مازالت الحوادث المرتبطة بالتسمم تشكل نسبة عالية جداً من الوفيات في مرحلة الطفولة؛ نظراً لأن الاستكشاف واللعب في كل ما هو ممنوع ومخفي عن الأنظار أمرٌ طبيعي عند الأطفال، ويمثل جزءاً من تطور الشخصية؛ حيث يقومون بالتعرف إلى كل ما يحيط بهم؛ فيلمسون الأشياء ويلعبون بها، يفتحون العلب والصناديق والخزائن المغلقة، ويضعون كل ما يجدونه في أفواههم؛ تقليداً للآخرين في تصرفاتهم، وما يشمل هذا من ابتلاع أقراص دواء أو استنشاق لمواد سامة أحياناً، أو تعرض جلودهم لمواد سامة، وقد يحدث التسمم أيضاً بسبب تناول جرعة دواء خاطئة أو تناول دواء خطأ، وأياً كان سبب التسمم فهناك أعراض وهناك طرق للوقاية أيضاً. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري لمزيد من الشرح والتفسير.
أنواع التسمم عند الأطفال
- تشكل الأدوية الجزء الأكبر من أسباب التسمم عند الأطفال؛ إذ قد يقوم الطفل بابتلاع الأدوية التي يجدها في المنزل، مثل الأدوية النفسية، مضادات الاكتئاب، أو قد يقوم الأهل بإعطاء الطفل جرعة خطأ من الدواء، كما يوجد العديد من الأدوية الموجودة في المنزل يمكن أن يبتلعها الطفل ويصاب بالتسمم.
- وقد يتسمم الطفل بالمنظفات عند ابتلاعها أو استنشاقها، مثل المُبيّض أو مواد التعقيم، أو منظفات الأفران، كذلك الأمر مع المبيدات الحشرية والغراء ومزيلات الدهان؛ والتي قد تدمر الجهاز الهضمي عند الطفل، وتسبب الضرر للممرات التنفسية، كما أنها حارقة للجلد والعينين.
- تسمم الأطفال بأول أكسيد الكربون، غاز ليس له لون أو رائحة، وينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود، وقد يكون السبب هو قلة التهوية، أو أن الجهاز المُستعمل لا يعمل كما يجب، وهذه الأجهزة تشمل الأفران، ومواقد الغاز، وسخانات المياه التي تعمل على الغاز.
- عند التعرّض لتركيز قليل من أول أكسيد الكربون قد تظهر أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا: مثل الغثيان والإرهاق، ومع التركيز العالي من غاز أول أكسيد الكربون يزداد الخطر، وقد يُسبب صعوبة في التنفس وفقدان الوعي وتضرر بالقلب.
أعراض التسمم عند الأطفال
• الغثيان، القيء، والإسهال.
• ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
• تهيج المعدة، تشنجات وألم في منطقة البطن.
• شعور بالضعف العام، وصداع وألم في الرأس.
- عادة تتحسن أعراض التسمم عند الأطفال بعد يوم إلى خمسة أيام من الإصابة، يكون بعدها الطفل قادراً على العودة إلى المدرسة أو الحضانة، ولكن يجب الإدراك أن الإسهال أو البراز الرخو قد يرافقه لفترة أطول من الوقت.
- وقد تستمر أعراض التسمم عند الأطفال لعدة أيام، وعادة لا يحتاج الطفل إلى تناول أدوية أو مضادات حيوية؛ من أجل علاج التسمم، كما أن الأعراض تختلف؛ اعتماداً على مسبب التسمم الغذائي.
تعرفي إلى المزيد: متى يحتاج طفلي إلى تقويم الأسنان؟ وما العمر المناسب؟
توقيت استشارة الطبيب
- عادة ما يتم رعاية الطفل المصاب بالتسمم الغذائي منزلياً، لكن يفضل عرض الطفل على الطبيب واستشارته في حالات محددة:
- إذا كان عمر الطفل أصغر من خمس سنوات.
- حالة معاناة الطفل من إصابات مختلفة.
- عند تطور أعراض التسمم عند الأطفال إلى جفاف.
- عدم تحسن حالة الطفل بعد 24 ساعة.
أعراض تستوجب استشارة الطبيب فوراً
- وجود دم في القيء أو البول، وتشوش في الرؤية.
- إسهال مع ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تشنجات حادة في البطن لا تخف أو تزول مع التغوط.
- ضعف في عضلات الجسم ومشاكل في التنفس.
- قيء مستمر لأكثر من 12 ساعة.
- تنميل في الذراعين، صعوبة في المشي، وألم في الصدر.
احتياطات الآباء لمنع تسمم الطفل
- لا يجوز ترك أي قرص أو أدوية في متناول الطفل في أي وقت.
- الاحتفاظ بكل السوائل المنزلية المستعملة للتنظيف في مكان بعيد عن متناول الطفل .
- عدم ترك الطفل الفضولي خلال السنوات الأولى من العمر بمفرده.
- ألا يعتاد الطفل على اللعب بالأدوية الزينة، ومستحضرات التجميل التي تستعملها الأم.
تعرّفي إلى المزيد: كيف تحمين طفلك من الحرائق داخل المنزل؟
دور الآباء حالة ابتلاع الطفل أحد السموم
- لابد من التعرف على نوع الحبوب، ومحاولة معرفة الكمية التي ابتلعها الطفل، والتحفظ على الكمية المتبقية في الزجاجة أو الوعاء، كمحاولة تحديد المبتلع من المتبقَّى.
- الإسراع بإسعاف الطفل أو نقله إلى المستشفى؛ إذ إن التأخير في محاولة استخراج السموم من المعدة، أو معالجتها يعطي فرصة للجسم لامتصاصها من المعدة والأمعاء، وانتقالها بالتالي إلى الدم وأعضاء الجسم والإضرار بها.
- أولاً: في حالة ابتلاع أقراص أو أى مواد صلبة غير متطايرة وغير حمضية، يجب تنظيف الفم وإزالة البقايا من أقراص أو مواد سامة بداخله، ثم إرغام الطفل على التقيؤ.
- أسرع الطرق هو وضع إصبعك في حلق الطفل مع تحريك طرفه في سقف حلقه أو في البلعوم، ومع إبقاء إصبعك لفترة داخل فمه، سيحدث القيء، وبالذات إذا كانت معدته مملوءة بالطعام، أو يمكن إعطاؤه كوب ماء أو لبن ليشربه، ثم كرري المحاولة حتى يحدث القيء.
- وفي حالة التسمم بمواد متطايرة من المنظفات المنزلية أو الطلاءات أو الأحماض أو المواد الكاوية، لا يفضل إجبار الطفل على التقيؤ قبل استشارة الطبيب؛ لأن هناك احتمال استنشاق السموم في الرئة مع التقيؤ.
- في هذه الحالة عليك محاولة تخفيف السم في المعدة والأمعاء، بحيث لا يسبب أضراراً بالجهاز الهضمي، وذلك بأن تجعلي الطفل يشرب اللبن أو الماء حتى تذهبي إلى الطبيب أو المستشفى لتحديد نوع العلاج، مع إعطاء دواء مضاد لمفعول السم، أو يُجرى للطفل غسيل معدة بعد ذلك.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.