أجرى باحثون من مركز أمبريال كوليدج للسكري بلندن، استطلاعاً مع 597 من الآباء، حول (أحجام الأطفال في نظر والديهم)، فتبيَّن أنَّ 77% من الآباء والأمهات رفضوا الإقرار بأنَّ أطفالهم يحملون دهوناً زائدة ويعانون من السمنة، وحتى الآباء الذين أدركوا أنَّ أبناءهم يعانون من سمنة مفرطة أقرَّ 41% منهم فقط بأنَّ صحة أطفالهم قد تتعرَّض لخطر في المستقبل، كما ادعى كثيرون أنَّ زيادة الوزن تلك طبيعيَّة وأنَّها ستزول، والبعض الآخر يرى بأنَّها تكوين عريض وبنية جسمانيَّة كبيرة فقط لاغير.
ونشرت الأسبوع الماضي جامعة نبراسكا لنكولن في الولايات المتحدة الأميركيَّة بحثاً يؤكد أنَّ نصف الآباء والأمهات في حالة إنكار تام حول حجم أطفالهم، إذ يعتقد هؤلاء أنَّ أطفالهم أقل حجماً مما هم عليه بالواقع، كما أنَّ واحداً من سبعة آباء من أولئك الذين يتمتع أبناؤهم بوزن صحي، قلقون جداً تجاه تعرضهم للنحافة.
وأوضحت الدكتورة أليسا لاندهل، المشرفة على الدراسة أنَّ الآباء يلعبون دوراً حاسماً لمنع تفشي السمنة في مرحلة الطفول، فعندما يقوم الوالدان بتصحيح التصورات الكامنة في عقولهما، حينها سيبدآن باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشجيع الأبناء لكي يصبحوا أكثر نشاطاً، فيستطيعان الحد والتقليل من مشاهدة التلفاز ومساعدة الأبناء للإكثار من اللعب والذهاب خارج المنزل.
وكشفت دراسة أخرى قام بها باحثون في جامعة إيست أنجليا بمركز الحمية والدراسات، المملكة المتحدة، على أكثر من مليون طفل، أنَّ الذين يعيشون بالقرب من المنافذ الغذائيَّة غير الصحية ومطاعم الوجبات السريعة هم أكثر عرضة لزيادة الوزن والإصابة بالبدانة، كما يشير الدكتور أندي جونز، قائد فريق البحث، إلى أنَّ السمنة عامة ولدى الأطفال خاصة تشكل معضلة كبيرة حول العالم في الوقت الراهن، إذ إنَّ 70% من الأطفال يعانون من هذا الوباء، الذي قد يؤدي إلى مرض السكري، والمسبب للعديد من المشاكل الصحيَّة في العظام والقلب والأوعية والدمويَّة، إضافة إلى الأزمة النفسيَّة المتمثلة في انخفاض تقدير الذات لدى الطفل.