جعل الله الزواج لنا رباطاً مقدساً وموثقاً مرتبطاً بكلمته وكلمة نبيه، وجعل له أهدافاً ومناهج متى اتبعها الناس استقامت حياتهم، ولكن عندما يحيد أحد عن تلك القوانين تصبح حياة الناس فوضى لا تدرك عواقبها، لذلك شرع الله الطلاق كحل في تلك الظروف المستعصية، ولكنه قال عز وجل: " وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ"، وتعدّ تلك الكلمات منهج حياة الناس في العلاقة الزوجية وبعدها، بحيث تحفظ للطرفين كرامتهما وإنسانيتهما وحياتهما سواء كان الرابط بينهما قائماً أو حدث الطلاق لأسباب خارجة عن طاقتهما.
المستشار الأسري الاجتماعي عبدالرحمن القراش يحدثنا في هذا الموضوع عن آفة مشينة من آفات الطلاق، وهي آفة التشهير.
يبدأ القراش حديثه قائلاً: "نحن لدينا توجيه رباني قرآني بحفظ السر والستر في العلاقات الزوجية؛ لأن هذا من شيم الأخلاق، ومن قيم الإنسانية، ولكن هناك بعض الأزواج هداهم الله لا يرون أن تلك الآية تنطبق عليهم؛ لأن نوازع الشر داخلهم قتلت مواطن الخير فيهم، فيسعى الزوج للتشفي والانتقام من طليقته بهتك سترها وفضح سرها ليس مقتصراً بذلك على مجتمعه الخاص، بل يتعدى ذلك ليصل به الأمر إلى التشهير بها في وسائل التواصل.
أسباب تشهير الزوج بطليقته
يعلل القراش أسباب تشهير الزوج بطليقه قائلاً: "لكونه لم يراع الله في عمله، ولم يحفظ كرامة أبنائه، ولم يدرك عواقب فعله، فهمه أن تبقى تلك المطلقة حبيسة ذكرياته التعيسة متوارية عن الناس حتى ولو لم تقم بفعل يغضب الله، ولكنه يريدها أن تبقى دون زواج أو سعادة أو راحة بعده، فيقوم بسبها وشتمها في كل موضع ومكان، لتكون سيرتها على كل لسان حتى لا تصبح حليلة لغيره، وكأنة يعاقبها على طلاقها منه".
وينصح القراش قائلاً: "إن الله عندما أمر بالستر جعله ميزة اختص بها من كان قريباً من حماه، مؤمناً برضاه، مراعياً لهداه، ولكن من حاد عن مراده أوكله لشيطانه لكي يلقاه وقد أثقلته ذنوبه وتحمله ذنوب غيره، فليس هناك حق لأحد الزوجين أن يتبع عورة الآخر بعد الطلاق، وأخص بالذكر الرجل؛ نظراً لأنه شديد الغضب والانتقام، فالكريم من عف لسانه قبل فرجه عن الحرام، ولكن من لم يستطع أن يملك كلمته فلينتظر من يتتبع عورته ويهتك ستره، لذلك أقول لكل رجل: "إذا استعصت الحياة مع المرأة وطلقتها فاتق الله فيما أسرت لك به من حياتها، ودعها تعيش، فلعل ذكرى طيبة منك معها تشفع لك عند ربك".
المزيد:
5 مواقف للمرأة المتزوجة تؤدي إلى الطلاق!