يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات في النوم تجعلهم يتحدثون أثناء نومهم بعبارات غير مفهومة في أغلب الأحيان، وحيرت هذه الظاهرة العلماء لسنوات طويلة، وحاولوا تقديم العديد من الفرضيات التي تشرح أسبابها.
وغالباً ما ترتبط ظاهرة الهمهمة والكلام أثناء النوم بحالات معيَّنة مثل الحرمان من النوم لوقت طويل، وتناول الكحول والمواد المخدِّرة والحمى والتوتر والاكتئاب، بالإضافة إلى اضطرابات النوم الأخرى مثل الهلع الليلي والمشي أثناء النوم وتوقف التنفس العرضي.
ويؤكد العلماء أنَّ التحدث أثناء النوم يمكن أن يحدث في أي وقت من الليل، وخلال المراحل الأولى من النوم يمر الإنسان بمرحلة النوم العميق، وغالباً ما يكون الكلام في هذه المرحلة على شكل همهمة وأصوات غير مفهومة.
ومع اقتراب الفجر يتجاوز الإنسان مرحلة النوم العميق، ويصبح الدماغ أكثر نشاطاً ويحفز عمل مراكز العاطفة والذاكرة، وخلال هذه المرحلة تصبح الكلمات أكثر قابليَّة للفهم من قبل الآخرين.
وتشير بعض الأبحاث والدِّراسات إلى وجود صلة بين التحدث أثناء النوم وعامل الوراثة، وتنتشر بين الذكور أكثر من انتشارها بين الإناث.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة بمراجعة المختصين للحصول على المشورة اللازمة، واستبعاد الاضطرابات العضويَّة والنفسيَّة المسببة لها، بالإضافة إلى الحرص الدائم على النظافة وتجنب تناول المشروبات الكحوليَّة والمواد المخدِّرة، والتخلص من حالات القلق والاكتئاب وعلاجها فوراً.
وحاول كثير من العلماء والباحثين فك شفرة الكلمات المبهمة التي يتم التلفظ بها أثناء النوم، وتبين لهم أنَّ معظمها كلمات عشوائيَّة لا تحمل أي معنى، أو أنَّها مجرد تداعيات لذكريات قديمة لا تزال عالقة في الذاكرة.
وعلى الرغم من أنَّ الحديث أثناء النوم غير ضار من الناحية الجسديَّة، إلا أنَّه يشكل حرجاً كبيراً لصاحبه، بالإضافة إلى الإزعاج الذي يمكن أن يسببه للأشخاص الذين ينامون في الغرفة نفسها، وهذا ما يجعله مشكلة تقض مضجع كثيرين.