مع دخول شهر رمضان المبارك، يبدأ التسابق لإطلاق مبادرات مجتمعية تَطَوُّعِيَّةٍ في مدن ومحافظات السعودية، وتسهم بها الشابات والشباب في تقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاج ذلك خلال الشهر الفضيل، وترتفع وتيرة العمل الخيري كل يوم مع بدء دخول الشهر الفضيل وحتى انتهائه، إذ أطلق العديد من الجمعيات الخيرية دعواتٍ لكلِّ من يرغب في التطوع للأعمال الخيرية والانضمام لمبادرات شبابية تسهم في تنظيم العمل الخيري.
500 شابة تساند الجمعيات الخيرية
ومن هذه الحملات "قوت" وهي حملة سنوية تطوعية تضمُّ عددًا من الشابات الجامعيات في نادي تدفق المجتمعي، يُنَظِّمْنَ مبادرات تطوعية مستدامة خلال شهر رمضان، وتصل العناصر الميدانية فيه إلى ما يقارب ٥٠٠ شابة شكَّلن فرقًا تطوعية لمساندة الجمعيات الخيرية في تجهيز السِّلال الغذائية، وانطلقن إلى العمل للمساهمة في تقديم المعونة للمحتاجين والأسر المُتَعَفِّفَةِ، والقيام ببعض المبادرات التطوعية.
ريناد العمران من الشابات المتطوعات تقول لـ"سيدتي نت": إن المؤسسات والجمعيات الخيرية تؤدي جهودًا كبيرة في دعم ومساعدة المحتاجين من الفقراء والمساكين، لكن من الفقراء من يتعفَّف ويعاني الحاجة وفرْط العَوَز، ولا يرغب في الإعلان عن حاجته، وقد اختار العيش بعزلة في حياته، فكثير من تلك الحالات -خاصة من المواطنين- نجدهم متعففين عن مختلف المساعدات المادية، ومعتزلين في أماكنهم.
واعتادت ريناد على المشاركة في كل عام ضمن مجموعة المتطوعات في حملة قوت بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بتجهيز سلال غذائية تشتمل على ما يوفِّر للأسر المحتاجة والمتعففة قوتَ شهرهم، وتستهدف الشابات إشراك القطاع الخاص معهن بالمساهمة في توفير المواد الغذائية، بعد أن تمَّ الإعلان عن الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً واسعًا من فاعلي الخير بتوفيرِ المستلزمات الغذائية الأساسية للوجبات الرمضانية.
وتضيف عائشة القحطاني أحد المتطوعات في الحملة: "قمنا بتجهيز سلال غذائية رمضانية تُوَزَّعُ على الأسر المحتاجة، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، على أن تصلَهم السلال إلى منازلهم دون الحاجة إلى الحضور والانتظار على أبواب الجمعيات، أو طلب العون من الناس في الطرقات.
سلل غذائية في رمضان
وتشمل محتويات السلة الواحدة أساسيات الغذاء، كالأرز والدقيق والسكر والجريش والزيت والشورية وغيرها من المواد الغذائية، بحيث تكفي حاجتهم بالشهر الفضيل، ولا يتبع الفريق أي منظمات أهلية أو حكومية، بل يعتمد في دعمه المالي على المتطوعات أنفسهن لتوفير المستلزمات الغذائية الأساسية، بدءًا من الإعلان عن إطلاق الحملة وتصنيف المواد الغذائية وفرزها وحصر العائلات ذات الدخل المحدود وتسليم السلاسل الغذائية للمنازل. وتطمح المبادرة للوصول إلى ٩٠٠ عائلة تضمنُ لهم المتطوعات استدامةَ توفير المواد الغذائية والاستهلاكية طيلة شهر رمضان.
وتتفق المتطوعات في هذا الفريق على أن المجتمع بحاجة لجهود المتطوعات، والارتقاء بجميع فئات المجتمع المهمشة والمحتاجة، وسد حاجاتهم المادية والمعنوية بإحسان وتميز، وتمكين الشابات من طاقاتهن الذاتية وقدراتهن الكامنة، وذلك عن طريق تنمية مهارات المتطوعات فكريًّا وثقافيًّا ودينيًّا، وإشراكهنَّ في المشاريع التطوعية، في إطار الصدق والأمانة لتحقيق التكافل الاجتماعي.