إن المناهج المدرسية غنية جداً وفعالة، مليئة بالأنشطة التي تكون شخصية رجل المستقبل، ومع ذلك، هناك بعض القواعد والآداب الأساسية التي يصعب تعليمها للأطفال في المدرسة. إن معرفة كيفية التصرف، وفهم ما هو الصواب والخطأ، أمر بالغ الأهمية للبقاء في هذا العالم التنافسي، والقاسي في بعض الأحيان. فعلاقة طفلك بما حوله هي طريقة تربوية تبدأ منذ أن يكون مولوداً، ليتمكن من التعامل مع من حوله، خصوصاً إذا اصطحبته إلى تجمّع كبير كموسم الرياض.
وجهة اليوم مع عائلتك إلى "قرية زمان"، الواقعة في حي غرناطة، شمال الرياض، حيث شرائح المجتمع وفئاته العمرية كافة، وتقدم فعالياتها المتخصِّصة في إبراز الحياة التقليدية السعودية وعناصرها المتعددة.
في هذه القرية التي تحاكي الأزمنة القديمة، غالباً ما تكون من عشاق كبار السن، الذين يشعرون بالحنين لكل ما هو قديم. قبل التوجه مع طفلك إلى مثل هكذا مكان، علّميه ما يلي:
1 – ضرورة دعوة الجد والجدة لزيارة هذا المكان معهم
هذه دعوة ستدخل البهجة إلى قلوب كبار السن، خصوصاً إذا جاءت من أحفادهم الصغار، فمرافقة الجد، خصوصاً إذا كان كبيراً في السن ومُقعداً تعلّم الطفل الحب والتسامح والاحترام، هي فرصة كي تكتشفي ما يدور داخل طفلك، وكيف سيتصرف، إذا قلت له: "أنت مسؤول عن رعاية جدّك اليوم"!
2 - علّميه كيف يجري محادثات لبقة
سيصادف في القرية فئات قد يكونون من كبار السن، عليه أن يكون لبقاً بسؤالهم عن معلومة هم أدرى بها منه، وهذا كله يندرج ضمن مهاراته الاجتماعية. علميه تقنيات إلقاء السؤال بأدب، قولي له: "أنت بهذا تعبّر عن نفسك، وعن التربية التي تلقيتها من أهلك، هكذا سيعرفك من تحاوره قبل أن يتعرّف على اسمك".
تعرّفي إلى المزيد: علامات تدل على أنكِ تفسدين تربية طفلكِ
3 – أن يكون مستمعاً ويبدي اهتمامه لأحاديث كبار السن
عندما يسأل كبيراً في السن قد يطيل من يقابله بالإجابة، خصوصاً إذا تحدّث عن حارة الدكاكين التي تتضمن الصناعات اليدوية مثل صناعة الفخار، والسدو، والخناجر، والخزف، وصناعة وتركيب دهن العود، وصناعة المجوهرات.
هنا يأتي الإنصات والمناقشة وجهاً لوجه أمراً بالغ الأهمية، مع مراعاة الطرف الآخر، علّميه ألا يقاطعه ويٌشعره أنه أطال الحديث، وذلك لإظهار الثقة واحترام الذات العالي. هذه أيضاً سمة شخصية رائعة، فهناك طرق كثيرة لطيفة للاستئذان.
4 - إدارة المهارات السلوكية
لا بد لابنك المراهق تحديداً، أن يمتلك القدرة على قراءة الظروف والتصرف وفقاً لمتطلبات الموقف فهذا أمر مهم. فكبير السن الذي يرافقكم، سواء كان الجد أو الجدة، قد لا يكشف عن رغيته، اتفقي مع ابنك مسبقاً أن يتوجه به إلى حارة الأطايب حي الأطباق الشعبيةً في أجواء تراثية متميزة، ومن ثم إلى حارة التكية ليجلس معه ويراقب متعته في تلك الأجواء الشتوية.
5 - المشاركة هي الاهتمام
إن فكرة مشاركة ما يمتلكه المرء هي سمة من سمات الإيثار واللطف، والتي يجب تعليمها للأطفال عندما يكونون صغاراً، وفي تجمع كهذا يتطلب منك شراء ما يطلبه الجميع، فإن تمتّع ابنك بأخلاقيات المشاركة، سيوفر عليك هذا الكثير، إضافة إلى أنه سيزرع الترابط بين الإخوة، وأبناء عمومتهم، إذا كانوا برفقتكم في هذه الرحلة الشيقة.
6 - الانفتاح على التنوع واحترام الثقافات كافة
في الوقت الحاضر، نتمتع بامتياز لقاء أشخاص من خلفيات وأعراق ومجموعات دينية مختلفة وغير ذلك. خصوصاً في تجمّع عالمي كموسم الرياض، حيث يلتقي أطفالنا بأناس جدد ينتمون إلى أجزاء مختلفة من العالم. ومع ذلك، من المهم أن يتم تعليم الأطفال الشمولية والقدرة على تقدير الناس من جميع مناحي الحياة. مهما كانت دياناتهم، أو لون بشرتهم.
تعرّفي إلى المزيد: متى تبدأ تربية الطفل؟
