الإبداعُ جزءٌ لا يتجزَّأ من طبيعة الإنسان، لكن تطوير هذا الإبداع، والقدرة على إظهاره، غالباً ما يقعان ضحيةَ الأفكار السلبية، وانعدام الثقة بالنفس، والقلق من المستقبل، وتصبحُ الشكوكُ أكبر، والمخاوفُ أعظم إذا ما تطلَّب حلم الابتكار التخلِّي عن وظيفةٍ آمنة.
لابدَّ إذاً من استجماعِ الأفكار الشجاعة التي تجعلنا نتعلُّم من الخوف، وتصوُّرِ المستقبلِ بعد أعوامٍ طويلةٍ دون تحقيق الحلمِ، هل ستكونُ الوظيفةُ حينذاك تستحقُّ التخلِّي عنه؟
أفردنا لكم في هذا العددِ موضوعاتٍ متنوِّعةً، تعزِّزُ مفهوم الجرأة على التفكير خارج الصندوق، حيث استضفنا خلال الأسبوعِ الثاني من فعاليات بيت سيدتي الزجاجي في بوليفارد رياض سيتي شخصياتٍ نسائيةً ملهمةً، اتَّبعن شغفهن، ومضين في مسارِ تحقيق أحلامهن في مجالاتٍ مختلفة. أخبرتنا الشابةُ السعودية بسمة التويجري، الناشطةُ في مجال التطوع، عن شغفها بنشر ثقافة الإحسان، الذي دفعها إلى إطلاق مبادرة "رد الجميل"، وألحقتها بتأليف كتابٍ بعنوان "من المجتمع للمجتمع" للتعريف بالمبادراتِ المجتمعية الخيِّرة، والجنودِ المجهولين الذين يقفون وراءها.
يضمُّ العدد كذلك ملفاً، نحتفي من خلاله باليوم الوطني العماني الـ 51. التقينا بشخصيةِ الغلاف السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد، التي كرَّست حياتها للتوعية بالصحة العقلية، وحقَّقت حلمها بتأسيس أوَّل عيادةٍ نفسيةٍ في سلطنة عُمان. ونستكملُ بتسليط الضوء على شخصياتٍ لافتةٍ، منها فاطمة النبهاني، لاعبةُ التنس وأوَّل خليجيةٍ تدخل التصنيف الدولي للعبة، والمحامية ريم الزدجالية، العضوة في إدارة جمعية المحامين العُمانية، التي سعت إلى وضع بصمةٍ نسائيةٍ في عالم القانون بعد أن كان حكراً على الرجالِ فترةً طويلة.
أيضاً تجدون تحقيقاً شبابياً عن الميول نحو العمل الحر في مجالاتٍ إبداعية، مثل الموسيقى، والفنون، والجمال، مع شبابٍ وشاباتٍ شاركونا تجاربهم في مراحل تحويل هواياتهم إلى مشروعاتٍ صغيرةٍ بالتخطيطِ، واتِّباعِ الحدس، وخوضِ المغامرة.