القهوة هي أهم ما يقدم للضيف وتكون برفقة تمر، وتعد القهوة السعودية العربية سابقاً رمزاً لكرم وأصالة المضيف، وتمتلك تقاليد ودلالات مختلفة حيث يمكن لكل من الضيف والمضيف فهم هذه الإشارات أو الدلالات من خلال تقديم القهوة أو حتى شربها، ومازالت تستخدم حتى وقتنا الحالي في مجالس الرجال، سيّدتي نت تعرفنا إلى تقاليد الشقراء كما كانتْ يسمونها ويتغزلون بها سابقاً للونها المُصفر:
تقاليد القهوة السعودية
بداية نتعرف إلى تقاليد القهوة أثناء تقديم القهوة السعودية من قبل المضيف والأصغر عمراً، يجب أن تقدم القهوة باليد اليمنى ويمسك دلة القهوة باليد اليسرى، وتكون الفناجين مصفوفة طولياً باليد اليمنى، ويعد تقديم الدلة باليد اليسرى سلوكاً معيباً وسيئاً.
يقدم فنجان القهوة الأول للشخص الأعلى مرتبة ومكانة والأكبر عمراً، يُملأ ثلث الفنجان فإن امتلأ أكثر من ذلك، فإنه دلالة على أن الضيف غير مرغوب فيه، ويتمنى مغادرته بسرعة، وعندما يهز الضيف فنجان القهوة بعد الانتهاء من الشرب، فهو يعني أن الشخص اكتفى من الشرب ولا يرغب بالمزيد، أما في حال أن الشخص لم يهز فنجانه فيجب الاستمرار في صب القهوة إلى أن يهزه.
دلالات فناجين القهوة السعودية
فنجان الهيف
بدايةً الفنجان الأول والذي يسمى فنجان الهيف هو فنجان القهوة الأول الذي يشربه المضيف؛ للتأكد من جودة القهوة وطعمها.
فنجان الضيف
ومن ثم الفنجان الثاني والذي يعرف بفنجان الضيف هو الفنجان الأول الذي يشربه الضيف، ويعبر من خلاله عن التقدير والمودة تجاه المضيف، وهناك تقليد وهو امتناع الضيف عن شرب القهوة حتى تُقضى حاجته التي جاء من أجلها، وأيضاً يستخدم هذا الفنجان لتهدئة النفوس مع الضيف؛ حيث يلح المضيف عليه بالشرب.
فنجان الكيف
أما الفنجان الرابع فهو فنجان الكيف، وهو الفنجان الذي يستمتع الضيف بطعمه ويشرب فنجاناً آخر، ويعتبر من أقل فناجين القهوة قوة.
فنجان السيف
وأخيراً الفنجان الرابع والذي يسمى فنجان السيف، وهو من أقوى الفناجين؛ لأنه يدل على استعداد الضيف بوقوفه مع المضيف في السراء والضراء.
أشعار بالقهوة السعودية
تغزّلت بعض القبائل السعودية بالقهوة من خلال أشعارها، محبةً لها ولفوائدها وأيضاً ذكر تقاليدها من خلال أبياتها، وهنا نستعرض لكم بعض الأشعار:
ويقول الشاعر محمد بن عبدالعزيز القحطاني وهو يوصي ابنه:
يابو محمد شب واقضب مكاني
في غيبتي قهو الرجال المشاكي
وفل الحجاج لكل من جاك عاني
وابدا التحية قبل سوق الفناجيل
ويقول شاعر من قبيلة مطير واسمه شليويح وهو يوصي ابنه نمر:
أمل الوجار وخلو الباب مفتوح
خوف المسير يستحي ما ينادي
يا نمر ما في صكة الباب مصلوح
ولاهي لهلكم يا مظنـة فـؤادي
ويقول خلف بن هذال شاعر عتيبة:
سوولي الكيف وارهولي من الدله
البن الأشقر يداوي الراس فنجاله
كيف لنا نحرقه بالنار وانزله
واليا انقطع لو ورى صنعاء عنيناله
ويقول الشاعر ابن خشم الذيب العجمي:
اشرب الفنجال واكب البيالة
طيباً واحـب سلـم الطيبيني
الولد إن طاب طيبه من خواله
وإن تردا فاعرف أنهم خايبيني
ويقول الشاعر دغيم الظلماوي من قبيلة شمر:
ياكليب شب النار ياكليب شبه
عليك شبه والحطب لك إيجابي
وعلي انا ياكليب هيله وحبـه
وعليك تقليط الدلال النجابي
ويقول الشاعر الأمير محمد بن أحمد السديري:
يابجاد شب النار وادن الدلالي
واحمس لنا يابجاد ما يقعد الراس
ويقول أحد الشعراء:
الدله اللي ماتبهر من الهيـل
مثل العجوز اللي خبيثاً نسمها
ويقول الشاعر ناصر بن عبدالكريم من أهل سدير:
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت
لو ان بطنه قربةً قد ملاها