أجمع خبراء العلاقات الزوجية على أنه لولا وفاء وطيبة كثيرين من الأزواج لما استمرت حياتهم الزوجية! وفي مرات يعتمد دوام الزواج على طرف واحد رغم معاناته الكثير من الاضطرابات؛ مثل تحمُل الألم وعدم الإشباع والصبر على غرابة وشذوذ الطرف الثاني، وفي النهاية هي حياة غير سعيدة، وزيجة متقطعة ومتكسرة، ولكن ما الذي يجعلها تستمر؟
تأكيداً لهذه الظاهرة أعد مركز الأسرة الخاص بالاستشارات الزوجية بحثاً ميدانياً استوعب 600 زوجة تعانين مشاكل زوجية، اتضح أن 65% من العينة يعشن تفاصيل ومأساة الطلاق، ولكن يرفضن طلبه صراحة، ووراء هذا عدة أسباب!
في تعليق خاص على هذا البحث تضع الدكتورة عزة كريم، استشارية علم الاجتماع وخبيرة الشؤون الزوجية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أسباباً لرفض الطلاق هي:
1- هناك زوجات لا يتصورن الابتعاد عن شخص عاشرنه، فالحياة معه وبمساوئه أفضل من حياة الطلاق.
2- زوجات لديهن مخاوف الانفصال عما اعتادت عليه عائلتهم الأولى -مثلاً- لا توجد بها حالة طلاق واحدة.
3- هناك الزوجة التي لا تقبل لقب مطلقة وكأن الطلاق عار وفضيحة.
4- بعض الزوجات يتحملن المعاناة بسبب الحب وهو ارتباط من الداخل.. وعليها أن تعطي لها الفرصة ليكون الزوج أفضل.
5- رغم صعوبة الحياة مع الزوج إلا أنها تحقق للزوجة إشباعات قد تكون حسية، أو مادية، أو اجتماعية، أو سلطوية.
6- الزوجة التي تتحمل مشاهد الطلاق -دون أن تطلبه- ربما كان زوجها يحقق لها مصلحة سعت إليها من قبل وخططت لها، وفي الغالب تكون مصلحة مادية، اقتصادية تحمل الثراء.
7- لأنها من الشخصيات المازوْجية التي تستعذب العذاب، والألم، وتعشق المهانة، ويشبعها الذل والاحتقار وسوء المعاملة.
8- في أعماقها تدرك أنها لن تنجح مع أي إنسان آخر إذا تبدلت الظروف إلى الأفضل أو الأحسن، فهي تحس أنها إنسانة صعبة المراس.
9- ربما كانت الزوجة -نفسها- على مستوى العقل الواعي تشعر بأنها لا تصلح للزواج؛ فهي سيئة، ومزعجة، ومصدر للإزعاج، والألم، وكأنه زواج السيئ بالسيئة، وسيستمر كما يستمر زواج الطيب بالطيبة.
10- إنها تتمتع بقدرة خاصة أعطاها الخالق لبعض الناس..وهي القدرة على الحياة الصعبة، والتكيف معها، وقبولها عن رضا.
11- إن هناك ظروفاً خاصة تدعو الزوجة للاستمرار-وهو السبب الأعم- وهي ظروف اضطرارية مترتبة لا مهرب منها، فهذا هو طريقها الوحيد، قدرها، مصيرها، ونهايتها المحتومة....مما يجعلها تبذل جهداً خارقاً لاحتمالها، ويعاونها الله على الصبر، والتحمل، والاستمرار.
12- وجود الأولاد دافع قوي للاستمرار في حياة زوجية صعبة خالية من السعادة أو الرضا... مقتنعة أن حياة الأبناء في ظل والدين يعيشان معاً أفضل بكثير من حياة الأولاد مع طرف واحد بعد الطلاق.
13- الزوجة الرافضة لطلب الطلاق رغم معاناتها تؤمن بنظرية البيت المتكامل، وإن اكتنفت التعاسة والشقاء حياتها.
14- مرات كثيرة تشعر أن الوقت فات للانفصال، فات لبداية حياة جديدة، مثل وصول الزوجة لسن الأربعين، مما يجعلها لا تسعى للطلاق، فالبداية الجديدة تحتاج إلى قوة نفسية، وحد معقول من القوة الجسدية التي تسمح باستمرار زواج جديد.
15- بعض الزوجات تستهويهن لعبة دور الضحية، دور الاستشهاد، دور المجني عليها المظلومة، المغلوبة على أمرها، ولهذا تستمر في الزواج.