الأبوة والأمومة عاطفة فطرية يولد بها الإنسان، وتتحول إلى مسؤولية يشعر بها الآباء بعد الزواج، فيصبح الزوجان المثال والنموذج والقدوة لأطفالهم فيما يفعلون وفيما ينطقون ويتحدثون به أمامهم، ومما زاد من أعباء التربية، أن العالم اليوم أصبح يموج بالكثير من التغيرات والتطورات الجذابة والمؤثرة، والتي باتت أشبه بالتحديات، يجب على الآباء مواجهتها والتوازن في التعامل معها؛ توازن بين رعاية ومتابعة نمو وتعلم الأبناء، وبين التصدي لمشكلات التربية ومحاولة التأقلم مع المستجدات التكنولوجية المتسرعة. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية للشرح والتوضيح.
1-دوام رعاية ومحبة الطفل
- لا شك أن دور الآباء يتغير في محبة الطفل والرغبة الشديدة في حمايته، كلما كبر وتطور نموه. فيصل الأمر إلى قبول الطفل أو المراهق الشاب بمشاكله النفسية والدراسية والاجتماعية.
- والجزء الصعب بالنسبة للآباء والأبناء معاً، هو أن هذه العواقب والتغيرات غالباً ما تتضمن بعض الانزعاج وخيبة الأمل والألم، وربما عدم القدرة من جانب الآباء على الإصلاح والتعديل بشكل يرضي نزعة الأبوة.
- والحل هنا يتمثل في أن تسمحي لطفلك بأن يكافح التغيير من دون تدخل منك، وأن يناضل ليصل إلى درجة قبول المسؤولية عن أفعاله، ودورك المراقبة من بعيد، وتيسير سبل المعالجة والتغيير؛ حتى لا يزداد الضرر.
2- ثاني التحديات.. أسلوب التربية
- في كثير من الأحيان، نحاول تربية أطفالنا بناءً على ما نعتقد أنهم يجب أن يكونوا عليه، بمعنى آخر أن نرسم أحلامنا عليهم ونحاول تلوينها ليصبحوا مثلما نريدهم، دون الاهتمام بهويتهم وما يريدون.
- والتحدي يتمثل في أن الطفل قد يكون مصاباً -مثلاً- باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو مراهق يتسم بالتحدي وعدم الاحترام، أو ربما يكون لديك طفل مختلف تماماً عنك، فتصبح الحياة بينكما معركة مستمرة ومستنزفة.
- قد يشعر الأب بالحزن الحقيقي، خاصة عندما تدرك أن طفلك ليس كما كنت تعتقد أنه سيكون، وهنا قد تضطر إلى التخلي عن بعض الأحلام التي حلمت بها بشأن مستقبل طفلك، عندما تدرك أنه لن يسلك المسار الذي كنت تأمل أن يفعله.
- والخطوة التالية أنك لن تتخلى عن طفلك وإنما ستتقبله، وسوف تتطور عاطفتك إلى نوع مختلف من الحب؛ ستكون قادراً على رؤيته بوضوح من أجل الشخص الذي هو عليه حقاً. ولا الشخص الذي كنت تريده وتتمناه.
- القبول الحقيقي للطفل هو أحد أقوى الأشياء المحبة التي يمكن للوالدين منحها لأطفالهم، إنه الأساس للعديد من الأشياء، بما في ذلك القدرة على تطوير وإبلاغ التوقعات المعقولة للسلوك المناسب، بعدها تتلاشى صراعات القوة القديمة، مما قد يمنحك مساحة لرعاية جوانب جديدة من علاقتك معه.
3- دعي طفلك يعاني من آلام عواقب أفعاله
بشكل عام ، ليس من الجيد محاولة حماية طفلك من مواجهة عواقب أفعاله، إذ كيف سيتعلم طفلك من اختياراته السيئة إذا أزلت العواقب الطبيعية لهذه الخيارات؟
اعرف أن البشر يتعلمون من خلال التجربة والخطأ، وغالباً ما تكون أفضل طريقة للتعلم، لهذا لا يمكن لطفلك أن يتعلم إذا قمت بوضع سياج وقائي حوله وحاولت إصلاح الأشياء له.
-
إن مهمتنا كآباء هي مساعدة أطفالنا خلال هذه الأوقات الصعبة، ولكن ليس من واجبنا أن نتحمل كل الأعباء عنهم، قد يعني هذا ترك طفلك يشعر بالألم وخيبة الأمل.
-
يمكنك مساعدتهم بالحديث عن كيفية تعاملهم مع أنفسهم بشكل مختلف في المرة القادمة، وتعليمهم بعض إستراتيجيات التأقلم الجيدة، بمجرد السماح لطفلك بمعرفة أنك موجود من أجله لأنك تحبه، فإنك تمنحه أحد أهم الأشياء التي يمكن للوالدين منحها على الإطلاق.
تعرّفي إلى المزيد: طرق لتنمية مهارات الطفل بعمر سنة
4- نوبات الغضب
- يمر الطفل بنوبات غضب تزعج الأهل إلى حد كبير، وهي طريقة؛ لكي يعبر الطفل أنه يشعر بالضيق والإحباط؛ لعدم حصوله على شيء مّا يريده،
- ولكن الحل الأمثل للتعامل مع هذه المشكلة هو الهدوء وعدم الانفعال، وإذا كان الطفل يبكي بشدة وباستمرار، فأخبره فقط أنك مستعد للاستماع إليه بمجرد توقفه عن البكاء، وينصح بعدم الاستسلام لهذه النوبات، وإعطاء الطفل ما يريده.
5- العدوانية
- الموقف العدواني من الطفل هو أسوأ كابوس يمر به الآباء على الإطلاق، وقد يكون الأمر أصعب عندما يصرخ الطفل ويلقي بالأشياء، ويتعمد الإيذاء، ولكن من الضروري جداً التعامل مع هذا السلوك العنيف بصبر.
- حاول التحدث إلى طفلك ومعرفة سبب إحباطه أو إذا كان طفلك يعاني بسبب أي موقف في المدرسة، فحاول التحدث إلى أساتذته لإيجاد الحلول المناسبة، وإذا استمرت المشكلة لدى طفلك يمكنك طلب المساعدة من استشاري سلوك الأطفال.
- تعرفي إلى المزيد: متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية؟
6- الكذب
- غالباً جميع الأطفال يكذبون في مواقف مختلفة يمرون بها في حياتهم، ولكن عندما لا تتخذ إجراء حول هذا الموضوع فسوف يتحول إلى عادة، وسوف تجد طفلك يكذب أكثر.
- الحل الأمثل هو تجنب توبيخ الطفل عندما يكذب ومحاولة معرفة السبب الحقيقي وراء دافع الكذب من خلال التحدث معه وسماعه، وتعليمه لماذا لا يجب أن يكذب مع طرح شرح وأمثلة منطقية.
- ومن المهم أيضاً أن يكون الطفل على دراية عن كيفية التمييز بين الصواب والخطأ، وبمجرد أن يطمئن طفلك أنه لن يتعرض للتوبيخ أو العقاب فلن يخشى من قول الحقيقة.
7-إدمان الأجهزة الإلكترونية
- الأجهزة الإلكترونية هي الآن أداة العصر وحياتنا تدور حول الأجهزة الرقمية، ويميل الآباء إلى استخدام الهواتف وألعاب الأطفال؛ لمساعدتهم من أجل ترفيه أبنائهم أو إشغالهم خاصة في أوقات الطعام؛ حيث يأكل الأطفال أكثر وأسرع.
- ولكن في كثير من المواقف الحلول لا تعتمد على الأجهزة الرقمية أكثر من كونها مسؤولية الوالدين؛ لتعبئة أوقات الطفل بالأنشطة الخارجية والبدنية وحتى الأنشطة التي تساعد على تنمية القدرات الفكرية كألعاب الذكاء.
8-التهرب من المهام الدراسية
- من الممكن أن يتصرف طفلك بأسلوب عنيد عندما يتعلق الأمر بالدراسة يومياً، ولكن الإجبار في مثل هذه الحالات ليس الحل الأمثل، بل الحل الأمثل أن لا تضغط عليه وناقش مع طفلك كيف تساعد الدراسة في بناء مستقبله.
9-الانطوائية
- الطفل الانطوائي والمنعزل يثير قلق الأهل والحل في هذه النقطة يختلف من طفل إلى آخر، لا تجبر طفلك على فعل أي شيء ضد إرادته، وراقب تصرفاته وحاول فهم شخصيته، كما يمكنك محاولة التحدث إليه بلطف حول فكرة تكوين الأصدقاء، وفي حال شعوره بالخجل حاول تعزيز ثقته بنفسه بالتحدث معه كل يوم، ولا تتعجل النتائج بهذه العملية تحت أي ظرف من الظروف. وفي المقابل لا يجب أن تنسى أن طفلك أيضاً يبذل قصارى جهده للتعامل مع محيطه.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.