إن العبارات التي نستخدمها عند التحدث إلى أطفالنا (أو حتى حولهم فقط)، لا تعكس معتقداتنا حول العالم فحسب، بل إنها تؤثر أيضاً على المعتقدات التي يطوروها أطفالنا.
وعلى الرغم من أن بعض العبارات التي اعتدت أن تقولينها بانتظام قد تبدو غير ضارة، إلا أنها قد تجعل أطفالك يكبرون وهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون النجاح.
فيما يلي خمس عبارات على الأمهات أو الآباء إلغاؤها من مفرداتهم:
1. "لن نتحمل ذلك أبداً"!
إذا كان هناك شيء تريدين شراءه، وهو فوق مقدرتك وزيادة عن احتياجاتك، فلا تصري على أنه لا يمكنك الحصول عليه أبداً لمجرد أن المال يعيقك.
بدلاً من ذلك، أظهري لأطفالك أنك تتحكمين في أموالك. يمكنك أن تقولي، على سبيل المثال، "حلمي هو شراء منزل كبير لنا يوماً ما. ولكن نظراً لأننا لا نملك الوسائل المالية في الوقت الحالي، فسأحضر بعض الدروس عبر الإنترنت حتى أتمكن من تنمية مهاراتي في العمل والحصول على زيادة راتب".
أو، إذا كان طفلك يريد الذهاب إلى عالم ديزني، فأخبريه: "لا يمكننا شراء التذاكر لأنها ليست في ميزانيتنا هذا العام" بعد ذلك، حمسيه على أن يضع المال في حصالته للتوفير لرحلة إلى مدينة الملاهي.
عندما تساعدين أطفالك على تنمية عادات مالية ذكية، فسوف يكبرون وهم يعلمون أنهم إذا أرادوا شيئاً لا يمكنهم تحمله، فالأمر يتعلق فقط بتعديل الأولويات.
اتعرّفي إلى المزيد: تطبيقات تساعدك على مراقبة أجهزة أطفالك
2. "أنت تجعلني غاضبة جداً"
كآباء وأمهات، من المهم التزام الهدوء ومقاومة الرغبة في إلقاء اللوم على أطفالنا أو أي شخص آخر.
بدلاً من التصرف بدافع الغضب من شيء فعله ابنك، يمكنك الإجابة: "لا أحب ذلك عندما تفعله"، ثم اشرحي السبب. من المهم للأطفال أن يفهموا كيف يمكن لسلوكهم أن يؤثر على الآخرين. سيشجعهم ذلك على أن يكونوا أكثر وعياً بمشاعر الآخرين بدلاً من مشاعرهم فقط.
فأنت بالتأكيد لا ترغبين في أن يكبروا معتقدين أنه من المقبول إلقاء اللوم على الآخرين على الطريقة التي يشعرون بها. بالطبع، قد تكون هناك أوقات لا يسعنا فيها إلا أن نفقد أعصابنا. وإذا حدث هذا وانتهى بك الأمر بقول شيء تندمين عليه، فاعتذري وقولي: "أنا آسفة لفقد أعصابي. في المرة القادمة سأتوقف لحظة لتهدئة نفسي".
3. "أنا أكره وظيفتي"
لنفترض أنك قضيت يوماً مرهقاً في العمل وتريدين فقط العودة إلى المنزل والتنفيس بالحديث مع شريكك، ولكن ضعي في اعتبارك أن الأطفال يلتقطون هذه الرسائل.
حيث وجدت الدراسات أن مواقفنا تجاه الحياة لها تأثير كبير في تحديد نجاح أطفالنا خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحصيل الأكاديمي. علاوة على ذلك، فإن الشكوى من وظيفتك أمام أطفالك تعلمهم أن العمل ليس ممتعاً. وقد يكبرون معتقدين أن مرحلة البلوغ تعني استيقاظك في بؤس كامل.
أفضل طريقة للتعامل مع هذه الحالة، هي إيضاح أن لديك خيارات وظيفية أخرى وتحدثي عن الأشياء التي تقومين بها لتحسين حياتك العملية.
تعرّفي إلى المزيد: علاج نوبات الصراخ عند الأطفال
4. "يجب أن أذهب إلى المتجر"
عندما تقولين إن عليك القيام بشيء ما، وبلهجة فيها تذمر، سواء كان ذلك في مهمة أو الذهاب لتناول العشاء في منزل الجدة، فإنك تشيرين ضمناً إلى أنك مجبرة على القيام بأشياء لا تريدين القيام بها.
بدلاً من ذلك، أظهري لأطفالك أنك تتحكمين في وقتك، وأن الأمر متروك لك لتقرري ما ستفعلينه، وكذلك متى وكيف ستفعلينه.
يفهم الأطفال الذين يكبرون ليكونوا ناجحين أن الحياة تدور حول الخيارات التي يتخذونها. يمكنك تعليمهم هذا الدرس المهم بقول شيء مثل: "لا أشعر بالرغبة في شراء البقالة اليوم، لكنني أريد التأكد من أن لدينا طعاماً في الثلاجة لهذا الأسبوع" أو "أنا متعبة، لكننا أخبرنا جدتي سنذهب إلى منزلها. وأريد أن أتأكد من أنني أحافظ على كلمتي".
بالطبع، سيكون هناك دائماً شيء لا يريدون القيام به، ولكن يجب عليهم فعله، مثل الذهاب إلى الفراش في وقت معقول أو تناول الخضار. في هذه المواقف، من المفيد شرح سبب مطالبتهم بذلك. عندما يفهم الأطفال أهمية مهمة ما، فمن المرجح أن يمتثلوا لها.
5. "كل شيء سيكون على ما يرام"
إذا لم يتم اختيار ابنك كلاعب أساسي في فريقه الرياضي، فإن إقناعه بأن كل شيء سيكون دائماً على ما يرام لن يعدّه للمستقبل.
بدلاً من إخبارهم أن هناك دائماً نهاية سعيدة، علميهم أنهم أقوياء بما يكفي للتعامل مع ظروف الحياة.
ربما يحتاج طفلك فقط إلى قضاء المزيد من الوقت في التدريب. إذا كان الأمر كذلك فامنحيه عناقًا وقولي: "أعلم أنك تريد حقاً أن يتم انتقاؤك اليوم، ولكن ستكون هناك العديد من الفرص".
بعد ذلك، شجعيه على الاستمرار في التدريب ثم ادفعيه مرة ثانية للمشاركة، عندما يكون جاهزاً بشكل أفضل للتعامل مع الأشياء التي لا تسير على ما يرام في المستقبل.
تعرّفي إلى المزيد: طريقة التعامل مع الطفل الضعيف في الدراسة