بالنقص والخوف من ارتكاب الخطأ وبالتالي خجله الدائم .
- ومن الممكن أن يكون الطفل خجولاً نظراً لأنّ أبواه أو أجداده خجولين. تفكير الطفل الدائم والحيرة نتيجة إصابته بمرض أو اضطراب، مثل الإصابة بالأكزيما، أو التبوّل اللاإرادي، أو مرض التخشب، أو التأخّر في التكلّم.
- وأحياناً يواجه الطفل صعوبات في التحدّث، مما يفقده الثقة بنفسه فيشعر بالخجل؛ نتيجة التخوّف من ردود فعل الآخرين واستهزائهم به.
- التعرّض لبعض الظروف، مثل الانتقال من البيت لبيت آخر، أو فقدان الأصدقاء القريبين منه، أو انفصال الوالدين، أو وفاة أحد أفراد العائلة.
أنواع الخجل عند الأطفال
-
خجل الحديث..وهنا يلتزم الطفل استخدام لغة الجسم "الإيماءات" وفي أحسن الأحوال الإجابات القصيرة مثل "نعم ولا".
-
لا يحب أن ينظر إلى عين المتحدث، بل يسرق النظر متى ما شعر أن محدثه صرف نظره لمجرد التعرف على ملامح وجهه.
-
لا يجيد الحديث وإذا تكلم كان مرتبكاً وقلقاً أو متلعثماً في كلامه، وهنا على الوالدين والمعلمين والمعلمات عدم دفع الطفل للحديث كي لا تتحول الحالة من حاله خجل إلى حاله تلعثم.
خجل التفاعل مع الكبار
تابعّي المزيد: نرجسية الطفل: هل هي مسؤولية الآباء؟
- ويظهر هذا النوع بمرحلة المراهقة، خاصة عندما تظهر على الطفل تغيرات المراهقة الخارجية، فنجده يخجل من مواجهة الكبار من معلمين وجيران وضيوف.
- على الوالدين تجنب إجبار الطفل الخجول على السلام أو الحديث إذا لم يرغب في ذلك، ويفضل أن يستخدم الآباء التشجيع، بإعطائه مقابل محبب لنفسه كهدية أو ما شابه ذلك.
خجل الاجتماعات
- في هذه الحالة يلاحظ ان الطفل يأخذ شكل النفور من زملائه وأقاربه، وتجنب الحديث مع الآخرين والانعزال لوحده مع لعبته المفضلة.
- غالبا ما يفضل الطفل الخجول الجلوس والحديث مع أطفال اصغر منه سنا، مما يسبب القلق لوالديه اعتقادا بأن الأمر له علاقة بنقص في الذكاء.
- و الأطفال الخجولين دائما ما يتعرفون على الأطفال الذين يشابهونه في نفس الشخصية، ويستمرون معهم حتى يصلوا إلى عالم الرشد وتتغير شخصيته تدريجياً .
- وهناك خجل المظهر وحضور الاحتفالات والمناسبات؛ ويظهر عند ارتداء ملابس جديدة أو بعد تغيير تسريحة أو قصة الشعر، فيخجل الطفل ويفضل الانعزال والوحدة.