أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسمياً بدء عمل مونيكا ستاب مدربةً لمنتخب كرة القدم للسيدات، لتصبح أول مدربة في تاريخ منتخب السيدات السعودي، حيث ستشرف على تشكيلته وستختار لاعباته.
وتُعد المدربة الألمانية من رائدات تطوير كرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم، وتحمل رصيداً واسعاً من الخبرات المتنوعة في عالم كرة القدم الاحترافية وتدريب المنتخبات الوطنية وإدارة الأندية وشغل المناصب التنفيذية رفيعة المستوى.
وحظي مشهد كرة القدم النسائية في السعودية بزخم متزايد، لا سيما بعد تأسيس أول إدارة متخصصة لكرة القدم النسائية عام 2019 تحت إشراف أضواء العريفي عضو مجلس الإدارة السابق وبقيادة لمياء بن بهيان، اللاعبة الهاوية السابقة والمحامية المعتمدة وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ومنذ تعيينها الشهر الماضي، حرصت ستاب على دراسة جميع جوانب منظومة كرة القدم السعودية عن كثب، إذ زارت المنتخب الوطني لكرة الصالات وأندية كرة القدم النسائية المجتمعية القائمة، كما اجتمعت مع مدربات كرة القدم السعوديات المعتمدات، وأشرفت على الجوانب الفنية لمركز الرياض التدريبي الإقليمي لليافعات.
والتقت ستاب بالأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وإبراهيم القاسم الأمين العام ، وإيوان لوبيسكو المدير الفني للاتحاد، وأيضاً عبدالله حماد مدير عام معهد إعداد القادة ورئيس أكاديمية مهد الرياضية، وأخيراً هيرفي رينارد، مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
وتعليقاً على الخطوة التاريخية بتعيين مونيكا ستاب مدربة للمنتخب الأول للسيدات، قالت لمياء بن بهيان، مديرة إدارة كرة القدم النسائية وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم: "بدأنا رحلة مشوقة نحو تطوير كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية، ونسير بخطى ثابتة وفق استراتيجية تطوير طموحة نتشارك فيها جميعا الشغف والطموح والهمة للارتقاء بكرة القدم النسائية والوصول بها لأعلى المستويات. وبلا شك، يحظى القطاع الرياضي باهتمام ودعم كبيرين تحت الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين، وهذا الدعم اللامحدود ينبئ بمستقبل مبشر وواعد لكرة القدم النسائية. كما أن اهتمام وزارة الرياضة المباشر لملف كرة القدم النسائية بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، له دور أساسي في وضع وبناء الأسس المتينة لتنمية وتطوير كرة القدم النسائية. وكنتيجة أولية لهذا الدعم، تم إنشاء إدارة مختصّة بالإشراف على كرة القدم النسائيّة في الاتحاد السعودي لكرة القدم في شهر سبتمبر 2019 وأصبحت الآن كرة القدم النسائية ركيزة أساسية من ركائز استراتيجية تحول كرة القدم السعودية التي أطلقها الاتحاد السعودي لكرة القدم في سبتمبر 2021 بقيادة رئيس الاتحاد ياسر المسحل".
ويعتبر تعيين ستاب خطوة رائعة للمساهمة في تطوير رياضة كرة القدم النسائية في السعودية، إذ تعد ستاب واحدة من أبرز الشخصيات الداعمة لكرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم ولديها كثير من الخبرات والتجارب الثرية في مجال تدريب كرة القدم تمتد إلى 14 عاماً وتشمل 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وساهمت في تعزيز جهود تطوير كرة القدم النسائية في تلك الدول. ولا يقتصر تعيين ستاب على فقط تأسيس وتطوير وقيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات، بل ستساهم ستاب في تأسيس وتطوير ورفع أعداد المدربات السعوديات المرخصات والاشراف عليهن، كما ستتولى ستاب مسؤولية الإشراف الفني على مراكز التدريب الإقليمية لليافعات.
من جانبها، عبرت ستاب عن سعادتها بالانضمام إلى جهود السعودية في تطوير كرة القدم النسائية، وقالت: "قد لا يدرك الأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة المملكة أهمية هذه الفرصة، التي أعتبرها واحدة من أكثر الفرص حماسة في عالم الرياضة، وأفتخر بحصولي على شرف قيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات في المملكة العربية السعودية. ويتمتع السعوديون رجالاً ونساءً وبمختلف أعمارهم بشغف كبير لكرة القدم، إذ تُشكل الرياضة محوراً يجمعهم ويقرب بينهم. وشعرت بهذا الشغف الحقيقي للعبة منذ زيارتي الأولى للمملكة. كما أجد رصيداً هائلاً من الطاقة والأمل والحماس وهو ما يحفزني بشكل شخصي. وتزخر المملكة برصيد هائل من المواهب، إذ يُشكل الشباب تحت سن الـ25 شريحة كبيرة من تعداد سكان الدولة، ما يتيح لنا فرصة هائلة لاستكشاف لاعبين يافعين ورعاية مواهبهم".
وتابعت قائلة: "لاحظت اعتماد المملكة لاستراتيجية طويلة الأمد في هذا الصدد. ولذا، أرى أنّ جميع العناصر المطلوبة لنجاح مساعينا متوفرة، فنحن لا نُحاول الترويج لكرة القدم من نقطة الصفر، إذ أن لا حاجة لنا لذلك، فهي متغلغلة بالفعل في قلوب الناس هُنا، ويعتبرونها رياضتهم الوطنية. وأمّا الآن، فنحن أمام خطة واضحة وفرصة لاغتنام هذه الإمكانات وإعادة رسم ملامح هذه الرياضة في المملكة. وأنا فخورة ومتحمسة لتأدية هذا الدور المتواضع في رحلة واحدة من الدول التي تُسجل أسرع معدلات النمو في القطاع الرياضي في العالم".