يؤكد علماء التربية وأساتذة اللغة أن الطفل في سنواته الأولى أشبه بقطعة الإسفنج السريعة الامتصاص؛ للعادات والكلمات والسلوكيات التي يعيش وسطها، وتتكرر أمامه؛ حيث يملك الطفل مقدرة كبيرة على الاستيعاب والتعلّم بسرعة كبيرة، ولهذا يجب البدء بتعليمه وتأسيسه لغويّاً في المراحل المُبكرة من عمره، وخاصة في فترة ما قبل دخول المدرسة، وتعلم نطق الحروف العربية- موضوعنا- له طرق كثيرة. اللقاء والدكتورة نادية مصطفى أستاذة التربية بكلية حلوان للشرح والتفصيل.
التعليم في الصغر..نقشٌ على الحجر
- الآباء الذين يهتمون بتعليم الطفل وغرس بعض السلوكيات الإيجابية في سن مبكر، وهذا من شأنه سيولد لديه ثقة أكبر بشخصيته وقدراته.
- ما يساعده على التفاعل بشكلٍ أسرع وأفضل مع دروس الصفوف الأساسيّة الأولى.
- قدرة طفل في السادسة من عمره على تعلم لغة جديدة تكون أسرع وأقوى من قدرة شخصٍ بالغ بعمر الثلاثين؛ لأنّ خلايا دماغ الطفل أكثر مرونةً وقدرة على تخزين المعلومات من خلايا دماغ الشخص البالغ.
- لابد من تعليم الطفل منذ بداية كلامه على نطق لفظ الحروف بشكلٍ صحيح، لأنّ التعليم بشكلٍ غير صحيح سيؤدّي إلى استخدام الطفل هذا اللفظ طوال حياته، ومن الصعب جداً تعويده على اللفظ الصحيح فيما بعد.
- وهو ما يوصف أحياناً.. اللّدغ بالحرف، وهذا الأمر قد يكون قابلاً للتصحيح عن طريق التمرين المُستمر للطفل على لفظ هذا الحرف؛ ويتم بإعطائه جملاً تحتوي عليه وترديدها بشكلٍ مُستمر إلى أن يتقن اللفظ.
- ومن الأمثلة: لفظ حرف الراء على أنّهُ حرف الواو، وأيضاً لفظ حرف الشين أو السين على أنّهُ حرف الثاء كلفظ كلمة " شمس" على أنّها "شمث" أو "سمس" وغيرها من الأمثلة.
تعرّفي إلى المزيد: في اليوم العالمي للطفل.. تعرفي كيف تنمين مهاراته
طرق كثيرة لتعليم نطق الحروف العربية
- التعلم بالإشارة إلى الأشياء من محيط الطفل؛ فمثلاً حرف الشين مثل شجرة، حرف الدال دب وغيرها، وطريقة أخرى هي وضع برامج الأطفال التعليميّة التي تزخر بها قنوات الأطفال.
- هناك برامج تعليميّة تثقيفيّة مُتعدّدة على مواقع الإنترنت وعلى أقراص الحاسوب يمكن تحميلها كي يتعلم الطفل من خلالها الحروف.
- ومن الطرق التقليديّة الأخرى مكعبّات الأطفال التي يوجد على جوانبها الحرف ورسومات لأشياء، تبدأ بهذا الحرف، وهكذا يمكن لطفل التعلم والاستمتاع ببناء الأبراج بالمكعبّات.
- ولا يمكن التغاضي عن قدرة الألعاب على تعليم الطفل الحروف والكلام وغيرها، فقد قام مصممو الألعاب بتصميم ألعاب قادرة على الكلام أو على الغناء بلغات مختلفة بمجرد تغيير القرص.
- وكذلك هناك ألعاب شبيهة بجهاز الكمبيوتر لديها نفس القدرة؛ لوحة مفاتيحها تحتوي على أزرار مرسوم عليها الحروف والصور، وبمجرد الضغط عليها يلفظ الجهاز الحرف أو يلفظ اسم الصورة.
- يمكن قراءة قصص الأطفال المتنوّعة قبل نوم الطفل؛ لأنّ أهميّة ذلك تتعدّى فقط كونها وسيلة لجعل الطفل ينام بشكلٍ أسرع، فهذه الطريقة تساعد الطفل على تعلّم الكلمات بشكلٍ أسرع.
المعدل الطبيعي لكلام الطفل
- لا بُدّ للأهل التنبّه من قدرة الطفل على الكلام والاستماع في سنٍ مبكرة، فمثلاً المعدل الطبيعيّ لعمر الطفل عندما يبدأ في الكلام تكون في مرحلة عمر السنة، أو قبل ذلك أو بعده ببضعة أشهر بحسب الطفل.
- وإذا تأخّر فلا بُدّ من أخذ الطفل إلى طبيب يحمل تخصص أذن وأنف وحنجرة، للكشف عن قدرات الطفل السماعيّة والكلاميّة، وانه لا يعاني من أيّة مشكلة في حاسّتي السمع والنطق.
- ما يعني أن الطفل خجول أو أنّ قدراته على التعلّم أبطأ من غيره من الأطفال، وهنا يمكن محاولة تخطي هذه المشكلة بمحاولة إخراج الطفل من حالة الخجل؛ بجعله يختلط بشكلٍ أكبر مع أقرانه.
-
التنبه لقدرات الطفل على التكلم
- كما يمكن إحضار كتب مدرسيّة لمادة اللغة العربيّة، وخاصة مادة القراءة لمراحل الصفوف الأساسيّة ومحاولة تعليم الطفل الكلام بالإشارة إلى الصور وإلى الحروف ونطقها.
- أو بإحضار كتب التلوين التعليميّة التي يوجد بها حروف وأشكال وصور وغيرها، وإذا لم تفلح هذه الأساليب فيجب عندها محاول اللجوء إلى خبراء ومختصين في النطق حتى يتخطى الطفل هذه المشكلة.
- يجب عدم إرهاق الطفل عند محاول تعليمه الحروف حتى لا يتعب ويفقد رغبته في التعلم، في النهاية لا يعرف أحد طبيعة وشخصيّة الطفل أكثر من والديّه.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح يجب إتباعها عند بلوغ طفلِك فترة المراهقة
تحذيرات للآباء عند تعليم الطفل
- يجب ألّا يصدّا أسئلة الطفل وفضوله بل محاولة إجابته إجاباتٍ وافية وبسيطة، متناسبة مع مرحلته العمريّة وتشجيع الفضول الإيجابيّ لديه، وتشجيعه على الاستفسار عمّا لا يعرفه من الأمور.
- ما يساعده على تنميّة شخصيته وعقليته ومهاراته الاجتماعية، وعلى التعلّم عن طريق الفهم لا عن طريق الحفظ، وهذا أفضل نوع من أنواع التعلم، والطفل سيكون دائم البحث والاستفسار عمّا حوله من الأشياء.
- تعليم الأطفال منذ العام الثاني تعد أصعب المراحل؛ فهي المرحلة المؤسسة لمستقبل الطفل التعليمي، حيث إنّه قد يتعلّم ويحب العلم ويتعلّق به، ويصبح من الشغوفين بالتعلم وزيادة المعرفة.
- وقد يحدث معه العكس بأن يكره العلم وينفر منه وهو ما يحطّم مستقبله التعليمي، وكل هذه الأمور تقع على عاتق الوالدين منذ البداية.
- يجب على الوالدين الابتعاد عن مقارنة مستوى تعلم طفلهما بغيره من الأطفال ممن هم في عمره، ومحاولة إشعاره بالفرق.
قواعد لتعليم الطفل نطق الحروف
- التحدث معه بلغة سليمة وبحروف واضحة منذ العام الأول من عمره والاستمرار معه على نفس النهج والابتعاد عن نطق الحروف بغير اللهجة الصحيحة من أجل تدليل الطفل.
- محاولة قراءة القصص والكتب أمام الطفل وعلى مسمعه حتى لو كان لا يستطيع فهم ما حوله وما يعني ما تم قراءته له، ولكنه يخزن بعض الحروف والكلمات.
- استخدام الصور التي تحتوي على الحروف والأشكال التي تدل عليها، فيربط الطفل لفظ ما شاهده على الصورة بالحرف الموجود عليها، ومحاولة تشجيعه على إخراج الحروف المتشابهة وهكذا.
- طباعة الحروف بخط واضح وكبير على بطاقات ثم الطلب من الطفل استخراج الأحرف المتشابهة، رسم الحروف على الأرض في مساحة واسعة ثم تشجيع الطفل على الوقوف فوق الحرف الذي تلفظه له.