أكد معظم الخبراء والمختصين الأثر السلبي للطلاق على حياة الأبناء من الناحية الاجتماعية والنفسية، والذي يمتد تأثيره إلى مستقبلهم أيضاً؛ حيث تسيطر على الطفل مشاعر القلق والخوف والإحساس بعدم الكفاءة، وانخفاض الطموح، وقلة الرغبة في العمل والإنجاز، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي، إضافة إلى مفهوم سيئ للذات وعن الوالدين، يترجم في النهاية إلى خلل في نمو الشخصية، وضعف الثقة بالنفس وفي الناس...ما يخلق منهم شخصيات معزولة تحب الانزواء عن الاختلاط بالآخرين، وقد تظهر عليهم بعض التصرفات السلبية غير السوية...لمعرفة أفضل طرق معاملة الطفل بعد الطلاق كان اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي؛ للتعرف على الأمور التي يجب مراعاتها والأخرى التي يجب تجنبها.
ملامح الطلاق على الأبناء
- الإحساس بالخسارة المستمرة.
- الإحساس بفقدان أحد أساسيات الحياة.
- الشعور بعدم الانسجام مع عائلة فرض عليهم العيش معها.
- الإحساس بالقلق حيال العيش وحيداً .
- قد تنشأ بعض السلوكيات غير المرغوب بها في تعامل الأطفال مع الآخرين.
- الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال .
- مع كثرة الخلافات يشعر الطفل بفقدان الآمان .
الطلاق الصامت..علاماته وأثره على الطفل
- الطلاق لا يتوقف على ورقة رسمية أو ترك منزل الزوجية، هناك "الطلاق الصامت"، وهو شكل من أشكال الطلاق، ويمكن القول..أنه رابطة زوجية أو عائلية ولكنها علاقة تنعدم فيها المشاعر.
- الزوجان يعيشان معاً تحت سقف واحد، ولكن هناك انفصال في المشاعر والروابط وكل شيء، لدرجة يتفهمها ويحسها الأبناء ..ما يؤثر بشكل واضح على حياتهم الاجتماعية.
- ومن علاماته الواضحة: ينحرف سلوك الأبناء، وقد يدفعهم ذلك للهروب من المنزل.
- يتعرض الأبناء لاضطراب في شخصيتهم، وقد يميلون إلى الانحراف السلوكي، وللعدوانية والعنف.
- يتسبب الطلاق الصامت بأمراض نفسية للأطفال، فقد يكرهون الزواج فيما بعد.
- يفتقد الأبناء للمشاعر والقدوة في المنزل.
- يتسبب الطلاق الصامت بحدوث مشاكل نفسية للأطفال، وتتزايد فرصة إصابتهم بالقلق والاكتئاب.
- ينخفض معدل التحصيل الأكاديمي للطفل، وترتفع معدلات الغياب عن المدرسة.
- يكوّن الأبناء مشاعر عدوانية تجاه الأهل.
تعرّفي إلى المزيد: طرق تعديل سلوك الأطفال
أساليب تربية جديدة حال انفصال الأبوين
- أسلوب تفكير الوالدين المعتدل وتجنب أنماط التفكير التي تفترض أسوأ الاحتمالات، يساعد الطفل على تقبل فكرة الانفصال.
- النزاع الهادئ للوالدين يجعل الأطفال أكثر صموداً وأقل توتراً خاصة عندما يخرجهم الطلاق من بيئة مليئة بالصراعات لبيئة أخرى هادئة.
- حماية الطفل من الدخول في النزاعات قدر الإمكان مهم جداً، سواء قبل الطلاق أو بعده.
- استمرار المشاركة من جانب الوالدين في حياة الطفل بشكل إيجابي يُحسن من أداء الطفل.
- وعلى وجه الخصوص إذا كان الوالد غير المقيم يقيم علاقة وثيقة وداعمة مع الطفل، فالأب عليه دور كبير .
- الاستماع الدائم من كلا الوالدين إلى الطفل حول مشاكله، وتوفير الدعم العاطفي والمساعدة في القضايا اليومية.
الحفاظ على روتين المنزل
- الحفاظ على الحدود والقواعد المتفق عليها الوالدان بينهما مع الطفل، والاتفاق على ما هو مسموح وما هو ممنوع.
- اتباع منهج مستقر ومتسق بين الأبوين في تربية الطفل أثناء وبعد الطلاق أمر مهم، فالانضباط الأبوي المتواصل مهم.ما يضمن حدوداً واضحة لا تختلف اختلافاً كبيراً بين المنازل، فلا يسمح الأب بشيء وتنهاه الأم أو العكس.
- أن يدعم الآباء سلطة الطرف الآخر والعكس، وعدم الاستهزاء أو التهاون بهذا الأمر..مهم جداً.
- الحفاظ على الروتين المنزلي- النوم، الغذاء، الدراسة، النزهة- للأبناء قدر الإمكان، حتى في أوقات الاضطراب والتوتر.
- الأطفال الذين يحصلون على الدعم ممن حولهم من الأسرتين، هم الأكثر قدرة على التكيف مع تغيرات الطلاق.
علاقة جيدة بين الأب والأم..المطلقين
- يحتاج الطفل لمزيد من جرعات الحنان والاطمئنان من الطرفين في تلك الفترة، على الرغم من صعوبة تقديم ذلك من الأبوين لانغماسهما في الحزن.
- الأمر ضروري حتى يطمئن الطفل أن الطرفين لن يتخليا عنه، فهو بحاجة للشعور بالأمان والاستقرار بالقول والفعل على حبكما.
- اجعلا للطفل المساحة الخاصة به في كلا المنزلين، حتى يشعر بالخصوصية والانتماء للمنزلين، وإلا شعر بالوحدة.
- لاحظا التفاصيل الصغيرة لطفلكما واهتما بها، وناقشاها، وحافظا على علاقة جيدة بينكما على الرغم من صعوبة ذلك بعد الانفصال.
- يجب أن يكون بينكما لغة حوار هادئة؛ لوضع قواعد مشتركة بينكما لتربية طفلكما.
أمور يجب تجنبها بشكل نهائي عند الانفصال
- لا تتحدث بسوء عن الطرف الآخر مع الطفل أو أمام الطفل، ولا تحرض طفلك عليه بأي صورة، ولا تسمح للآخرين بحديث السوء أمام الطفل سواء عن أبيه أو أمه.
- امنع حدوث هذا من كل أفراد الأسرتين، فالطرف الآخر ربما لم يكن زوجاً أو زوجة جيدة، لكنه ربما يكون والد أو والدة جيدة، لهذا ينبغي الفصل بين الأمور ولا تحدث تضارباً لمشاعر طفلك.
- لا تجعل طفلك وسيطاً بينكما، فمهما كانت الرسائل بسيطة أو مهمة لا تٌقحم الطفل فيها، فذلك يزيد من شعوره بالخلاف بينكما، خاصة إذا كانت لهذه الرسائل دلالات خلافية.
- لا تُجند طفلك كجاسوس على الطرف الآخر، إذا أردت معرفة شيء يمكنك معرفته بأي طريقة أخرى بعيداً عن استخدام طفلك في خلافاتكما.
- لا تحاول استمالة الطفل ناحيتك بكسر الحدود والقواعد المتفق عليها، فذلك سيجعله غير مستقر نفسياً وستصعب عليه معرفة حدود الصواب والخطأ.
- إذا فقدت السيطرة على انفعالاتك أمام الطفل بادر بإصلاح ما قمت به في لحظته.
- الآباء غالبا ما يشعرون بالذنب حول الطلاق لأن علاقتهم فشلت، ويقلقون بشأن تأثيرها على الأبناء.
- أحياناً يكون الانفصال أفضل للأبناء من العيش تحت سقف مليء بالصراعات والتوتر.
تعرّفي إلى المزيد: طرق علاج الطفل المدلل