للصداقات تأثير كبير على صحتك وعافيتك والتصدي لمشاعرك؛ خاصة السلبية؛ فهم يمثلون حائط صد ضد الشعور بالوحدة ويوفرون في الوقت ذاته فرصة لتقديم الرفقة اللازمة، لكن ليس من السهل دائماً اكتساب أصدقاء جدد والحفاظ عليهم؛ فاحرصي على فهم أهمية الصداقة في حياتك، وما يمكنك فعله لتطوير وإثراء الصداقات.
ترى الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»، أنك يجب أن تحرصي على الاقتراب من البيئات الصالحة واستفيدي من الأنشطة الخاصة وأنشطة التعرف على الآخرين لاكتساب أعضاء جدد، وفوق كل هذا، كوني إيجابيةً دائماً.. قد لا يصبح كل من تقابلين صديقاً لك، ولكن الحفاظ على مواقف وسلوكيات الصداقة قد يساعدك في تحسين علاقاتك في حياتك، ويلقي بذور الصداقة مع معارف جديدة.
* إثراء صداقاتي
إن إقامة صداقات جيدة والحفاظ عليها، عملية تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء؛ ففي بعض الأحيان تجدين نفسك أنك أنت التي تقدمين الدعم لغيرك، وفي أحيان أخرى تكونين أنت التي تتلقى الدعم من غيرها.. إن نجاحك في أن تثبتي لأصدقائك أنك مهتمة بهم وأنك تقدرينهم، يساعد في تقوية الروابط بينكم.. وكما أنه من المهم لك أن تكوني صديقةً جيدةً لغيرك؛ فكونك تحيطين نفسك بأصدقاء طيبين لا يقل أهمية.
لإثراء صداقاتك:
• تقبلي نفسك
ابدأي بزرع صورة ذاتية لنفسك تتسم بالصحة والواقعية.. ابذلي ما تستطيعين لغرس الشعور بتقديرك لذاتك عن طريق الاهتمام بنفسك، اتبعي نظاماً غذائياً صحياً واجعلي للأنشطة البدنية نصيباً من روتينك اليومي؛ فالشعور بعدم الثقة والنقد الذاتي الدائم، قد يقطع الطريق على إقامة صداقات محتملة.
• تقبلي الآخرين
لا تحكمي على تصرفات الآخرين.. امنحي أصدقاءك مساحة للتغيير والظهور وارتكاب الأخطاء.. شجعي أصدقاءك على التعبير بأريحية عن عواطفهم.. لا تحطي من قدر الآخرين أو تستخفي بأفكارهم أو مشاعرهم.
• كوني إيجابيةً.. فكري في الصداقة على أنها حساب بنكي عاطفي؛ فكل فعل يدل على حسن الخلق وكل تعبير عن قبول الآخرين عبارة عن ودائع تودعينها في هذا الحساب، بينما النقد والسلبية يشبهان السحب من هذا الرصيد، والشكوى التي لا تتوقف تمثل ضغطاً على الصداقة.
• تجنبي المنافسة
لا تدعي الصداقة تتحول إلى معركة تدور رحاها حول من يملك مالاً أكثر أو من يتمتع بمنزل أجمل، لكن بدلاً من ذلك، أظهري إعجابك بمواهب أصدقائك واحتفي بحظهم الطيب.
• أظهري اهتمامك بالآخرين
احرصي على معرفة ما يحدث في حياة أصدقائك، واجعلي أفعالك وأقوالك تثبت لصديقتك أنك تولينها اهتماماً خاصاً من خلال التواصل البصري، ولغة الجسد وإبداء التعليقات المختصرة بين الفينة والفينة مثل: "هذا ممتاز".. عندما يشاركك أصدقاؤك تفاصيل أوقاتهم العصيبة أو تجاربهم الصعبة، شاركيهم بوجدانك، لكن لا تبدأي بإبداء النصح حتى يطلب أصدقاؤك ذلك.
• احترمي الحدود
حافظي على سرية أية معلومات شخصية يبوح لك بها أصدقاؤك.. لا تحاولي طرح أسئلة تبعث على ضجر أصدقائك.. تذكري أن الباب مفتوح دوماً لإقامة صداقات جديدة أو استعادة صداقاتك القديمة، وقد يكون الربح من استثمار الوقت في إقامة صداقات وتقوية صداقات هو أن تنعمي بصحة أفضل وتبدين بمظهر أكثر إشراقاً لسنوات قادمة.
* كيفية التحكم بمشاعرك عند الغضب
يحدث الغضب بسبب الضغوطات التي نتعرض لها في العمل أو المنزل، وقد يكون بسبب ارتفاع هرمونات الجسم عن المعدل الطبيعي، وتوجد بعض الطرق التي يمكننا من خلالها التحكم في مشاعرنا:
- يوضح لك الأصدقاء أنك لا تلقين اللوم على غيرك بأنه هو السبب في كل شيء؛ بل أنك أنت أيضاً سبب في ذلك؛ لأن طريقة اللوم وعتاب الآخرين باستمرار تجعلك متوترة أكثر.
- كما يظهر لك من خلال الأصدقاء أنك لست أنت الضحية دائماً أو أنك المظلومة في كل المواقف؛ بل فكري بطريقة إيجابية يمكن من خلالها تغيير سلوكك إلى الأفضل.
- التعرف على مشاكل أصدقاء تجعلك تأخذين المشاكل والمواقف السلبية ببساطة، وأن تقنعي نفسك بأن كل المشاكل مهما كانت معقدة؛ فإنها سوف تنتهي؛ فحاولي أنت إنهاءها بشكل هادئ.
- يجعلك أصدقاؤك لا تقللين من الآخرين ولا تسخرين منهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى الحوار الهدام؛ فإن الاحترام المتبادل يقلل من تعرضك لمشاكل أو ضغوطات.
- يساعدك أصدقاؤك على الاسترخاء لبعض الوقت، بتعريفك ممارسة تمارين التنفس العميق، وتخيل بعض الذكريات الجميلة والمواقف التي تعطيك شعوراً بالسعادة.
- يعلمك أصدقاؤك إذا كان الغضب لا يمكنك السيطرة عليه أو التحكم في مشاعرك أو انفعالاتك، بضرورة استشارة الطبيب المتخصص أو شخص تشعرين بالراحة عند الحديث معه.