التعرف إلى المواهب الكامنة لدى الأطفال خطوة أساسية لوضعهم على المسار الصحيح. تتنوع الدلالات التي تشير إلى وجود موهبة مميزة لدى الطفل، قد تكون مهارات فريدة في الفنون مثل الموسيقى والرسم، أو إمكانات واعدة في الرياضة، أو معدل ذكاء عال يظهر في الفضول للمعرفة وطرح الأسئلة القاطعة، أو القدرة البارزة على القيادة.
الوعي بأهمية تنمية المواهب منذ الصغر ورعاية الموهوبين نهج لابد أن يتكاتف المجتمع في العمل عليه؛ لخلق بيئة حاضنة بدءاً من الأسرة، مروراً بالمنشآت التعليمية ووصولاً إلى الجهات المعنية من مراكز وهيئات لتقديم الدعم والتدريب اللازمين لوضع المواهب على المستوى العالمي.
مارس بطل التنس العالمي روجر فيدرير، كرة القدم والتنس منذ الثامنة في عمره، وتميز بشكل خاص في كرة المضرب بعمر الحادية عشرة؛ ليصبح ضمن أبرز ثلاث مواهب ناشئة في التنس في سويسرا، وفي عمر الثانية عشرة، ركز على كرة المضرب فقط دون غيرها من الرياضات. في سن الرابعة عشرة، أصبح فيدرير البطل الوطني للناشئين في سويسرا، وتم اختياره للتدريب في المركز الوطني السويسري للتنس في Ecublens.
الموهبة وحدها لم تكن كافية ليصبح فيدرير أحد أعظم اللاعبين في تاريخ التنس، فقد تضامنت الجهود لوضعه على الطريق منذ سن مبكرة، فمارس التدريب الاحترافي المكثف بشكل أسبوعي، وخضع إلى جلسات استشارة نفسية لخلق التوازن بين عنفوانه الثائر في عمر المراهقة، والهدوء ورباطة الجأش اللازمين لمواجهة الضغوط وتحقيق الانتصار.
تجدون في صفحات العدد لقاء مع رئيسة الاتحاد السعودي للتنس أريج مطبقاني، التي حدثتنا عن أجندتها للنهوض برياضة التنس بقولها: "تم وضع خارطة طريق تشمل كل عناصر اللعبة، من ملاعب وإدارة وأجهزة فنية وتدريبية على مستوى عال، والتعاقد مع خبير تنس دولي ليكون رئيساً للمدربين، تشمل مهامه الرئيسة اكتشاف المواهب السعودية الواعدة، وتخصيص برنامج تدريبي مطور يهتم بالمواهب الصغيرة، ليكونوا نواة لمنتخبات السعودية للتنس".
كما أعددنا لكم ملفاً عن تنمية مواهب الأطفال، يتضمن لقاءات مع مستشارين ومختصين في مجال تنمية المواهب لدى الأطفال من بلدان مختلفة في العالم العربي. أخبرتنا الدكتورة مأمن محمود من مصر، وهي اختصاصية في تنمية المواهب، بأن تشجيع الأسرة يخرج موهبة الطفل الكامنة، ويتحقق ذلك بحرص الآباء على قضاء أوقات طويلة مع الأطفال لمعرفة طرق تعبيرهم ومؤشرات مهاراتهم الفطرية.