نجح علماء في ابتكار طريقة لتجميع «أكبر شجرة عائلة في العالم» تربط نحو 27 مليون شخص حول العالم، أحياءً وأمواتاً. وكشفت شبكة الأنساب الجديدة، التي تم تطويرها في جامعة أكسفورد، عن ربط الأفراد في جميع أنحاء العالم ببعضهم البعض "بتفاصيل غير مسبوقة".
ووفقا ل(ديلي ميل) البريطانية أن أقدم الأسلاف، التي تسبق الإنسان العاقل تعود إلى ما قبل التاريخ، إلى موقع جغرافي في السودان الحديث، على الأرجح منذ أكثر من مليون سنة.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور يان وونغ: "بنينا أساس شجرة عائلة ضخمة، وهي سلسلة نسب للبشرية جمعاء تصمم تماماً كما نستطيع التاريخ الذي ولدت فيه كل التنوعات الجينية التي نجدها في البشر اليوم.. ويسمح لنا ذلك معرفة كيفية ارتباط التسلسل الجيني لكل شخص ببعضه البعض، على طول جميع نقاط الجينوم".
*الأسلاف عاشوا منذ أكثر من مليون سنة
عاش هؤلاء الأسلاف منذ أكثر من مليون سنة - وهو أقدم بكثير من التقديرات الحالية لعصر الإنسان الحديث (حوالي 250.000 إلى 300.000 سنة) - لذا "لقد تم توريث الجينوم الخاص بنا من أفراد لن نعترف بهم كبشر حديثين، ولكنهم على الأرجح عاشوا في شمال شرق إفريقيا. ومن المحتمل جداً أن يكون هؤلاء الأسلاف القدامى هم الإنسان المنتصب، لكن لا يمكننا التأكد من هويتهم أو موقعهم بدون الحمض النووي القديم للغاية.
"أحد الاستنتاجات المهمة من عملنا هو أن الأشخاص الذين نسميهم غالباً على أنهم يمثلون "مهد الإنسانية" لديهم أسلاف في الماضي، ولا يزال أحفادهم بيننا حتى اليوم".
ورغم أن البشر هم محور هذه الدراسة، فإن تلك الطريقة صالحة لمعظم الكائنات الحية؛ من إنسان الغاب إلى البكتيريا، وتفيد بشكل خاص في علم الوراثة الطبية.
وشهد العقدان الماضيان تطورات غير عادية في الأبحاث الجينية البشرية، حيث تم توليد بيانات جينومية لمئات الآلاف من الأفراد، بما في ذلك آلاف الأشخاص في عصور ما قبل التاريخ. ووفقاً للفريق البحثي، يثير هذا إمكانية تتبع أصول التنوع الجيني البشري لإنتاج خريطة كاملة لكيفية ارتباط الأفراد في جميع أنحاء العالم ببعضهم البعض.
*المناطق الجينومية الفردية بالإنسان
ونظراً لأن المناطق الجينومية الفردية يتم توريثها فقط من أحد الوالدين، إما الأم أو الأب، فيمكن اعتبار أصل كل نقطة على الجينوم بمثابة شجرة. وتربط مجموعة الأشجار، المعروفة باسم "تسلسل الشجرة المناطق الجينية عبر الزمن" بالأسلاف حيث ظهر الاختلاف الجيني لأول مرة. وتنبأت الخوارزميات التي اتبعها الباحثون، بالمكان الذي يجب أن يتواجد فيه الأسلاف المشتركون في الأشجار التطورية لشرح أنماط التباين الجيني.. واحتوت الشبكة الناتجة على ما يقرب من 27 مليون سلف. ونجحت النتائج في استعادة الأحداث الرئيسية في تاريخ التطور البشري، بما في ذلك الهجرة من أفريقيا. قامت الدراسة بدمج البيانات حول الجينوم البشري الحديث والقديم من ثماني قواعد بيانات مختلفة وتضمنت ما مجموعه 3609 تسلسلات جينوم فردي من 215 مجموعة. تضمنت الجينومات القديمة عينات وجدت في جميع أنحاء العالم تتراوح أعمارها بين 1000 و100000 عام.