هل شعرت يوماً بأنَّك محاصر في ظروف خارجة عن سيطرتك؟، إذا كان الأمر كذلك، فربما تعاني من بعض المشاعر العاطفية.
والمشاعر كما تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لسيدتي جزء من الإنسان منذ ولادته. نحن كائنات حسية ويمكننا أن ندرك العالم من خلال أعضاء مختلفة من الحواس.
تثير الكثير من المحفزات مشاعرنا: نشعر بما نفكر فيه، بما نلاحظه، بما نستمع إليه، بما نشتمه، بما نلمسه أو بما نأكله.
*اقسام المشاعر
يمكن تقسيمها إلى سلبيات مثل (الحزن والخوف والعداء والإحباط والغضب واليأس والشعور بالذنب والغيرة) والإيجابية مثل (السعادة والفكاهة والفرح والحب والامتنان والأمل) ومحايدة مثل(الرحمة، مفاجأة).
وتعتبر المشاعر، هي التجارب الذاتية للعواطف. هذه هي التجارب الذهنية لحالات الجسم التي تنشأ عندما يفسر الدماغ المشاعر التي تظهر بمحفزات خارجية.
*المشاعر العاطفية المرتبطة بالماضي
-مشاعر الخوف المرتبطة بالطفولة:
قد تؤثر مشاعر الخوف المرتبطة بالماضي فيك الآن، وتعتقد بأنَّ كل فشل يحدث معك له علاقة بالماضي، ولا تفكر في تجاوز ذلك. لا تظهر مشاعر الخوف دائماً، ولا تتجلى بوضوح، وغالباً ما نستخدم الخوف كذريعة إلى عدم شعورنا بالثقة والتمسك بالأفعال التي تخفي الأمور الحقيقية.
-مشاعر الخوف النابعة من والد أو معلم متسلط:
التسلط هو المثير الأول لدوافع الكراهية والغضب لأنه يكون مقروناً بالقسوة فى المعاملة وهو سلوك لا يتفق مع حب وحنان الوالدين، فالابن الذى يشعر بالتسلط من قبل والده يتولد لديه الشعور بالاضطهاد والقهر ومن جراء هذه القسوة لا يمكن للابن أن يكون شخصية مستقلة ويظل يعانى سلوكاً قلقاً فى شبابه بين رغبته فى الاستقلال وبين تأثره بشخصية والده المستبدة التى كثيراً ما تترك أثارة على نفسه وعلى مستقبلة.
-التعرض للتنمر في الماضي:
يعد التنمر من المشكلات الاجتماعية ذات الخطورة العالية التي تواجهها المجتمعات، إذ تؤدي إلى كثير من المخاطر النفسية للأفراد.ويعتبر التنمر أحد أنواع الإساءة، سواء اللفظية أو الجسدية، وهو سلوك عدواني سيئ خاصة بين الأطفال في مرحلة الدراسة، التي تفرض فيها القوة على الطفل الضعيف أو الذي يعاني من مشكلة جسدية تجعله مختلفا عن الآخرين.
نصائح:
• عند تعرض الطفل إلى التنمر يجب التحدث معه بهدوء والتعرف على سبب التنمر وعدم إلقاء اللوم عليه.
• عليك بالتأكد من أنك تصدق رواية طفلك في كل ما يقوله، ويجب أن تخبره أنك ستساعده للتخلص من هذه المشكلة.
• الحديث مع المعلم بشأن الطفل الذي يتم ممارسة التنمر عليه داخل المدرسة للتعرف على الأسباب المؤدية إلى ذلك.
• تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين بدون التسبب لهم في إيذاء سواء كان لفظيا أو نفسيا أو بدنيا.
-مشاعر الكره الداخلية:
حيث إنّ كُره المرء لشخصٍ معيّن قد ينجم عن شعورٍ داخليّ بالخوف من شيء يمتلكه أو يقوم به الطرف الآخر وترفضه نفس المرء، أو تخشاه بشدّةٍ، وهي ظاهرة الدفاع المعروفة "بالإسقاط"، وتعني رفض المرء لما تكرهه نفسه، بسبب رغبته لأن يكون جيّداً، وبالتالي قد يُهاجم الطرف الآخر ويكرهه، بسبب توقعات نفسية وشخصيّة قد تكون غير صحيحة.
-مشاعر الغضب:
وهي الاستجابة العاطفية للإنسان نتيجةً لحدث خارجي أو داخلي قد يكون على شكل تهديد أو اعتداء أو ظلم، ويختلف شكل الغضب من شخصٍ لآخر اعتماداً على الطريقة التي تعلمها الشخص في كيفية التعامل مع هذا النوع من المشاعر ضمن عائلته والمكان الذي نشأ فيه، ففي الحين الذي يمكن لبعض الأشخاص أن يعبروا عن غضبهم على شكل بكاء يلجأ أشخاص آخرون للتعبير عنه بواسطة الصراخ، فيما قد يرغب البعض في الانطواء والانعزال.
هناك العديد من العوامل التي تُحفّز الشعور بالغضب لدى الإنسان، كالتجارب السابقة، أو مواجهته ليومٍ سيئ، أو تكرار خطأ ما للحد الذي يجعل صبره ينفد.
-الشعور بأنَّك غير محبوب:
هذا الشعور يجعل من يمتلك شخصية مرهفة إلى حد ما.. ما السبب الذي يجعلني غير محبوب من الكثير من الناس؟
ما من شك أن التعامل الدمث واللين من شأنه أن يجذب الآخرين مظهرين حبهم للمرء، لكن ما يخفى على الكثيرين أن إحساس المرء بعدم حب البعض له قد لا يكون بسبب أخطاء ارتكبها في حقهم، ولكن بسبب عدم قدرته على تقبل الأخطاء التي ارتكبوها هم فأدى لنفورهم منه.
-الشعور بأنَّك غير محظوظ:
هذا الشعُورُ يجعلنا دائما بالحاجة الفَورية للحُكم على الشّخص في الموقِف على أنه "محظوظ" أو "سيئ الحظ".
فيَحتاجُ الراوي في دماغنا إلى معرفةِ ما إذا كانَ الشيء "جيدًا" أو "سيئًا" حتى نعرفَ كيف نتفاعل معه، والأهمّ من ذلك، كيف نشعُرُ به.
تكمُنُ المشكلة في هذا في أنك تركِّب دائمًا مجمُوعَة من المَشَاعر التي لا يُمكنُك التحكّم فيها.ستشعر بالإرهاق التام طوال الوقت من تفسير الأشياء التي يبدو أنها تحدُثُ لك.