يربط أجدادنا ما بين الحبّ والنحافة، ويرون أنّه يُصيب المحبيّن بالهزال، ويميّزون بين مَن وقع أسيراً للغرام واكتوى بنيران الشوق وبين سواه من الناس العاديين. ولكنّ قصص الحبّ في القرن الواحد والعشرين أمست أقلّ عناءً، بفضل الانفتاح الفكري والتقدّم التكنولوجي، الذي سهّل التواصل بين المحبين، وجعل الفراق من دون حرقة أو ألم، كما كان يحصل في السابق، إلا في حالات قليلة واستثنائيّة. ومع هذا، يُمكننا القول إنّ أسرار الحبّ في الرشاقة يُمكن أن تنسحب أيضاً على الصورة الجميلة للحب...
طبيبة التغذية د. ناديا الموسوي تكشف لك العلاقة بين الاحباط والسمنة وتأثير العمل عليها.
يُشابه الوقوع في الحب القفز فوق حدود حياتنا اليوميّة، من أجل العيش في سحابة خيالنا ومشاعرنا والاستمتاع بوخز السعادة هناك. ولذا، نشعر بأن الحب يمدّنا بهرمونات السعادة التي تغيّر أحوال الجسم والنفس والأفكار، فتحفّز كلّ الأنشطة التي يقوم بها الجسم، ومنها إحراق الدهون والاستقلاب والحدّ من الشهية أيضاً.
ويهتمّ الناس، في بداية قصص الغرام، بأجسادهم وأزيائهم وشكلهم الخارجي بشكل خاص، ليتمكنوا من لفت انتباه الطرف الآخر، بدون أن يعلموا أن الحب يستوقفهم ليحبّوا أنفسهم أكثر ويهتموا بها. ولذا، نجد الحبّ يعمل على العناية بنا من الداخل والخارج.
الإحباط والسمنة
أمّا في الأيّام العاديّة، وفي تلك المساحة الواسعة التي تصطبغ باللون الرماديّ، فنجد الكثيرين يشكون من اكتسابهم المزيد من الكيلوغرامات، بسبب الكآبة التي مروا بها لفترة ما، أو الروتين اليومي الذي وجدوا أنفسهم يدورون في دوّامته منذ سنوات، بدون أن يستطيعوا التوقّف لحظة ليتأملوا حياتهم ويغيّروا فيها بعض التفاصيل لتصبح أكثر إثارةً وبهجةً؛ أولئك هم السواد الأعظم من الناس الذين يكتسبون الوزن بسبب تلك الهرمونات التي تفرزها الكآبة والتوتر والروتين، إذ يُحاولون سدّ الفراغ العاطفي أو تعويض حاجتهم للسعادة بالطعام، وخاصّة من يدمنون على أنواع معيّنة منه كالشوكولاتة، مثلاً.
وتُشير الدراسات إلى أنّ الكثيرين يلجؤون إلى تناول الحلويات أو السكريات ليحصلوا على السعادة التي يفتقدونها في حياتهم اليوميّة.
العمل والسمنة
وتُعتبر البرامج اليوميّة للناس وظروف أعمالهم من أهمّ العوامل التي تساهم في اكتساب الوزن، فطبيعة الحياة اليوم تفرض العمل بدون هوادة طوال النهار، حتى لا يجد الكثيرون الوقت لتناول طعامهم كما يجب، فتجدهم يأكلون أشياء تسدّ رمقهم، وينتظرون حتى الفترة المسائية ليعوّضوا ما فاتهم، بدون أن يشعروا بالكمية التي تناولوها، معتبرين أن الأكل هو الفعاليّة الوحيدة التي يقومون بها في فترة المساء، حيث لا يكون لديهم أيّ عمل آخر، في أغلب الأيام.
في النهاية، يجدر بنا أن ندرك جيداً أنّ علاقاتنا المباشرة مع أجسادنا وتقبّلنا وحبّنا لها تؤثر أيضاً في أحوالنا النفسيّة والمزاجيّة، وتجعل هذا الجسد أكثر طواعية واستجابة للحمية أو أيّ محاولة لخسارة الوزن؛ فالحبّ ينفع حتى عندما يكون بيننا وبين أنفسنا فقط.
شاهدي أيضاً:
مفاتيح الرشاقة على طريقة د. جيليان ماكيث
الأطعمة النيئة:ما لها وما عليها
تعرّفي إلى مبادئ النظام الغذائي الصحّي