هل شاهدتِ فيديو لمؤسّس ومدير شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ، فيما هو يفاخر بالسيطرة الكاملة على بيانات مليارات الأشخاص المسروقة؟! وهل تتذكرين المقطع المؤثّر الذي تعتذر فيه الشخصيّة الخياليّة من المسلسل الشهير "صراع العروش" Game of Thrones جون سنو على النهاية الكئيبة للعمل؟ في هذين المقطعين المزيفين، استخدمت تقنية حديثة نسبيًّا تسمّى بـ"التزييف العميق" أو Deep fake، وتعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي. فما هي هذة التقنية؟ وما هي أضرارها، وفوائدها؟ كيف تصنع؟ وهل من السهل اكتشافها؟
ما هي تقنيّة الـ"Deepfake"؟
"التزييف العميق"، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، هو شكل من أشكال "الذكاء الاصطناعي"، بحيث تستخدم الصور أو مقاطع الفيديو الحقيقية وتُحوّل إلى أخرى مزيّفة، وذلك من أجل هدف معيّن. يتحقّق ذلك من خلال برمجيات تجعل من الصعب التمييز بين الصور ومقاطع الفيديو الحقيقيّة وتلك المزيفة. كانت انتشرت هذه التقنيّة خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، إذ ذكرت شركة Deep Trace، في هذا الإطار، أنّها كشفت عن 1500 مقطع فيديو منتشرة عبر الإنترنت خضعت للتزييف العميق، وذلك في عام 2019، كما لاحظت أن هذا الرقم قد تضاعف خلال الأشهر التسعة التالية.
تابعوا المزيد: للمرة الثانية أبوظبي أذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أضرار التقنية.. وفوائدها
يرى الخبراء، حسب حسب صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، أن تقنيّة التزييف العميق تتسبّب بالضيق والإحراج والاستفزاز والتخويف للآخرين، وذلك عندما توظّف في السخرية التي قد تبدو مهينة في بعض الأحيان. كما يسأل البعض، الآتي: هل ستتسبب هذه التقنية في وقوع حوادث دولية كبيرة؟ وفي سياق ذلك، أعرب المتخصّصون عن قلقهم لانعدام ثقة الجماهير بعد انتشار هذه التقنية، والتي قد تعرفها شبكات التواصل الاجتماعي، ليُصبح من السهل إثارة الشكوك حول أحداث معيّنة.
بالمقابل، يرى بعض المتخصّصين الآخرين أن استخدامات تقنية التزييف العميق قد تتركّز على جوانب أخرى كتلك الترفيهيّة والتعليميّة، إذ من الممكن تسخير هذه التكنولوجيا في المعارض والمتاحف، من خلال عرض صورة مزيفة لأحد المشاهير حتى يستطيع الأشخاص التقاط صور ذاتية لهم معه، بخاصة مع أولئك الفنانين والمشاهير الذين رحلوا عن دنيانا. كما قد تستخدم التقنية في تحسين دبلجة الأفلام الأجنبيّة.
وثمّة أمر آخر يثير الجدل حول التقنية، هو جعل الممثّلين الراحلين يلعبون أدوار البطولة في بعض الأعمال! وفي هذا السياق، وتحديدًا في نهاية عام 2020 لجأ مسلسل "بلو بل لا في" الفرنسي إلى استخدام هذه التقنية من أجل تعويض غياب إحدى الممثلات بسبب مخالطتها بشخص مصاب بفيروس كورونا، من دون أن يتنبه المشاهدون إلى ذلك، حتى أولئك الأكثر شغفًا منهم بالمسلسل.
تابعوا المزيد: السعودية.. تمكين الشباب تعزيزاً لمسيرة التطور في الذكاء الاصطناعي
كيف تنفّذ تقنية التزييف العميق؟
من الصعب تنفيذ التقنيّة المعقّدة المذكورة على جهاز كُمبيوتر عادي، بل هي تتطلّب جهاز كمبيوتر سطح المكتب ذا المعالج الرسومي القوي حتى يقلّ وقت معالجة الصور والفيديوهات، من أيّام وأسابيع إلى ساعات. أضف إلى ذلك، هناك الكثير من الأدوات المتاحة للتزييف العميق؛ في هذا الإطار، تصدر شركات عدة برامج وتطبيقات تدعم هذه التقنية، منها: Zao التطبيق الصيني الذي لاقى انتشارًا واسعًا. علمًا أنّه يسهل اكتشاف التزييف العميق ذي الجودة الرديئة، إذ قد يكون تزامن الشفاه سيئًا أو لون الجلد غير متناسق، وهناك وميض حول حواف الوجه، أو تجاهل لبعض التفاصيل، مثل: لون وشكل الأسنان أو المجوهرات، أو تأثيرات الإضاءة الغريبة، مثل: الإضاءة غير المتسقة والانعكاسات على القزحية. إشارة إلى أنّه يكثر المحترفون في المجال؛ في هذا السياق، اكتشف باحثون أميركيون في عام 2018م. أن الوجوه في التزييف العميق لا تومض بشكل طبيعي، وبدا الأمر ثغرة في التقنية ليسهل الكشف عنها، إلّا أن أعمالًا لاحقة ظهرت متجاوزة ذلك أي جعلت وميض العين واضحًا في الوجوه بعد ذلك. لذا، يسعى العديد من الحكومات والجامعات وشركات التكنولوجيا والأبحاث إلى محاولة التقصي عن الـdeepfake لإدراك أبعاده.
تابعوا المزيد: أونيكس تطرح لاب توب بشاشة حبر لتدوين الملاحظات