لم يمرّ سوى أيّام على تبرئة زوج رولا يعقوب من تهمة قتلها حتى أصبحت منال عاصي ضحية أخرى تهزّ الرأي العام اللبناني وتشعل فتيل غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن انضمت حديثاً إلى قافلة المعنّفات من أزواجهن تاركة وراءها الكثير من علامات الاستفهام.
منال عاصي هي الزوجة الأولى لمحمد نحيلي الذي تزوّج عليها سابقاً، وقرر أن يتزوج الثالثة، بعد 18 عاماً من الزواج. منال رفضت وطلبت الطلاق، فكانت طنجرة الضغط كفيلة بإنهاء 33 سنة هي كامل سنوات عمرها، أمام أعين أمها وأخواتها في بيروت وسط حي "طريق الجديدة".
وفي التفاصيل أنّ شجاراً نشب بين زوج عاصي ( 37 عاماً) وبين المغدورة، ما لبث أن تطوّر بعد لجوء الزوج إلى طنجرة ضغط، استعملها أداة لضربها على رأسها عدّة مرات، إلى أن تحطّمت جمجمة المرأة وخرّت مضرّجة بدمائها. لكن الزوج لم يكتفِ بذلك، بل قام بالتفنّن في تشويه زوجته، إذ عضّها في مختلف أنحاء جسمها، وقام بنتف شعرها، كما حطّم أسنانها وكسّر أصابعها.
وبعد ذلك، اتصل الزوج بوالدة منال، وطلب منها أن تحضر لتتسلّم ابنتها، ولما حضرت حبسها عند وصولها إلى جانب ابنتها المضرجة بدمائها، وهي تحارب من أجل الحياة داخل غرفة.
وقد تملك الحقد قلب الزوج القاتل، إذ منع الجيران الذين سمعوا أصوات الصراخ من التدخل متذرّعاً بأنه أمر عائليّ، ووصل به الأمر إلى أن منع سيّارات الإسعاف التي حضرت 3 مرات إلى المكان من إنقاذ زوجته ووالدة ابنتيه تالة وسارة (14 و13 عاماً).
وبعد أن علم شقيق منال بالحادث، هُرع إلى المكان حيث شهر النحيلي السلاح في وجهه مهدداً بالقتل، إذا حاول أن يُنقذ شقيقته، ثمّ لم يتراجع إلا حين ركع أمامه شقيق الضحية باكياً متوسّلاً فعمم عليهم ضرورة القول إنها وقعت عن سلم المنزل وأن رأسها ارتطم بحافة المجلى"،ثم تمّ نقل منال إلى مستشفى المقاصد عند الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والأربعين. لكنها رحلت في الساعة الثانية وخمس دقائق صباحاً، من دون أن تودّع طفلتيها اللتين كانتا في المدرسة خلال ارتكاب والدهما جريمته البشعة.
منال عاصي دفنت وسط غضب شديد من أهلها وأهالي منطقتها، ووسط استنكار شعبي، حيث استحوذت جريمة قتلها على الرأي العام، برغم الأزمات الأمنية والتجاذبات السياسية كلها.
إثر ذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي اللبنانية إلقاء القبض على القاتل محمد النحيلي في حادثة ليست الأولى من نوعها، وربّما لن تكون الأخيرة، في ظلّ تهاون الأحكام القضائية وضعف التشدّد في القوانين التي ترعى التعنيف ضد المرأة، وتمنح القاتل أسباباً تخفيفية تحت ذرائع شتى.
الحادث الأليم أشعل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي استنكرت الفعل الجرميّ وطالبت بإنزال أقصى العقوبات بحق الفاعل؛ فكتبت إيمان على "فيس بوك": "لازم يموت بنفس الطريقة.......خلصونا بقى، وعيّشونا بدولة محترمة تاخذ حق المظلوم وتعاقب أشدّ العقاب الظالم ......والله قرفنا... ظلم"، فيما كتب بيار: "ليفرح قتلة النساء، فنحن قوم لا نحاسب بل نحمي القاتل. العشائرية والقبائلية تحكم قوانيننا. ليفرح قتلة النساء من رلى يعقوب إلى منال العاصي، وغيرهما من المجهولات، لن نفعل شيئاً، بل نكتب فقط، ثم ننصرف إلى أعمالنا".
وفيما أجمع أغلب المغرديين على توتير على المطالبة بإعدام الزوج، ظهرت بعض التعليقات التي حملت الأهل المسؤوليّة التي أوصلت ابنتهم إلى القتل، لأنهم منذ البدء لم يحموها، فكتب شربل: "فهل زوج منال هو فقط من قتلها؟"، سؤال يختصر واقعاً لبنانياً يعيش في قلق ألا تكون منال آخر النساء اللوتي يُقتلن بدم بارد، في غفلة من قوانين غير صارمة وعاجزة عن التصدي للعنف ضدّ المرأة في لبنان، ما يثبت أن القانون والمجتمع متهمان مثلهما مثل القاتل . محمد طالب بإعدام الجاني ، فيما طالبت فدا العمر الإنتقام منه بنفس الطريقة، و بشرى نقولا طالبت بتكسير ضلوعه.
ما هو العقاب الذي يستحقه قاتل الزوجة؟ شاركنا رأيك عبر مساحة التعليقات