يُقام مهرجان فانوس تايوان في جزيرة تايوان الساحرة والعديد من دول أسيا المجاورة لها في منتصف الشهر الأول من السنة الصينية وعادةً ما يوافق موعد إقامته نهاية شهري فبراير أو مارس في السنة الميلادية، حيث تتلون سماء تايوان بألوان كرنفالية مدهشة بآلاف الفوانيس المُضاءة مختلفة الأشكال والألوان في حدث يجذب آلاف السياح ليُشاركوا حدث سنوي لم ينقطع منذ قرون.
• فعاليات المهرجان
حسب موقع eng.taiwan.net.tw يخرج التايوانيون من منازلهم عقب غروب الشمس ليحتفلوا معا عند اكتمال القمر الأول في كل سنة صينية جديدة، وهو ما يوافق الـ15 من الشهر الأول في التقويم الصيني أو ما يُعرف في ثقافات آسيوية مختلفة باسم السنة القمرية والتي توافق بدايتها غالبًا اقتراب انتهاء فصل الشتاء وقدوم فصل الربيع.
ويحتفل الناس بهذا المهرجان من خلال الاستمتاع بالعشاء العائلي معًا، وتناول Yuanxiao (زلابية الأرز اللزج)، وحمل الفوانيس الورقية، وحل الألغاز على الفوانيس، ويتم الاحتفال بالمهرجان بإحداث ضجة فنية غنائية صاخبة في تايوان للترحيب بالعام الجديد بروح من السلام والازدهار والمتعة، حيث تكرس الفرق الشعبية المحلية والخارجية عروضها الرائعة لرواد المهرجان. وتقدم العديد من مجموعات الأداء الأخرى عروضها الرائعة للجمهور.
تابعي: مهرجان بالتان يتحول لأمسية شعرية على الإنترنت بسبب كورونا
• فوانيس براقة ملونة وألعاب نارية مذهلة
حسب موقع eng.taiwan.net.tw، تأتي فوانيس السماء المستخدمة في مهرجان المصابيح في تايوان بتصميمات مختلفة وغالبًا ما يتم تخصيصها وفقًا لاحتياجات الشخص الذي يتعامل معها. فيتم تزيين الفوانيس بأجمل التمنيات والصور حسب الاختيار الشخصي.
يُعرف أحد الفوانيس المضاءة في المكان الرئيسي للمهرجان باسم الفانوس الرئيسي ويتم تزيينه على موضوع معين كل عام ويبلغ ارتفاعه حوالي 10 أمتار. تدور الموضوعات عادة حول علامات الأبراج في علم التنجيم الصيني وتحمل الفوانيس الصغيرة الأخرى التي يتم إطلاقها في السماء أيضًا صورًا ملونة للحيوانات والطيور والشخصيات الدينية أو التاريخية المهمة. في كثير من الأحيان، يُسمح للأطفال بالتعامل مع هذه الفوانيس الصغيرة وإطلاقها لربط الاحتفال ببراءة الأطفال ونقائهم.
إلى جانب إضاءة الفانوس، حفل الألعاب النارية في منطقة Yanshui هو أيضًا عامل جذب شهير لمهرجان فوانيس تايوان. وفقًا للأسطورة، ضرب وباء مميت المنطقة في عام 1875. لدرء الأرواح الشريرة المسؤولة عن مثل هذه الكارثة، طلب سكان المنطقة المساعدة من أيقونة الحرب الصيني كوان كونغ حسب الأسطورة وذلك عبر عرض ضخم للألعاب النارية.
والمثير للاهتمام في عرض الألعاب النارية هذا هو هيكل خلية النحل. يشير إلى ترتيب متعدد الطبقات لصواريخ الزجاجة داخل إطار حديدي وخشبي. ثم يرتدي سكان المنطقة طبقات من الملابس الواقية وأدوات الوقاية من الحرائق محلية الصنع ويقفون وظهورهم أمام الصواريخ. بمجرد إشعالها، تنطلق الصواريخ من الزجاجات بطريقة عشوائية في جميع الاتجاهات الممكنة، وغالبًا ما تصيب ظهور الأشخاص الذين يقفون في طريقهم.
• وداعًا للحظ السيء...!
تقوم طقوس الاحتفال التاريخية على المصابيح المصنوعة من الورق أحمر اللون غالبًا أو على أشكال حيوانات ورسومات كرتونية للأطفال والعديد من الرموز، وقد جرت العادة أن يقوم المُحتفل في هذا المهرجان بإضاءة فانوس ثم تركه ليطير في السماء أو ليطفو على سطح المياه حتى ينطفئ ليودع معه الحظ السيء ويستقبل الحظ الجيد المرتبط بقدوم الربيع وزوال ظلام الشتاء، أو كما تقول الأساطير الآسيوية القديمة ترمز الفوانيس المُضيئة لترك الإنسان للماضي وبدء حياته الجديدة مع كل عام جديد ومهرجان جديد. ويستلهم المهرجان هذا العام 2022 الإلهام من التقاليد للابتكار وتحقيق اختراقات. حيث سيجمع بين فن الفوانيس التقليدي وتكنولوجيا الفن متعدد التخصصات، مع إعداد نموذج تعاوني جديد للحرفيين والفنانين - وخاصة المتخصصين في الفوانيس.
• عادة تاريخية منذ 2000 عام تتحول لمهرجان سياحي عالمي
تعود جذور مهرجان الفوانيس التايوانية إلى مهرجان الفوانيس الصيني الذي يتم الاحتفال به في الصين على مر العصور. يتوافق المهرجان مع أول يوم اكتمال للقمر في العام الصيني الجديد ويرتبط بتاريخ عمره 2000 عام، والذي ارتبط بأسرة هان الصينية، وفقًا للأسطورة، قدم الإمبراطور هانجميندي، حاكم أسرة هان، حدث إضاءة فانوس السماء كجزء من الاحتفالات في القصر الملكي بعد مشاهدة رهبان يؤدون احتفالًا مشابهًا في منتصف الشهر الأول من التقويم الصيني. منذ ذلك الحين، كان حفل إضاءة الفوانيس بمثابة رمز للحظ السعيد والتفاؤل في البلاد. كان هذا أيضًا هو الوقت الذي سُمح فيه للنساء غير المتزوجات بالخروج في الهواء الطلق والتمتع بالحرية الكاملة بمفردهن. سمح ذلك بالتفاعل بين الشباب والشابات وولد العديد من قصص الحب. ومن ثم، يعتبر المهرجان أيضًا "يوم الحب الصيني".
تابعي المزيد: "ناجور للحصاد" مهرجان ملون إثني لتبادل 80.000 رأس ماشية
