"استيقظت الأم يوماً ما من نومها صباحاً، فشاهدت أطفالها الثلاثة -تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات، والصغير 4 سنوات- يمسك كل منهم بكتاب بين يديه، مستغرقين في القراءة بشغف واهتمام شديد، والعجيب المدهش أن الصغير يمسك بكتاب وينظر إليه بإمعان واهتمام.. فسألته الأم: ماذا تفعل؟ فقال: أنا أقرأ يا أمي، فلاحقته متعجبة: لكنك لم تتعلم القراءة بعد! بعبارات حازمة وبجدية شديدة أجاب صغيرها: أنا أقرأ مثل أحمد وعمر، هما يقرآن من دون أن يفتحا فمهما.. وأنا أقرأ مثلهما".
والآن هل هناك دليل بعد تلك اللقطة على أن القراءة وحب الكتاب أسلوب تربية وتعود وتقليد، والسؤال: كيف أجعل من الكتاب صديقاً وعادة لطفلي؟ اللقاء مع أديب الأطفال المعروف الأستاذ يعقوب الشاروني.
اليوم العالمي للكتاب
- اليوم العالمي لحب الكتاب.. حدث سنوي يحتفل بكل ما يتعلق بالكتب والقراءة، وهذا هو العام الخامس والعشرون الذي يقام فيه هذا الحدث.
- الاحتفال يهدف إلى تشجيع حب القراءة لدى الأطفال والشباب للمتعة؛ حيثُ أكدت منظمة اليونسكو أن هناك أكثر من 100 دولة تحتفل بهذا اليوم.
- حيث يجتمع الأطفال من جميع الأعمار للاحتفال بالقراءة، وفي بعض البلدان يرتدي الأطفال ملابس الشخصية الأدبية المفضلة لهم.
قواعد قبل تعليم الطفل.. حب الكتاب
- على الآباء أن يتحلوا بالصبر وألا ينتظروا نتائج فورية عند محاولة تعليم الطفل حب القراءة والكتاب.. خطوة من بعد خطوة.. سيعشق طفلك عالم الكتب.
- إجبار الطفل على القراءة يفقده المتعة، ومن يفقد متعة شيء ما يتركه في أول فرصة، اعتمدي على إثارة الشغف ولا تفقدي الطفل متعة القراءة.
- اليوم هناك كثرة في الملهيات وبرامج الترفيه والهوس بالهواتف الذكية؛ والتي تقدم فعلياً المفيد للنمو العقلي والبناء المعرفي للطفل.. مما يشكل صعوبة إضافية... ولكن القراءة ممكنة من خلالهم.
- للقراءة أثرٌ إيجابيٌ على الدماغ، حتى مع الصغار الذين لم يتعلموا القراءة بعد، سيكون أداؤهم المدرسي أفضل حين يكبرون.
- الاستمتاع بالقراءة سيفيد الأطفال الكبار، ويساهم في تقوية المهارات الاجتماعية، ومهارات الكتابة والمفردات، وتنمية القدرة على بناء المعرفة الشاملة.
عوّدي طفلك على القراءة منذ طفولته
- القراءة تجعل الأطفال أكثر تعاطفاً ووُدية، حيث يمكن للكتب أن تُعلِّم الأطفال الحرص على مشاعر الآخرين.
- هناك ارتباط قوي وإيجابي بين بيئة القراءة المنزلية، وتنشيط الدماغ في أثناء الاستماع إلى القصة، حيث تحفز نشاطاً أكبر في مناطق الدماغ.
- الأطفال الذين يقرأون في مرحلة الطفولة، وسن ما قبل المدرسة؛ يتمتعون بمهارات لغوية أقوى.
- الآباء والأمهات الذين يقضون وقتاً في القراءة لأطفالهم، يدعمون علاقاتهم بأولادهم، ويمحون الأمية المبكرة للطفل ويساعدهم على الاستعداد للمدرسة، ويعلمونه مهارات اجتماعية.
كيف تجعلين من الكتاب صديقاً لطفلك؟
- القراءة ليست موهبة وميل ذاتي.. وغالباً ما ترتبط بالفضول الزائد وحب المعرفة لدى الطفل، ولهذا يمكن إكسابها للطفل كعادة.
- يمكنك تحفيز الطفل على القراءة؛ من خلال إعطائه مصروفاً إضافياً لشراء كتب يختارها، ومساعدته على ادخار النقود ليشتري كتاباً قيماً أو قصة رائعة.
- ويتم ذلك باختيار فترة المعارض السنوية لشراء الكتب؛ فالأطفال الذين يختارون ما يقرأونه.. يكونون أكثر تفاعلاً واحتمالاً للاحتفاظ بالمعلومات.
- اتركي طفلك يشارك في اختيار القصص والكتب، حتى لو اختار نفس الكتاب مراراً وتكراراً؛ لينمي إحساسه بالاستقلالية والملكية والمسؤولية تجاه هذه الكتب.
دعي طفلك يبني مكتبته الخاصة
- اسمحي لطفلك بأن يكون له رف خاص في غرفته؛ يضع عليه الكتب التي يحب قراءتها، أو خصصي له أحد الأرفف؛ فتعبرين عن احترامك لخصوصيته.
- لترغيب الطفل في القراءة وجعل الكتاب صديقاً له؛ واظبي على القراءة بشكل يومي له، فيصبح أقل عرضة لخطر فرط النشاط.
- تعتبر القصص المصورة من الوسائل الفعالة لتعويد الطفل على القراءة الذاتية؛ نظراً لتوظيف الصورة كأداة مساعدة على فهم المحتوى، كما أنها تجتذب الأطفال.
- خصصي يوماً واحداً للذهاب مع الأسرة إلى أقرب مكتبة بالحيّ، واسمحي لطفلك بأن يختار الكتب أو القصص ليقرأها بالمنزل، ويحصل على بطاقة المكتبة.
- يعشق الأطفال التكنولوجيا في عصرنا اليوم، ويمكن استخدام عشقهم هذا وتحويله عشقاً للقراءة؛ وذلك من خلال الكتب الإلكترونية.
- اجعلي الكتاب صديقاً ورفيقاً لطفلك، املئي غرفته بالكتب، اجعليها متاحة يستطيع النظر إليها بسهولة في جميع أنحاء المنزل أيضاً.
- قومي بإنشاء مكتبة صغيرة قريبة من الطفل، وعلى مرمى عينيه دائماً، وجهزيها بالكتب التي تناسب سنه وتُثير اهتمامه؛ حتى يلجأ إليها في وقت فراغه.
- دعي طفلك يراكِ وأنتِ تقرئين، كوني المثال ودعي طفلك يشاهدك؛ حتى تصل إليه الرسالة بأهمية هذه العادة.. وكيف يصبح الكتاب صديقاً.
- يمكن تحفيز طفلك على جعل الكتاب صديقاً.. بالجوائز؛ شرط ألا تبالغي في هذا الأسلوب؛ لأن الجائزة قد تصبح هدف الطفل، وليست صحبة الكتاب والقراءة.