يعتبر تعليم اللغات الأجنبية، وخاصة اللغة الإنجليزية، للأطفال في سن الحضانة مسألة ذات أهمية كبيرة للآباء حول أغلب بلدان العالم، حيث يعتقد الكثير من الناس "بالفترة العمرية الحرجة" لتعلم اللغات، وأن هذا قد ينطبق على تعلم اللغة الثانية. هذا هو العمر الذي يتطور فيه الأطفال، ويكون الدماغ مهيأً للنجاح في تعلم اللغة. حيث يعتقد معظم الناس أن هذا العمر هو الذي يعتمد فيه الأطفال بشكل أكبر على التعلم بالفطرة، وبمجرد وصول الطفل إلى سن البلوغ، يميل إلى الاعتماد على "مهارات" و"استراتيجيات" تعلم أكثر رسمية.
رغم ذلك يرتبط تعليم اللغة في الحضانة بعدة عوامل أخرى، مثل حقيقة أن المدرسة توفر الوقت الكافي لقضائه في التعلم، ومن ثم يكمل الأطفال تعلمهم في البيت من خلال متابعة التلفزيون.
لماذا نبدأ في سن 3 أو 4؟
إذا طرحت هذا السؤال منذ بضع سنوات، سينظر إليك الجميع بغرابة، فقد كان من غير المعقول للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات أن يكونوا قادرين على تعلم لغة ثانية، بالنظر إلى أنهم لم يتقنوا لغتهم الأم بعد.
حيث أظهرت الأبحاث أن 50٪ من قدرتنا على التعلم تتطور عند سن 4 سنوات و 30٪ أخرى عند سن 8 سنوات. وهذا هو سبب تشجيع الأطفال في سن الثالثة على تعلم لغة ثانية. ومع ذلك، هذا لا يعني أن 80٪ من المعرفة أو الذكاء يتم تكوينه قبل بلوغه سن 8 سنوات. هذا يعني ببساطة أن الأطفال يطورون مسارات التعلم الرئيسية الخاصة بهم خلال السنوات القليلة الأولى من حياتهم حسب شخصياتهم
ويمكن للأطفال في سن الثالثة أو الرابعة أن يتعلموا من خلال اللعب؛ لأنهم لم تغمرهم الحقائق والمعلومات التي يجب تخزينها وتقييمها، وهو أمر يحدث مع تقدمنا في السن.
وبعد سنوات المراهقة، يتغير الدماغ ويجعل من الصعب للغاية على الكبار تعلم لغة أجنبية. هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون تعلمها. فقط لأنهم لن يفعلوا ذلك بنفس الطريقة التي يفعلها بها الطفل؛ لأن الآليات التي تساعد في تعلم اللغة ليست هي نفسها في سن 2-5.
ماذا عن الأطفال من عائلات ثنائية اللغة؟
كل شيء يعتمد على الوضع الذي تعيش فيه الأسرة. على سبيل المثال، يمكن للطفل المولود لأم بريطانية وأب عربي يعيش في المملكة المتحدة أن يبدأ في تعلم اللغتين لحظة ولادته.
من ناحية أخرى، فإن الطفل في سن المدرسة من ألمانيا، على سبيل المثال، والذي يهاجر إلى المملكة المتحدة مجبر على تعلم اللغة الجديدة - الإنجليزية - في أسرع وقت ممكن. وقد يستغرق هذا بضع سنوات، اعتماداً على عمر الطفل، للوصول إلى مستوى المتحدث الأصلي للغة الإنجليزية. فلن يحدث ذلك بسهولة أو بسرعة؛ لذا يُنصح الآباء أن تكون مواقفهم إيجابية لتعليم أطفالهم اللغة منذ الصغر.
ماذا لو جاءت لغة ثانية لتحل محل اللغة الأولى؟
في هذه الحالة، إذا لم يتم تطوير اللغة الأولى بشكل صحيح واضطر الطفل إلى تعلم لغة ثانية، فهناك مخاطر يجب تجنبها. منها أن على الآباء أن يكونوا أكثر حذراً في دفع ابنهم لتعلم اللغة الثانية، حتى لا يكرس وقته كله لتعلم هذه اللغة،.
أما إذا كان الأطفال ثنائيو اللغة يخلطون الكلمات من لغتهم، فهذا شيء لا يدعو للقلق، والطفل في هذه الحالة يمكن وصفه بثري الخطاب، رغم اختلاف آراء المتخصصين في التعليم والصحة حول هذه النقطة، تشير الأدلة إلى أن جميع المتحدثين بلغتين (بغض النظر عن أعمارهم) يغيرون الشفرة من وقت لآخر، وهذا ليس مؤشراً على اضطراب اللغة أو الارتباك.
أما أطفال ما قبل المدرسة الذين يتعلمون لغة ثانية، فيمكنهم تبديل الكود لعدد كبير من الأسباب. لأنهم لا يتقنون اللغتين بشكل متساوٍ، لذلك سيختارون الكلمات التي هم أكثر دراية بها، بغض النظر عن اللغة التي ينتمون إليها. وهذا يؤدي هذا بالطبع إلى خلط الكلمات من اللغتين في جملة. لكنهم يعرفون القدرات اللغوية للشخص الذي يجرون محادثة معه. وهذا يجعلهم قادرين تمامًا على استخدام أفضل ما في اللغتين لإيصال رسالتهم إلى أقرانهم.
تعرّفي إلى المزيد: كيف أعلم طفلي القراءة؟
كيف تصبح لغة الأطفال في سن الرابعة وما فوق؟
بمجرد بلوغهم سن الرابعة، يصبح الأطفال ثنائيو اللغة أكثر وعياً باللغة التي يجب استخدامها في المجتمع والأماكن العامة. يحيث يطورون مفردات كافية في لغتهم الأم ولغتهم الثانية، ويكونون أكثر قدرة على الحفاظ على محادثة بلغة واحدة، بدلاً من تبديل الشفرة.
هل يكون الطفل الصغير قادراً على اكتساب اللغة؟
يرجح خبراء اللغة أن الأطفال قبل 3 سنوات يمكنهم البدء باكتساب اللغة للأسباب الآتية:
1) الأطفال في هذه السن يطورون تركيزهم واهتمامهم في المنزل منذ البداية. لهذا، يمكنك قراءة الكتب وتشغيل الأغاني ليسمعوها. لا تنسي الاستفادة من لغة جسدك في جميع الأوقات.
2) التعرض للغة في روتين يومي سيجعل الصغار يكتسبون الكلمات كل يوم. سوف يستغرقون بعض الوقت حتى يندمجوا. ومع ذلك، فإن أفضل ما في الأمر هو أنهم سوف يفاجئونك عندما ينطقون بكلمات لا تتوقعينها.
3) يمكن للأطفال في هذه السن التكيف بسهولة مع المواقف المختلفة. وسيتحدثون بألفاظ اللغتين حسب السياق. قد يتحدثون مع والدهم باللغة الإسبانية ويغيرون على الفور إلى العربية إذا احتاجوا إلى التحدث مع والدتهم مثلاً.
تعرّفي إلى المزيد: مراحل نمو وتطور الطفل
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.