التواصل الإنساني والروابط الاجتماعية أحد الحاجات المُلحّة التي جُبل عليها الإنسان منذ أقدم العصور والأزمنة، وكأن التفاعل مع الآخر جين مبرمج في حمضنا النووي يدفعنا للبحث عن الجماعة والذوبان وسط المجموع، فمنذ عصور ما قبل التاريخ، عاش الناس معًا في مجموعات حيث وجدوا الحماية والدعم والمساعدة والهوية المشتركة والمعرفة المشتركة، واليوم وفي خضم أتون التكنولوجيا وفضاءاتها التي فُرضت علينا وأصبحنا جزء منها طوعًا أو كرهًا فقد جعلتنا متصلين منفصلين ليلًا نهارًا، هل يمكن تحسين علاقاتنا مع الآخر وتواصلنا معه، وتوطيد الروابط الاجتماعية خاصة لو كانوا أقرب الأقربين... سيدتي التقت اختصاصي التنمية البشرية د. سعيد إسماعيل ليجيب على هذا السؤال..
يقول د. سعيد لسيدتي: لطالما كنا متصلين على مر التاريخ، حيث كانت العائلات تعيش تحت سقف واحد، ومع تغير سلوكنا الاجتماعي بفعل تطور المراكز الحضرية الكبيرة، والتغييرات المتكررة في الوظائف، والتفكك الأسري و التباعد الجسدي، والتقدم التكنولوجي، وأنماط الحياة المحمومة، وجداول العمل ومتطلباته المكثفة، اكتشفنا أننا متصلون شكلًا وليس مضمونًا.
نحن متصلون بالفعل أكثر من أي وقت مضى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، واتساب، زووم.. )، لكننا نفتقر إلى الترابط أو الشعور بالانتماء إلى مجموعة أو مجتمع، وتظهر الأبحاث الإجتماعية الحديثة أن العديد من البالغين يشعرون بالعزلة والوحدة أكثر من أي وقت مضى.
يؤكد د سعيد ان الوحدة والعزلة يمكن أن تخلق دورة معززة تجعل من الصعب تحقيق التواصل الاجتماعي الهادف والشعور بالارتباط وتقوية الروابط الاجتماعية. وهذا يؤثر ببطء ولكن بثبات على صحتنا الجسدية والعقلية. وتظهر الآثار السلبية في أدائنا في العمل، وفي حياتنا الشخصية، وفي قدرتنا على التغلب على الاضطرابات، وعدم اليقين، والإخفاقات.. وليست الصراعات مع العوامل الخارجية هي التي تحبط الناس بقدر ما هو الشعور بمواجهة الصعوبات بمفردك مقابل التواجد فيها معع شخص يدعمك.
يقول د. سعيد: في حين أن الروابط الاجتماعية العميقة مع "المقربين" لدينا تبدو هي الأكثر فائدة، فحتى العلاقات الرسمية وغير الرسمية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على رفاهيتنا. لذلك، الشيء المهم هو البدء في بناء العلاقات. وهذه نصائح لتحسين التواصل الاجتماعي
• البشر متصلون ولكن منفصلون
يقول د. سعيد لسيدتي: لطالما كنا متصلين على مر التاريخ، حيث كانت العائلات تعيش تحت سقف واحد، ومع تغير سلوكنا الاجتماعي بفعل تطور المراكز الحضرية الكبيرة، والتغييرات المتكررة في الوظائف، والتفكك الأسري و التباعد الجسدي، والتقدم التكنولوجي، وأنماط الحياة المحمومة، وجداول العمل ومتطلباته المكثفة، اكتشفنا أننا متصلون شكلًا وليس مضمونًا.
نحن متصلون بالفعل أكثر من أي وقت مضى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، واتساب، زووم.. )، لكننا نفتقر إلى الترابط أو الشعور بالانتماء إلى مجموعة أو مجتمع، وتظهر الأبحاث الإجتماعية الحديثة أن العديد من البالغين يشعرون بالعزلة والوحدة أكثر من أي وقت مضى.
يؤكد د سعيد ان الوحدة والعزلة يمكن أن تخلق دورة معززة تجعل من الصعب تحقيق التواصل الاجتماعي الهادف والشعور بالارتباط وتقوية الروابط الاجتماعية. وهذا يؤثر ببطء ولكن بثبات على صحتنا الجسدية والعقلية. وتظهر الآثار السلبية في أدائنا في العمل، وفي حياتنا الشخصية، وفي قدرتنا على التغلب على الاضطرابات، وعدم اليقين، والإخفاقات.. وليست الصراعات مع العوامل الخارجية هي التي تحبط الناس بقدر ما هو الشعور بمواجهة الصعوبات بمفردك مقابل التواجد فيها معع شخص يدعمك.
• تأثير الترابط الاجتماعي على حياتنا
- يؤثر على قدرتنا على الصمود في مواجهة عدم اليقين
- يساهم في الصحة العامة والصحة العقلية
- يساعد على الحفاظ على الأداء العالي في العمل
- كثير من الأبحاث العلمية أشارت لأهمية التفاعلات الاجتماعية كعنصر حاسم للصحة والسعادة وطول العمر.
- إن تأثير الروابط الاجتماعية الوطيدة على حياتنا قوي جدًا لدرجة أنه عندما نشعر بالرفض أو نعاني من نوع آخر من التفاعل الاجتماعي السلبي، فإن دماغنا يشعر "بالأذى" بنفس الطريقة التي نشعر بها عندما نشعر بالألم الجسدي. الألم الاجتماعي يشبه الألم الجسدي أكثر مما نعتقد.
- يساعد في خفض مستويات القلق والتوتر والاكتئاب
- يكون الإنسان أقل عرضة لتجربة الحزن والشعور بالوحدة خاصة بالأزمات
- يكرس لمرونة أعلى في الأحداث والمواقف السلبية
- يزيد من قوة الذاكرة ويرفع من قوة التركيز، ويساهم في المزثد أفضل
- يعمل على ارتفاع احترام الذات والمزيد من التعاطف مع الآخرين
• نصائح لتحسين علاقاتك الاجتماعية وتواصلك
يقول د. سعيد: في حين أن الروابط الاجتماعية العميقة مع "المقربين" لدينا تبدو هي الأكثر فائدة، فحتى العلاقات الرسمية وغير الرسمية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على رفاهيتنا. لذلك، الشيء المهم هو البدء في بناء العلاقات. وهذه نصائح لتحسين التواصل الاجتماعي
- ابدأ بنفسك: إن إدراك سبب تصرفك ورد فعلك بطرق معينة قد يكون مفيدًا لتطوير طرق أكثر صحية للتفاعل مع الآخرين.
- انتبه لأفكارك: إن تقليل الحديث السلبي عن النفس سيساعدك على الحصول على نظرة أكثر إشراقًا للحياة وجذب الأشخاص الذين ترغب في التفاعل معهم.
- قل "نعم" في كثير من الأحيان: شارك في المناسبات الاجتماعية (حتى تلك الموجودة عبر الإنترنت) أو الأنشطة التي تهمك.
- اخرج من منزلك وافتح عقلك للتفاعل: اذهب في نزهة على الأقدام أو اركض في حديقة محلية. ابدأ بالتحدث مع الناس، ستتعرف على الآخرين وربما تتعرف على صديق جديد.
- كن استباقيًا: حتى لو كنت انطوائيًا، قم بإعداد قائمة بالأشخاص الذين تهتم بهم وتواصل معهم، ولا تنتظر الآخرين لبدء الاتصال.
- كن ودودًا في العمل: يمكن أن تكون علاقات العمل مصدرًا للرعاية والرفقة الجميلة ومكانًا للحصول على الدعم عند حدوث الأزمات، وإذا كنت تعمل في مكتب فعلي، فكن منفتحًا للدردشة لبضع دقائق مع أي شخص تقابله.
- كن حاضرا: كلما أمكن، أغلق جهاز الكمبيوتر الخاص بك واجتمع بصديق أو أحد معارفك لتناول القهوة وحاول أن يكون التواصل وجهًا لوجه، واعلم أن التواصل البصري، والابتسامة، والقرب لها فوائد مذهلة.
- كن قريبًا من دائرتك الداخلية: إن وجود مجموعة من الأصدقاء المقربين يعزز الصحة العقلية ويساعد في التعافي بشكل أسرع من الأمراض الجسدية. كما يمكن أن يعزز نوعية حياتك من خلال المحادثات الجيدة والشعور بالدعم والفهم.
- تحدث بانتظام إلى العائلة المباشرة أو الممتدة: هؤلاء هم الأشخاص الذين يعرفونك جيدًا في بعض النواحي، وغالبًا ما سيساعدونك في الأوقات الصعبة.
- قضاء وقت ممتع مع أحبائك: يمكنك قضاؤه في مشاهدة الافلام أو عقد لقاءات ممتعة تناقشون فيها موضوعات مختلفة.
- إعطاء الأولوية للاتصالات الاجتماعية في جدولك الزمني: حدد وقتًا كل أسبوع في التقويم الخاص بك للتواصل مع الأشخاص الذين تهتم بهم سواء شخصيًا أو إلكترونيًا.
- تذكر "الأشياء الصغيرة": إرسال رسالة عيد ميلاد سريعة، أو تهنئة بحدث سعيد، أو تعزية لخسارة تعمق الروابط الاجتماعية، وتجعل الناس يعرفون أنك تهتم بهم.
- إعادة تأسيس الروابط الاجتماعية السابقة: يعد إحياء التجارب والأحداث أداة عظيمة لتكون أكثر مرونة وصحة عاطفية.
- الحفاظ على الروابط الاجتماعية الحالية: تمر العلاقات بفترات من الصعود والهبوط؛ ومع ذلك، يمكنك إبقائهم على قيد الحياة من خلال التحلي بالصبر، وتقليل إصدار الأحكام، ومنح الأشخاص مساحة مؤقتة يحتاجون إليها.
- انضم إلى مجموعة رسمية: فكر في التسجيل في فصل دراسي جديد، أو الانضمام إلى نادي الكتاب، أو التطوع، أو الدردشة مع أحد الجيران أو مساعدته.