يُعرف التفكير الإيجابي بأنه حالة ذهنية تعمد إلى توقع الأشياء الجيدة على الدوام، واستثناء الأشياء السلبية والسيئة من النتائج المتوقعة، كما يُعرف بأنه القدرة على خلق الأفكار ونقلها إلى حيز التنفيذ، وتسعى هذه الطريقة من التفكير إلى إسعاد الإنسان وجعل حياته أكثر إنتاجية، وهو ما يقود بطبيعة الحال إلى تحسن في الصحة العقلية والجسدية، ويحظى التفكير الإيجابي بالكثير من الشعبية بين الناس، وذلك يرجع إلى أهميته في حياتهم، بالإضافة إلى أن كثيراً من الناجحين يفيدون بأن سبب نجاحهم الأساسي هو التفكير بطريقة إيجابية، فالشخص الذي يواجه الحياة بإيجابية عادة ما يصبح ناجحاً على المستويين العملي والشخصي.
تقول الدكتورة دينا حسن خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: يساعد التفكير الإيجابي في التعامل مع الضغوط، كما يمكنه تحسين صحتك. وتظهر بعض الدراسات بالفعل أن سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثِر في عدة مناطق من صحتنا وعافيتنا. ويُعد التفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءاً أساسياً من التحكم في التوتر الفعال. ويصحب التحكم في التوتر الفعال العديد من المزايا الصحية. إذا كنت تميل للتفكير المتشائم؛ فلا داعي لليأس، لأن بإمكانك أن تتعلم مهارات التفكير الإيجابي.
*فهم المقصود بالتفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي لا يعني محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الأقل متعة؛ فالمقصود بالتفكير الإيجابي أنك تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية. تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ. ويبدأ التفكير الإيجابي دائماً بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. يكون بعض حديثك مع النفس نتاجاً للعقل والمنطق. وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتجاً عن مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات.
إن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية؛ فسوف تكون نظرتك للحياة على الأرجح متشائمة. وإن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية؛ فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي إنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.
*التصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلاً
- حدد الجوانب التي يمكن تغييرها
إذا كنت تريد أن تصبح أكثر تفاؤلاً ويكون تفكيرك أكثر إيجابية؛ فحدد أولاً جوانب الحياة التي تفكر فيها بطريقة سلبية عادةً، سواء أكانت العمل أو الانتقالات اليومية أو علاقاتك. يمكنك البدء بشكل بسيط من خلال التركيز على أحد الجوانب؛ كي تفكر فيها وتتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية.
- قيِّم نفسك
توقف وقيِّم ما تفكر فيه بشكل متكرر خلال اليوم. وإذا وجدت أن أغلب أفكارك سلبية؛ فحاول إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.
-كن منفتحاً للمزاح
أعطِ نفسك الإذن للابتسام أو الضحك خاصة في أثناء الأوقات العصيبة. ابحث عن المرح فيما يحدث كل يوم. حينما تضحك من الحياة، ستشعر بتوتر أقل.
- اتبع نمط حياة صحياً
اهدفْ إلى ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريباً في معظم أيام الأسبوع. ويمكنك أيضاً تقسيمها على تدريبات مدة كل منها 10 دقائق خلال اليوم؛ فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابياً في مزاجك وتخلصك من التوتر. اتبع نظاماً غذائياً صحياً لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك. وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.
- خالط الأشخاص الإيجابيين
تأكد من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة. وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشك في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية..
- الفكاهة
إن الضحك والفكاهة يجعلان الإنسان أقل عرضة لخطر الاكتئاب والقلق وغيرها من الأزمات النفسية؛ لذا فإن ممارسة الضحك من وقت إلى آخر تجعل الإنسان أكثر إيجابية، فالضحك يحسن مزاج الإنسان ويعزز من تقديره لنفسه وثقته بها، ويعتبر الضحك مفيداً جداً خاصة في المواقف العصيبة؛ فهو يساعد على التقليل من حدتها ووطأتها على الإنسان ويجعلها تبدو أقل صعوبة وتعقيداً مما تبدو عليه.
- التحدث إلى النفس بإيجابية
يعتبر تحدث الإنسان مع نفسه بإيجابية من أهم الخطوات التي تجعل تفكيره إيجابياً شيئاً فشيئاً؛ فالحديث مع النفس يؤثر في الإنسان أكثر من أي شيء آخر، وذلك لأن سلطة الإنسان على نفسه وتأثيره فيها أكبر من تأثير الآخرين، فالأفكار والكلمات التي يوجهها الإنسان لنفسه تتحول إلى مشاعر ترافقه على الدوام، وتعتمد نوعية هذه المشاعر والتصورات على نوعية كلامه لنفسه، فعندما يجد الإنسان نفسه يتحدث بطريقة سلبية معها فإنه يجب عليه أن يتوقف فوراً وأن يعدل هذه الأفكار بأخرى إيجابية، فبدلاً من إلقاء اللوم على النفس فإنه يمكنه تحفيزها على المحاولة من جديد وتحسين النتائج عن طريق تحسين الجهد المبذول بدلاً من جلد النفس على ما ضاع.
- عدم تقليص النجاح
يعمد الكثير من الناس إلى تقليص نجاحاتهم والتقليل من إنجازاتهم، وهو ما يجعلهم يشعرون بالسوء حيال أنفسهم؛ ما يؤدي بطبيعة الحال إلى توفير بيئة ملائمة للأفكار السلبية، فتقدير النجاح الشخصي والشعور بالفخر يؤدي إلى تطوير أساليب التفكير الإيجابي في عقل الإنسان، وهو ما يؤدي به إلى الشعور بسعادة أكبر وتقدير الحياة التي يعيشها؛ ما يدفعه إلى مزيد من السعي لتحقيق الأهداف التي ينشدها في الحياة.