يولد الطفل لا حول له ولا قوة، لا يملك إلا ملامح الوجه للتعبير عما يشعر به؛ سواء السعادة والرضا أو التعب والعصبية أو حتى الجوع، وأحيانا كثيرة تكون ابتسامته وسيلته لإيصال رسالة معينة، ربما تستطيع الأم فك شفراتها وأحيانا تعجز عن ذلك، وفي هذا التقرير توضح الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس أسباب ابتسامة الرضيع وماذا تقول؟ وكيف تكشف الابتسامة عن صحة الطفل النفسية وتطور نموه؟ إضافة إلى التأثير الإيجابي للابتسامة وكيفية التعود عليها.
ابتسامة الطفل الرضيع إشارة لتطور نموه
- وفقاً لأطباء الأطفال..فإن ابتسامة الطفل حتى بلوغ الشهر الأول طبيعية، وليس لها سبب عاطفي.
- وتكون ابتسامة الطفل عفوية، وكثيراً ما تحدث أثناء النوم.
- قد تكون ابتسامة الطفل الرضيع البالغ من العمر 6 إلى 8 أسابيع نتيجة تأثره بالمؤثرات السمعية.
- عادة ما تكون ابتسامة الطفل بعد ذلك، نتيجة شعوره بالأمان لوجوده بين الأشخاص المعتاد عليهم.
- وهناك الابتسامة المصحوبة بالعيون المفتوحة والتي تعبر عن سعادة الطفل.
- وقد تكون ابتسامة الطفل علامة على تحسن نظره، وقدرته في التعرف على الوجوه، نتيجة نضوج دماغه ونظامه العصبي.
- واعرفي أن عدم ابتسامة الطفل الرضيع لا تدعو للقلق، أو عدم شعوره بالسعادة.
- ولكن يجب الذهاب إلى طبيب الأطفال، حالة بلوغ الطفل عمر 3 أشهر ولم يبتسم.
ابتسامة الطفل تعكس مرضاً.. أحياناً
- عزيزتي الأم لا تستهوني بابتسامة طفلك؛ ابتسامة الطفل البسيطة يمكن أن تكشف عن مراحل التطور في حياته، تدل على ما فيه من علامات الصحة أو أعراض المرض، فقد يعبر نوع الابتسامة عن مرض أصابه في حين تعكس أخرى فرحة غامرة.
- بينما أشارت دراسة أعدها خبراء بشئون الأطفال في جامعة عين شمس، أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن ابتسامة الطفل أو ضحكه دليل صحة وعافية، ولكن حقائق طبية أخرى تؤكد أن الابتسامة ربما تعكس مرضاً أيضاً!
- مثال: الابتسامة التي يعقبها مباشرة بكاء قصير ربما تعكس مرض العزلة، الذي يؤدي إلى إنشاء الطفل لعالم خاص به، لا يشعر بما يدور حوله ويندم على إظهارها، وبالتالي يعود لينغلق على نفسه.
- وهناك ابتسامة التي تعكس مرضاً عضوياً؛ وهي إصابة الطفل بالإسهال, فعندما يفرغ ما في بطنه بسرعة يشعر براحة مؤقتة، ويطلق ابتسامة، يعتقد الأبوان أنها دليل على أنه قد تحسن، ولكنه يبكي مجدداً مع عودة ألم البطن.
أنواع ابتسامات الرضيع
- عندما يبتسم الطفل وهو يحرك أطرافه بقوة فهذا يعني الفرحة والصحة، وعادة تكون طويلة ولا يعقبها أي بكاء، ويطلقها عند وصوله إلى مرحلة الاكتفاء، وتحدث بعد الرضاعة أو أخذ قسط وافر من التغذية.
- وللطفل البريء ابتسامة مزيفة غير مكتملة أيضاً، والتي يصدرها عند بداية ظهور الأسنان؛ لأن بداية نموها يسبب للطفل نوعاً من الحكة.
- وعندما يشعر الطفل بالنعاس يطلق ابتسامة قصيرة تعكس حالة النعاس وعيناه نصف مغلقتين؛ حيث ترتخي عضلات وجهه وشفتيه لتنطلق هذه الابتسامة، لتكون رسالة منه لطلب النوم.
- وأجمل الابتسامات تلك التي يبتسمها الطفل للأم؛ لأنها تعلن عن نموه العاطفي والنفسي، وهي واضحة وتأتي عندما يركزها بشكل خاص أثناء الرضاعة, فهو يرضع وفي نفس الوقت ينظر إلى عيني أمه، ويطلق الابتسامة التي تدل على رضاه وشعوره بالراحة.
تعرّفي إلى المزيد: طفلي يرفض أخذ الدواء: ماذا أفعل؟
أنواع الضحكات: الضحكة العصبية للطفل
- يكبر الطفل ويخطو بفرحه وانبساطه إلى مرحلة الضحك، فنجد أن هناك أنواعاً لهذه الضحكات:
- الضحكة العصبية..تظهر عند أرجحته بسرعة شديدة أو هزه بإيقاع معين، أو تحريك ذراعيه وساقيه معاً، أو في حالة مداعبة الطفل بأساليب لا يخلو بعضها من العنف مثل القبلات أو الدغدغة أو النفخ على الجلد.
- حالة حدوث اضطراب في الظروف المحيطة؛ كإحساس الطفل بالتعب والإجهاد أو عدم الثقة فيمن حوله، فهذه العوامل تكفي لإعطائه الشعور بعدم الأمان وعدم رغبته في الضحك.
الضحك الانعكاسي
- وهو نوع من العدوي التي تصيب الطفل وتنتقل إليه عندما يرى أحد الأشخاص من حوله يضحك خاصة الأم, لأن الضحك عبارة عن رد فعل عصبي انعكاسي يحدث في الجسم، ويعتمد الطفل خلال أشهره الأولى على وسيلة المحاكاة، التي تساعده على اكتساب كافة انفعالاته.
- فإذا ضحك أحد أمام رضيع في شهره الرابع نلاحظ أنه يحاول تقليد هذه الحركة، ويساعده على ذلك تشجيع الأم له بنظراتها التي تبعث على الإعجاب.
الضحك الخداعي
- كما أن هناك ضحكاً يلجأ إليه الطفل كسلاح لامتصاص غضب أمه أو غيرها، بعد قيامه بتصرفات خاطئة فتكون الخدع العقلية والضحك وسيلة لتحويل اهتمام أمه عنه ولتحويل الموقف لصالحه.
الضحك المتكرر
- والذي يظهر عند استخدام الأم عنصر المفاجأة لإدهاش الطفل، وأكثر الألعاب إثارة لضحكاته لعبة الاستغماية؛ حيث تقوم الأم بإخفاء وجهها ثم تعود لإظهاره مرة أخرى أمامه، ما يثير ضحكاته وكلما تكررت هذه الحركات زادت ضحكاته وتعالت قهقهاته.
التأثير الإيجابي للابتسامة
- يعد الابتسام أكثر فاعلية في تحفيز الدماغ من الشوكولاتة، ما يعني أن الابتسام يجعل الأطفال يشعرون بالسعادة.
- الأطفال وهم يمضون يومهم بشكل طبيعي، يكونون أكثر سعادة وحيوية لمجرد أنهم يضحكون أكثر.
- الأطفال يضحكون 400 مرة في اليوم في المتوسط، في حين أن البالغين الذين يُعتبرون سعداء لا يبتسموا إلا 40 أو 50 مرة.
- الأطفال يحصلون على نفس القدر من السعادة من الابتسام، مقارنة بممارسة التمارين البدنية.
- يرتبط الابتسام بالعيش السلمي مع الآخرين، والسلام يبدأ بابتسامة، ويساعد على ظهور الطفل بمظهر المهتم بالتواصل مع الآخرين.
- للابتسام العديد من الفوائد الصحية بالإضافة إلى المزايا الاجتماعية والنفسية.
- الابتسام في كثير من الأحيان يساعد العقل والجسم على التخلص من التوتر بشكل طبيعي.
- يساعد الابتسام في تقليل الهرمونات التي يسببها الإجهاد في مجرى الدم.
- ممارسة مهارات الابتسام الخاصة بالطفل، يجعله أكثر صحة وسعادة واسترخاء.
- ترتبط عضلات الابتسامة مباشرة بجهاز الطفل العصبي وعقله، لذا فإن الابتسام يمكن أن يحسن مزاجه وصحته النفسية والجسدية.
تعرّفي إلى المزيد: تأخر اللغة عند الأطفال: أنواعه وأسبابه وأعراضه وعلاجه