على هامش فعاليات الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب المقام في إكسبو الشارقة، والتي من المقرر أن تستمر حتى 13 نوفمبر الحالي، أقيمت جلسة حوارية بقيادة مجمع اللغة العربية بالشارقة، والتي كانت تتحدث عن مسيرة وإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أطلقت الـ17 مجلدات الأولى منه خلال حفل افتتاح الدورة من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وكان من أبرز الحضور في الجلسة التي أقيمت اليوم بعنوان «المعجم التاريخي، المسيرة والإجراءات والنتائج»، الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، والدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي للمعجم التاريخي، والدكتور بكري الحاج، رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، وأديرت الجلسة بواسطة الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي للمعجم التاريخي، بجانب حضور الدكتور عبدالحميد مدكور، الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية ومحمد حسين آل ياسين، رئيس المجمع العلمي العراقي.
وتم تسليط الضوء ومحاور الجلسة على الدور الذي لعبة حاكم الشارقة في الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مفهوم لغة الضاد، وتبني مبادرات لحمايتها والنهوض بها وتعزيز حضورها بين لغات الدول حول العالم، يٌذكر أن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية تأسس عام 1932، في نفس الوقت الذي تأسس به مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وصرح الدكتور صالح بلعيد، أن المعجم التاريخي كان بمثابة فكرة واجهت تحديات مثل النسيان وعقبات أخرى، حتى جاء عام 2016، وحرص حاكم الشارقة على إحياء فكرة المشروع من جديد بتأسيسه مجمع اللغة العربية بالشارقة، وأردف «بلعيد»، موضحًا أن التحدي الأكبر كان ينحصر في الكم الهائل من الألفاظ التي يجب إضافتها لتكون موارد هذا المعجم التاريخي، والتي تم تذليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك لاستيعاب الألفاظ العربية من عصر ما قبل الإسلام وانتهاءً بالعصر الحديث.
الجدير بالذكر أن اللجنة العملية للمعجم وضعت عام 2026، كموعد لتدشين المشروع في شكله النهائي أي ما يقرب من 70 مجلدًا، وقد أشار الدكتور «بكري الحاج»، أن مجمع اللغة العربية بالخرطوم، استطاع أن يشارك في إعداد البنية العلمية للمعجم التاريخي للغة العربية من خلال 40 محررًا متخصصًا عملوا على إفراز 300 من الجذور اللغوية التي اشتمل عليها المعجم والتي تعد بالآلاف، مؤكدًا على أن هذا المشروع يعد فخرًا لمحبي اللغة العربية.
وفي ختام الجلسة أشار الدكتور مأمون وجيه أن المرحلة الأولى من العمل شملت وضع المصادر التي تأسست عليها المدونة عن طريق تخزين محتوى تلك المصادر في قاعدة بيانات معلوماتية، يمكن خلالها جمع المعلومات عن الألفاظ، وأكد على أن المعجم يتتبع تاريخ ميلاد الكلمات ونموها عبر العصور.
وعن منهجية المعجم فهو يقوم على بنية هندسية يعالج من خلالها الأفعال ثم الأسماء مع الحرص على أن يمثل جميع الفنون العربية من علوم عربية وبلاغية وطب وهندسة وفلسفة وغيرها من العلوم التي استخدمت العربية أداة لتدوينها.